مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 29

29
لابتهاجهم ومسرتهم هو ما يجدونه ويلقونه
من عظيم الثواب ورفيع الدرجات، الذي
ينتظر إخوانهم المجاهدين الذين لم ينالوا
شرف الشهادة في المعركة، فهم فرحون
ومسرورون، من جهة النعم والمواهب
الإلهية التي يتلقونها، لا بها فقط بل لما
يتلقونه من الفضل الإلهي الذي هو التصعيد
المتزايد المستمر للنعم الذي يشمل
إنهم يرون بأم أعينهم ما ًالشهداء أيضا
. )15(كانوا يوعدون به ويسمعون بآذانهم
ويصف القرآن الكريم حياة الشهداء،
ن ِ م ُ الله ُ م ُ اهَاتَ ا ء َ م ِ ب َ ين ِ ح ِ ر َ (ف بقوله تعالى:
وا ُ ق َ ح ْ لَ ي ْ مَ ل َ ين ِ ذَّال ِ ب َ ون ُ شر ْ ب َ ست َ يَ و ِ ه ِ ضل َ ف
لا َ و ْ م ِ يهَل َ ع ٌ ف ْ و َ لا خَ أ ْ م ِ ه ِ ف ْ ل َ خ ْ ن ِّ م م ِ به
ِ الله َ ن ِّ ة م َ م ْ ع ِ ن ِ ب َ ون ُ شر ْ ب َ ست َ * ي َ ون ُ ن َ ز ْ ح َ ي ْ م ُ ه
) َين ِ ن ِ م ْ ؤ ُ م ْ ال َ ر ْ جَ أ ُ يع ِ ض ُ لا يَ الله َّ نَ
أَضل و َ ف َ و
:A، قال الإمام الصادق (آل عمران: 071-171)
(يستبشرون والله في الجنة بمن لم يلحقوا
.)16(بهم من خلفهم من المؤمنين في الدنيا)
فالرزق الوارد في الآية، هو من
لا معنى ّ ، وإ ً المرغبات الحسية قطعا
للرزق المعنوي هنا، ويؤيد ذلك ما جاء
، ً وعشيا ً في آية أخرى تذكر أن الرزق بكرة
ا َ يه ِ ف ْ م ُ ه ُ ق ْ ز ِ ر ْ م ُ هَ ل َ (و كما في قوله تعالى:
ة ّ ر بجن ّ ، حيث فس (مريم: 26) ) ًا ّ ي ِ ش َ ع َ و ً ة َ ر ْ ك ُ ب
) ًاّ ي ِ ش َ ع َ و ً ة َ ر ْ ك ُ اسمه (ب ّ الدنيا بدليل قوله عز
كرة والعشي لا تكونان في الآخرة في ُ فالب
لد بل هما في الدنيا، ونظير ذلك ُ جنان الخ
في ذكر النعيم أو العذاب في القبر، وبقائه
طيلة بقاء السماوات والارض هو قوله
ِه ِ ن ْ ذ ِ إ ِ ب َّ ِ إ ٌ س ْ فَ ن ُ مَّل َ ك َ ت َ ِتْ أ َ ي َ م ْ و َ (ي تعالى:
وا ُ ق َ ش َ ين ِ ذَّا ال َّ م َ
أ َ * ف ٌ يد ِ ع َ سَ و ٌّ ي ِ ق َ ش ْ م ُ هْ ن ِ م َ ف
َين ِ د ِ ال َ* خ ٌ يق ِ ه َ ش َ و ٌ ير ِ ف َ ا ز َ يه ِ ف ْ م ُ ه َ ل ِ ار َّ ي الن ِ ف َ ف
ا َ م َّ ِ إ ُ ض ْ ر َ ْ ا َ و ُ ات َ و َ م َّالس ِ ت َ امَا د َ ا م َ يه ِ ف
ا َّ م َ
أَ * و ُ يد ِ ر ُ ا ي َ م ِ ل ٌ ال َّ ع َ ف َ ك َّبَ ر َّ ن ِ إ َ ك ُّ ب َ ر َ اء َ ش
ا َ ا م َ يه ِف َ ين ِ د ِ ال َخ ِ ةَّن َ جْ ي ال ِ ف َ وا ف ُ د ِ ع ُ س َ ين ِ ذ َّ ال
َك ُّب َ ر َ اء َ ا ش َ م َّ ِ إ ُ ض ْ ر َ ْ ا َ و ُ ات َ و َ م َّالس ِ ت َ امَ د
، وأما (هود: 501-801) ) ٍوذ ُ ذ ْ ج َ م َ ر ْ ي َ غ ً اء َ ط َ ع
قوله ما دامت السموات والأرض إنما هو
في الدنيا فإذا قامت القيامة تبدل السموات
.)17(والأرض
، Eوالجدير بالذكر أن النبي الأكرم
الذين A والأئمة الطاهرين من أهل بيته
يشاركونه في الطهر والقداسة في آيات
ة، والذين قتلوا َّ التطهير والمباهلة والمود
عن حياض الشريعة ً في سبيل الله ودفاعا
29 ي في حياة البرزخ ِّ الترغيب الحس