مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 88

مجلة ينابيع
88
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
. ً
ودولة
ً
ومجتمعا
هذا في الصحيفة السجادية الأولى
ومناجاته
A
أدعية الإمام
َّ
ولم تضم كل
فاستدرك العلماء فيما بعد على هذه
أخرى ذكرها
ً
الصحيفة الشريفة صحفا
في كتابه (أعيان
H
السيد محسن الأمين
الشيعة) الثانية، والثالثة، والرابعة،
إلى أدعية الأيام
ً
والخامسة، إضافة
والمناجاة الخمسة عشر والتي يتضمن
كل دعاء فيها مفاهيم روحية عالية،
وأخلاقية سامية، وفكرية رائدة...
السؤال الذي يفرضنفسه لماذا
َّ
ولكن
بالدعاء
A
طفحت حياة الإمام السجاد
؟
B
أكثر من غيره من الأئمة الطاهرين
واختلفت أجوبة العلماء والكتاب في
ب، ولم يصب
ّ
ر
َ
غ
ُ
ق وم
ّ
ر
َ
ش
ُ
ذلك، فبين م
الأكثر منهم عين الحقيقة، فقد ذهب
ها
ُ
الإمام كان إطار
َ
أدعية
َّ
البعض منهم أن
وهو نوع من أنواع المقاومة
ً
سياسيا
السلمية للسلطات الأموية، وذهب
أراد أن يوصل
A
الإمام
َّ
آخرون أن
المفاهيم والمعارف الإسلامية إلى الناس
ً
ه كان محاصرا
َّ
بصورة غير مباشرة لأن
ولا يستطيع أن يصرح بطرح المفاهيم
والأفكار الإسلامية الحساسة على أعواد
المنابر وفي حلقات الدروس.
H
وذهب السيد محمد باقر الصدر
أراد (أن ينشر
A
الإمام السجاد
َّ
إلى أن
في المجتمع
ً
روحيا
ً
من خلال الدعاء جوا
الإسلامي يساهم في تثبيت الإنسان
المسلم عندما تعصف به المغريات وشده
إلى ربه حينما تجره الأرض إليها وتأكيد
ً
ما نشأ عليه من قيم روحية لكي يظل أمينا
عليها في عصر الغنى والثروة كما كان
عليها وهو يشد حجر المجاعة على
ً
أمينا
.
)18(
بطنه)
ونحن مع تحفظنا على كل ما طرح من
تفسير لهذه الظاهرة الإلهية في شخصية
نا لا ننكر الآثار الإيجابية
َّ
الإمام إلا أن
التي تركتها تلك الأدعية في نفوس
ً
كبيرا
ً
الناس وواقعهم وأثرت تأثيرا
، ً
لتغير الواقع ولا زال تأثيرها جاريا
ها لمن
َّ
وهي كما وصفها أديب رسالي: (إن
أن يصهر العلم
A
معجزات هذا الإمام
والأدب وهموم الفرد والأمة ومشاكل
الإسلام وما يعانيه في بوتقة ثم يصوغ
فريدة في صيغة دعاء لا
ً
منها نصوصا
يبعد عن روحانية السماء ولا ينسلخ عن
.
)19(
حاجات الأرض)
كان
A
الإمام السجاد
َّ
نا ننكر أن
َّ
إلا أن
إذا انصرف إلى الدعاء والمناجاة كانت
غايته إسماع الناس وإيصال المفاهيم
A
السجاد
َ
الإمام
َّ
العالية إليهم؛ وذلكلأن
ه
َّ
كما عرف عنه في جميع الأوساط أن
كان إذا توجه إلى وضوئه، ومحرابه
من الله كما
ً
تغير لونه، وارتعش خوفا
ه عندما يحرم
َّ
يروي المؤرخون، وإن
يلبي يغشى عليه ويسقط
ْ
للحج ويريد أن
إلى الأرض، فأين تكون هذه الضمائم
الاجتماعية والدعوية والذي اعتقده
ذاب
A
الإمام السجاد
َّ
والله العالم أن
ه الوحيد
ُ
الله عزوجل، ومأنس
ِّ
في حب
هو الذكر والدعاء،حتى صار هذا الحال
عليه في أحواله كلها لا يفارقه ولا
ً
غالبا
لحظة واحدة.
ومن خلال هذه الحالة نستنتج
تحولت حياته إلى ذكر
A
َ
الإمام
َّ
أن
متواصل، وعبادة مستمرة واستحضار
هذه
َّ
في ساحة القدس، ولا شك أن
ً
، ووهجا
ً
روحيا
ً
الحالة سوف تشيع جوا
1...,89,90,91,92,93,94,95,96,97,98 78,79,80,81,82,83,84,85,86,87,...132
Powered by FlippingBook