مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 118

مجلة ينابيع
118
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
صلي، وأنه قتل عثمان ؟ لقد
ُ
لا ي
ً
عليا
ّ
أن
أخذ هذا الإعلام مداه حتى إن الأمر قد
التبس عند عدد من الصحابة، فهذا زيد
،
A
بن الأرقم يقول لأمير المؤمنين
أنشدك الله، أنت قتلت عثمان؟ فأطرق
علي ساعة، ثم قال: والذي فلق الحبة وبرأ
.
)3(
النسمة ما قتلته ولا أمرت بقتله
لذلك فإن من الصفات الواضحة
التي ارتكزت عليها الدعاية الأموية
هي صفة (الكذب)، وحاولوا من خلال
فقة
ّ
ل
ُ
الإذاعة النفاقية تمرير الأحاديث الم
والمزورة في أذهان المسلمين، وكان
اعتمادها الأساس في ذلك هو التأثير على
الجماهير من خلال إظهار صورة الحدث
دون إعطاء تعليل له وإبراز المحسوس
العنيف على ما هو خاضع للعقل، فإنها
لا تقوم على أساس علمي؛ بل تقوم على
لفت السواد الأعظم من خلال التوجيه
إلى قلوب الناس قبل عقولهم .
الإعلام الأموي باللعب
ِ
ولم يكتف
على أوتار البدعة ولزوم الباطل بل بعث
ن
َ
إلى الأمصار من الجواسيس والعيون م
يحملون إذاعته ويخبرونه باتجاه المجتمع
،
B
اته، ومدى إخلاصه لآل البيت
ّ
وني
كما يقومون بعمليات الإرهاب والتخويف
مة والوقوف ضد
ُ
من أجل شق صف الأ
الإسلام الحقيقي المتمثل بمحمد وآل
محمد صلوات الله وسلامه عليهم
في سبيل توجيه
ً
أجمعين، ولم يألوا جهدا
الضربات الماحقة لهم، ولكل ما يتصل
أو بعيد.
ٍ
بهم من قريب
للجيش
العام
الوصف
الإمام
العراقي: (معسكر
)
A
الحسن
يوصف الجيش بأنه العماد الذي يقوم
عليه عرش الدولة، وهو السياج الواقي
للشعب من أي اعتداء خارجي، وكذلك
ل عليه في حفظ النظام وسيادة
ّ
المعو
ا في دفاعه
ً
الأمن، هذا إذا كان مخلص
، فإنه
ً
بحكومته، أما إذا كان خائنا
ً
ومؤمنا
ضلل من قبل
ُ
هزم أمام أي إعلام م
ُ
سوف ي
الأعداء .
الجيش العراقي الذي
َ
لذلك فقد وصف
إنه جيش
A
كان تحت مظلة الإمام الحسن
في الشقاء، إذ
َ
في الفتنة، وماج
َ
ز
َ
ك
َ
قد ر
إلى
ُ
ه
ّ
وصفه الشيخ المفيد رحمه الله وقسم
: (واستنفر الناس للجهاد
ً
عناصر، قائلا
من
ٌ
معه أخلاط
َّ
فتثاقلوا عنه، ثم خف
، وبعضهم
A
الناس بعضهم شيعة له ولأبيه
ة يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة،
ّ
محكم
وبعضهم أصحاب فتن وطمع في الغنائم،
وبعضهم شكاك، وبعضهم أصحاب عصبية
اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون إلى
.
)4(
دين)
سقوط القائد الأول:
حاول الإعلام المضلل الأموي تكثيف
جهوده من أجل إيجاد حالة التدابر
وانشطار المواقففيصفوفجيشالإمام
، كما استطاع الإعلام أن
A
الحسن
يستميل بعض عناصر هذا الجيش إلى
الصف الأموي.
قد أسند
A
كان الإمام الحسن
القيادة العامة إلى عبيد الله بن العباس؛
ً
لما له من القدرة والحزم ما يجعله أهلا
بى في
ّ
لهذا المنصب الرفيع، فهو قد تر
ٌّ
وحري
A
مدرسة الإمام أمير المؤمنين
بأن يخلص ويبذل قصارى جهوده في
بل معاوية فلقد
ِ
من ق
ٌ
المعركة؛ لأنه موتور
َ
قتل ولديه بسر بن أبي أرطأه. وجعل
إلى جانب عبيد الله مشاورين
A
الإمام
1...,119,120,121,122,123,124,125,126,127,128 108,109,110,111,112,113,114,115,116,117,...132
Powered by FlippingBook