مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 120

مجلة ينابيع
120
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
، وبالترشيح من جميع القوات
A
الإمام
معاوية بإسناد قيادة
َ
م
ِ
ل
َ
ا ع
ّ
. ولم
)12(
المسلحة
الجيش العراقي إلى قيس بن سعد فتح
نهي
ُ
إذاعته الإعلامية من جديد؛ لكي ي
على القطعات العسكرية المتبقية، فأرسل
ون
ّ
ه ينشرون الأكاذيب، ويبث
ّ
عيونه وخواص
الإرهاب في جميع كتائب الجيش، سواء
المقيمة في المدائن أو في مسكن، وكانت
تلكم الإشاعات ذات صور وهي:
إذاعتهم في (المدائن) أن قيس
أول:
،
)13(
بن سعد قد صالح معاوية وصار معه
ولم يشك الجيش في صدق هذه الدعاية،
فإن عبيد الله بن العباس الذي هو أقرب
قد غدر به
A
بالإمام الحسن
ً
حما
َ
الناس ر
وخانه، فكيف بغيره.
الإعلان في (مسكن) عن قيام
ثانيا:
.
)14(
بالصلح مع معاوية
A
الإمام الحسن
نشر الدعايات الكاذبة في
ثالثا:
تل
ُ
(المدائن) أن قيس بن سعد قد ق
.
)15(
فانفروا
قت هذه الصور الإعلامية
ّ
ومز
الثلاث أعصاب الجيش، وأماتت نشاطه
تسوده الفتن
ً
العسكري، وأصبح متفككا
والأهواء، فأوجبت انهياره، وأصبح لا
لياقة له في مواجهة الأحداث، ولا قابلية له
على الدفاع ورد العدوان الأموي الذي يتمتع
بأحسن القابليات وأضخم الطاقات.
ع الكوفة
ّ
يود
A
الإمام
للقتال:
كل
A
حينما انتهى إلى الإمام الحسن
هذه الأنباء المؤسفة من الخيانة والغدر
ترعت نفسه الشريفة
ُ
واضطراب جيشه ا
من عاصمته
َ
بالآلام والهواجس، فنزح
الكوفة مع نفر من أخلاط الناس، وأخذ
ظلم
ُ
في مسيره حتى أتى دير كعب في ( م
معاوية
َ
م
ِ
ل
َ
ا ع
ّ
فاستقوا فيه، ولم
)16(
ساباط)
وصول القطعات العسكرية بقيادة الإمام
إلى هذه المنطقة، أخذ يعبث
A
الحسن
في الجيش من خلال استمرار
ً
فسادا
قنواته الإعلامية الفاسدة، فأرسل عبد
الله بن عامر ليبث الخوف والجزع في
نفوس العراقيين، فانطلق عبد الله فنادى
بأعلى صوته بين صفوف الجيش العراقي:
القتال، وإنما أنا
َ
ي لم أر
ّ
(يا أهل العراق، إن
مة معاوية، وقد وافى الأنبار في جموع
ّ
مقد
أهل الشام، فأقرئوا أبا محمد ـ يعني
عني السلام وقولوا
ـ
A
الإمام الحسن
له : أنشدك الله في نفسك، وأنفس هذه
. وحينما سمعوا
)17(
الجماعة التي معك)
ذلك داخلهم الخوف والرهبة إلى حد لا
سبيل إلى تصويره، وأخذ بعضهم يخذل
ا، وسئموا القتال، وكرهوا الحرب.
ً
بعض
أخرى،
ٍ
إعلامية
ٍ
ه معاوية إلى قناة
ّ
بعدها اتج
وهي مراسلة جمع من الأشراف والوجوه
البارزين في العراق لشراء ضمائرهم،
فاستجابت تلك النفوس المريضة إلى
دعوى معاوية، وانجرفت بدنياه الحلوة،
وانخدعت بوعوده المعسولة، فأخذت
ية طلباته، وممتثلة
ّ
لب
ُ
تتهاوى على أعتابه م
وتسليمه له
A
لأمره في الفتك بالإمام
، واغتياله وقتله متى أراد
ً
أو جهرا
ً
سرا
هذا بعث
ُ
سلسله
ُ
ذلك. ولكي يكمل معاوية م
ع فيها
ّ
ليطل
A
بتلكم الرسائل إلى الإمام
على خيانة جيشه، وعندما عرضت عليه
تلك الرسائل أيقن بفسادهم وتخاذلهم
A
وسوء نياتهم؛ لذلك كان الإمام الحسن
ً
وهو متقلدا
ّ
حينها لا يتقدم للصلاة إ
ّ
، إذ دس
)18(
من الفتك به
ً
درعه خشية
A
معاوية عيونه في جيش الإمام
ليذيعوا أن الزعيم قيس بن سعد قد
1...,121,122,123,124,125,126,127,128,129,130 110,111,112,113,114,115,116,117,118,119,...132
Powered by FlippingBook