مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 113

113
مجلة ينابيع
سبحانه ولطفه ونعمته على الذين اتبعوا
أن جعل في قلوبهم الرأفة
A
عيسى
والرحمة، فهذا قرآننا الكريم ينطق عن
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
ِ
وب
ُ
ل
ُ
ي ق
ِ
ا ف
َ
ن
ْ
ل
َ
ع
َ
ج
َ
الحكيم جل وعلا:
(الحديد: 72).
)....... ً
ة
َ
م
ْ
ح
َ
ر
َ
و
ً
ة
َ
ف
ْ
أ
َ
ر
ُ
وه
ُ
ع
َ
ب
َّ
ات
ولذا استدعى هذا الأمر بعض الفلاسفة أن
يعدلوا عن تعريف الإنسان بالحيوان الناطق
إلى أنه (حيوان ذو عطف) وعليه فلا إنسانية
بدون العطف على مصائب الآخرين
ً
مطلقا
وبدون الرحمة والرقة على آهات وأنات
المظلومين . إذن البكاء على المظلومين
أمر
A
والشهداء وعلى رأسهم الحسين
طبيعي وعقلائي وظاهرة فطرية في مقابل
قسوة القلب والغلظة وموت الضمير.
وهي أخطر الأمراض النفسية المعبر عنها
بموت القلب وقسوته. وهذا ما ينطق به
القرآن الكريم كذلك إذ هو يصف الأنبياء
وذراريهم وأتباعهم أصحاب القلوب الحية
المتنورة بالإيمان والتقوى بأنهم إذا سمعوا
آيات القرآن الكريم يخرون ساجدين
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
َ
ك
ِ
ئ
َ
ول
ُ
باكين, يقول سبحانه :
َ
م
َ
د
َ
آ
ِ
ة
َّ
ي
ِّ
ر
ُ
ذ
ْ
ن
ِ
م
َ
ين
ِّ
ي
ِ
ب
َّ
الن
َ
ن
ِ
م
ْ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ُ
الله
َ
م
َ
ع
ْ
ن
َ
أ
َ
يم
ِ
اه
َ
ر
ْ
ب
ِ
إ
ِ
ة
َّ
ي
ِّ
ر
ُ
ذ
ْ
ن
ِ
م
َ
و
ٍ
وح
ُ
ن
َ
ع
َ
ا م
َ
ن
ْ
ل
َ
م
َ
ح
ْ
ن
َّ
م
ِ
م
َ
و
ى
َ
ل
ْ
ت
ُ
ا ت
َ
ذ
ِ
ا إ
َ
ن
ْ
ي
َ
ب
َ
ت
ْ
اج
َ
ا و
َ
ن
ْ
ي
َ
د
َ
ه
ْ
ن
َّ
م
ِ
م
َ
و
َ
يل
ِ
ائ
َ
ر
ْ
س
ِ
إ
َ
و
ا)
ًّ
ي
ِ
ك
ُ
ب
َ
ا و
ً
د
َّ
ج
ُ
وا س
ُّ
ر
َ
خ
ِ
ن
َ
م
ْ
ح
َّ
الر
ُ
ات
َ
ي
َ
آ
ْ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
(مريم: 85).
فالبكاء إذن حالة طبيعية غريزية في
الإنسان تعبر عن صفة الرحمة والرقة
وعن حياة القلب دون قسوته وغلظته. ولذا
نجد القرآن الكريم ينكل باليهود ويعبر
عن تنكيله وذمه لهم بأنهم قساة القلوب
ِ
د
ْ
ع
َ
ب
ْ
ن
ِ
م
ْ
م
ُ
ك
ُ
وب
ُ
ل
ُ
ق
ْ
ت
َ
س
َ
ق
َّ
م
ُ
يقول سبحانه :
ثمرات انعقاد المجلس الحسيني
1...,114,115,116,117,118,119,120,121,122,123 103,104,105,106,107,108,109,110,111,112,...132
Powered by FlippingBook