مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 114

مجلة ينابيع
114
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
) ....... ً
ة
َ
و
ْ
س
َ
ق
ُّ
د
َ
ش
َ
أ
ْ
و
َ
أ
ِ
ة
َ
ار
َ
ج
ِ
ح
ْ
ال
َ
ك
َ
ي
ِ
ه
َ
ف
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
(البقرة: 47).
ولنعد إلى بيان أدلة إباحة وجواز البكاء
: ً
وسنة
ً
بل على رجحانه ومحبوبيته قرآنا
الدليل القرآني على جواز البكاء
: ً
أول
:
A
على الحسين
1- ما نص عليه القرآن الكريم من بكاء
يعقوب لفراق ولده يوسف وهو حي في
دار الدنيا حتى ذهب بصره وحتى قيل
ى
َّ
ت
َ
ح
َ
ف
ُ
وس
ُ
ي
ُ
ر
ُ
ك
ْ
ذ
َ
ت
ُ
أ
َ
ت
ْ
ف
َ
ت
ِ
الله
َ
وا ت
ُ
ال
َ
له:
) َ
ين
ِ
ك
ِ
ال
َ
ه
ْ
ال
َ
ن
ِ
م
َ
ون
ُ
ك
َ
ت
ْ
و
َ
ا أ
ً
ض
َ
ر
َ
ح
َ
ون
ُ
ك
َ
ت
) أي لا تزال ومعناه
ُ
أ
َ
ت
ْ
ف
َ
(يوسف: 58). و(ت
.. (حتى
)7(
A
تلهج بذكر يوسف
ً
أنك دائما
) والحرض المرض والهزال
ً
تكون حرضا
والإشراف على الهلاك أي حتى تصير
على الهلاك، أو
ً
مشرفا
ً
مهزولا
ً
مريضا
ذيبك
ُ
. أو ي
)8(
المدنف الهالك من شدة الوجع
.
)9(
الهم
وأما الآية التي سبقت هذه الآية أي آية
48 من (سورة يوسف) تبين عمق الألم
بصره من
A
وشدته حتى فقد يعقوب
شدة بكائه على يوسف. يقول سبحانه:
َ
ف
ُ
وس
ُ
ى ي
َ
ل
َ
ى ع
َ
ف
َ
س
َ
ا أ
َ
ي
َ
ال
َ
ق
َ
و
ْ
م
ُ
ه
ْ
ن
َ
ى ع
َّ
ل
َ
و
َ
ت
َ
) ٌ
يم
ِ
ظ
َ
ك
َ
و
ُ
ه
َ
ف
ِ
ن
ْ
ز
ُ
ح
ْ
ال
َ
ن
ِ
م
ُ
اه
َ
ن
ْ
ي
َ
ع
ْ
ت
َّ
ض
َ
ي
ْ
اب
َ
و
(يوسف: 48). وابيضت عيناه: أي انقلب
، أو
)10(
من كثرة البكاء
ً
سواد عينيه بياضا
.
)11(
من بكائه
ً
انمحق سوادهما وبدل بياضا
ولذا روى الطبري في تفسيره عدة
سأل
A
روايات مسندة فيها: أن يوسف
جبرئيل ما بلغ من حزن أبيه يعقوب؟ قال:
حزن سبعين مثكلة أو ثكلى، والثكلى هي
. وروى
)12(
التي لديها ولد واحد ثم مات
بسنده عن الحسن
ً
الطبري في تفسيره أيضا
البصري قال : كان منذ خرج يوسف من
عند يعقوب إلى يوم رجع ثمانون سنة لم
..
)13(
يفارق الحزن قلبه، حتى ذهب بصره
فقال
A
إن ملك الموت دخل على يعقوب
له أجئت لتقبضني قبل أن أرى حبيبي؟
لأحزن لحزنك وأشجو
ُ
فقال:لا. ولكن جئت
.
)14(
لشجوك
وجاء في الكشاف و تفسير النيشابوري
فت عينا يعقوب من وقت فراق
َ
قيل : ما ج
, وما على
ً
يوسف إلى حين لقائه ثمانين عاما
.
)15(
وجه الأرض أكرم على الله من يعقوب
وفي تفسير النيشابوري نقل أن
دخل على يوسف حينما كان
A
جبرئيل
في السجن فقال: إن بصر أبيك ذهب من
الحزن عليك. فوضع يوسف يده على رأسه
ً
فقال: ليت أمي لم تلدني، فلم أكن حزنا
.
)16(
على أبي
A
فهذا يعقوبالمتبع لملةجده إبراهيم
قد بكى على فراق يوسف السنين المتطاولة
حتى ابيضت عيناه، وابنه حي في دار الدنيا
عطي ملك مصر.
ُ
وقد أ
على أبيه يعقوب على
A
2- بكاء يوسف
ما لقي من وجد على فراقه وتمنيه إن لم
في رواية الطبري ـ
ً
يولد ـ كما سمعت آنفا
أنه بكى لما كان في السجن ولم يلق أباه
بعد. ورواية النيشابوري أنه وضع يده على
فقال ليت أمي لم تلدني فلم أكن
ِ
رأسه
على أبي.
ً
زنا
ُ
ح
3- حزن ملك الموت لحزن يعقوب,
في رواية
ً
وشجواه لشجوه، كما مر آنفا
الرازي فملك الموت حزن ليعقوب لما
بكى على ولده وهو حي في دار الدنيا.
وياهل ترى البكاء على الحي أولى من
البكاء على الميت أو البكاء على الميت
ميت هو! وأي قتيل هو! وأي
ُ
أولى! وأي
شهيد هو!؟ هو الحسين ابن بنت رسول
وسيد شباب أهل الجنة كما قال
F
الله
1...,115,116,117,118,119,120,121,122,123,124 104,105,106,107,108,109,110,111,112,113,...132
Powered by FlippingBook