مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 124

مجلة ينابيع
124
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
واضح وما في أصول الكافي أوضح منه
حيث العبارة هناك: (فأرادوا أمر الإمامة
.
)2(
وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها)
ومدينة مرو المذكورة في هذه الرواية
لعلها هي (مرو الشاهجان) ومعنى الشاهجان
روح الملك، وهي على مقربة من نيسابور
، وهذه المدينة
ً
مسيرة اثني عشر يوما
كانت مقام المأمون لما كان بخراسان،
.
)3(
ومنها ظهرت دولة بني العباس
ثم قال:
A
ثم قال الراوي (فتبسم
يا عبدالعزيز جهل القوم وخدعوا عن
أديانهم، إن الله تبارك وتعالى لم يقبض
حتى أكمل له الدين وأنزل عليه
F
نبيه
القرآن فيه تفصيل كل شيء، بين فيه
الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع
ا
َّ
: ّ
وجل
ّ
، فقال عز
ً
ما يحتاج إليه كاملا
(الانعام:83)،
) ٍ
ء
ْ
ي
َ
ن ش
ِ
م
ِ
اب
َ
ت
ِ
ي الك
ِ
ا ف
َ
ن
ْ
ط
َّ
ر
َ
ف
:
F
وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ُ
ت
ْ
م
َ
م
ْ
ت
َ
أ
َ
و
ْ
م
ُ
ك
َ
ين
ِ
د
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
ُ
ت
ْ
ل
َ
م
ْ
ك
َ
أ
َ
م
ْ
و
َ
ي
ْ
(ال
) ً
ينا
ِ
د
َ
م
َ
ل
ْ
س
ِ
ال
ُ
م
ُ
ك
َ
ل
ُ
يت
ِ
ض
َ
ر
َ
ي و
ِ
ت
َ
م
ْ
ع
ِ
ن
(المائدة: 3)، وأمر الإمامة من تمام الدين،
حتى بين لأمته معالم دينهم
F
ولم يمض
وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد
وما
ً
وإماما
ً
علما
A
ً
الحق وأقام لهم عليا
تحتاج إليه الأمة إلا بينه، فمن
ً
ترك شيئا
لم يكمل دينه فقد
ّ
وجل
ّ
زعم أن الله عز
كتاب الله
ّ
، ومن رد
ّ
وجل
ّ
رد كتاب الله عز
تعالى فهو كافر، هل يعرفون قدر الإمامة
ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم،
وأعلى
ً
وأعظم شأنا
ً
قدرا
ّ
إن الإمامة أجل
من أن يبلغها
ً
وأبعد غورا
ً
وأمنع جانبا
ً
مكانا
الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو
: (جهل
A
باختيارهم)، وقوله
ً
يقيموا إماما
القوم وخدعوا عن أديانهم) ففي أصول
الكافي ورد (وخدعوا عن آرائهم)، وفي
A
هذا المقطع الذي نقلناه أشار الإمام
إلى مفهومين: (إكمال الدين، وأن الإمامة
ً
أو تاما
ً
من تمام الدين)، وإذا لم يكن كاملا
فهو ناقص، فالنقص يطرح تارة مقابل
التمام وتارة مقابل الكمال، والنقص مقابل
التمام يعني فقدان بعض الأجزاء، فالكتاب
الناقص هو الذي فقد بعض الأجزاء،
فالكتاب الناقص هو الذي فقد بعض
فصوله أو بعض صفحاته، وكما هو الحال
في الصلاة الناقصة أو التامة، فالنقص في
مقابل التمام يستخدم حينما يكون المورد
والموضوع فيه فقدان لبعض أجزائه، ولكن
النقص مقابل الكمال يدل على شيء آخر
ً
بمعنى أن ذلك الشيء حتى يكون كاملا
عليه أن يطوي ويستوفي جميع مراحله
الوليد يولد وهو تام
ً
وإمكانياته، فمثلا
الخلقة لأن أعضاءه لم ينقص منها شيء إلا
أنه ينتظر منه في المستقبل أن يطوي مراحل
المشي والتكلم وأن يتعلم حتى يتكامل، فهو
فاقد لهذه الأمور الآن، بمعنى أنه لم يصل
إلى مرحلة كماله الممكنة ومن هنا يتضمن
مفهوم الكمال مفهوم الارتقاء، ويبدو أن
ْ
م
ُ
ك
َ
ين
ِ
د
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
ُ
ت
ْ
ل
َ
م
ْ
ك
َ
أ
َ
م
ْ
و
َ
ي
ْ
(ال
الآية الشريفة
استخدمت كلمة
ي)
ِ
ت
َ
م
ْ
ع
ِ
ن
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ُ
ت
ْ
م
َ
م
ْ
ت
َ
أ
َ
و
(الكمال) و(التمام) بحكم صدق المفهومين
، فمن حيث أن الدين بوصفه حقيقة
ً
معا
متكاملة قد تكامل ووصل إلى أوج كماله
من خلال تعيين حكم القيادة المعنوية
والاجتماعية التي تمثل روح الدين، هذا
من ناحية، ومن حيث أن الدين مجموعة
من الأحكام والتكاليف، وموضوع القيادة
والإمامة أحد هذه الأحكام والتكاليف، فقد
تم الدين بمجيء وتحديد هذا التكليف ولم
.
)4(
يبق هناك تكليف آخر
والإمامة في اللغة هي الرئاسة، وكل من
1,125,126,127,128,129,130,131 114,115,116,117,118,119,120,121,122,123,...132
Powered by FlippingBook