119
مجلة ينابيع
ص أصحابه الباسلين والماهرين
ّ
من خل
وهم : قيس بن سعد بن عباده، وسعيد بن
قيس الهمداني، وجهزه بجيش قدره اثني
.
)5(
ً
عشر الفا
وانطلق عبيد الله يطوي البيداء مع
،
)6(
الجيش حتى انتهى إلى منطقة (شينور)
، فلزم الفرات
)7(
ومنها خرج إلى (شاهي)
والفلوجة حتى وصل إلى مسكن، فاستقام
لوجه، هنالك قام
ً
فيها وقابل العدو وجها
معاوية بدوره من خلال عملياته الإعلامية
التخريبية من أجل تمزيق وحدة الصف
العسكري، فكانت باكورة الدسائس
مة جيش
ّ
الخطيرة في إفساده مقد
الجواسيس، ونشر
َ
أن بعث
A
الإمام
العيون ليذيعوا الذعر والإرهاب، وبث
د، ويقومون بخذلان
ّ
فيها العصيان والتمر
.
)8(
الجيش
وكانت دعايتهم ذات طابع واحد وهي:
َ
م
ِ
ل
َ
كاتب معاوية على الصلح ف
ُ
الحسن ي
ّ
(إن
. وتركت هذه الموجه
)9(
تقتلون أنفسكم؟)
، ً
فظيعا
ً
من الافتراء الإعلامي اضطرابا
ً
دا
ّ
في النفوس، وأحدثت تمر
ً
بالغا
ً
وخوفا
في جميع الوحدات العسكرية.
ً
شاملا
د يسري في
ّ
وبعد أن أخذ التمر
معاوية لاستكمال
َ
ل
ِ
م
َ
جيش عبيد الله ع
خطته الإعلامية على مد أسلاك مكره
لإسقاط قائد المعسكر عبيد الله بن
العباس بأن راسله ليخدعه ويمكر به،
عن
ُّ
فكانت رسالته التي بعثها إليه تنم
الغدر والخديعة، وهذا ما نصه: (إن
م
ّ
سل
ُ
الحسن راسلني في الصلح، وهو م
، فإن دخلت في طاعتي الآن
َّ
الأمر إلي
دخلت وأنت تابع،
ّ
، وإ
ً
كنت متبوعا
عطيك ألف ألف
ُ
ولك إن أجبتني الآن أن ا
ل لك في هذا الوقت نصفها،
ّ
عج
ُ
درهم، ا
.
)10(
وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر)
الكذب الصريح، والمكر السافر في
َ
وتمثل
قوله: (إن الحسن قد راسلني في الصلح).
إن الإمام متى راسله في الصلح!!. فغزا
معاوية برسالته مشاعر عبيد الله، فقد
طيل التفكير في ارتكاب الجريمة
ُ
أخذ ي
لت أمامه المغريات التي
ّ
والخيانة، وتمث
لت له نفسه
ّ
عرضها عليه معاوية، فسو
الأثيمة بالغدر ونكث العهد، وقد خان
، وترك حكومة
F
قل رسول الله
ُ
بذلك ث
لس الليل إلى
َ
الحق والهدى، فتسلل في غ
.
)11(
معاوية ومعه ثمانية آلاف من الجيش
فقد أدت خيانته إلى زعزعة الجيش وتفلل
وحداته واضطرابه.
إن هذه الخطة الإعلامية الخبيثة التي
سلكها معاوية كانت من أهم الأسباب التي
به
ّ
مهدت نجاحه وفوزه بالموقف، وتغل
على الأحداث، فقد سببت اندحار الجيش
العراقي، وقضت على عزائمه، وفتح هذا
السلوك الإعلامي باب الخيانة والغدر
على مصراعيها.
الأموية واضطراب
الإذاعة
الجيش:
بعد هذا الاندحار المفاجىء للجيش
فتش عن
ُ
أصبحت البقية الباقية منه ت
ا
ّ
ي بها صلاة الصبح، ولم
ّ
صل
ُ
قائدها لي
علمت خيانته وغدره والتحاقه بالعدو
اضطربت أشد الاضطراب، وماجت في
ا
ّ
الفتن، وارتطمت بالنزاع والخلاف. ولم
رأى قيس بن سعد بن عباده المستشار
الأول للقائد الخائن آثار الغدر والخيانة
من الفتن السود قد ضربت أطنابها على
الجيش قام فصلى بهم صلاة الصبح،
وانبرى الجيش بجميع كتائبه فأعلن التأييد
م قيس القيادة بنص
ّ
والخضوع له، وتسل
A
أثر الإعلام في انهيار جيش الإمام الحسن
