مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 61

61
مجلة ينابيع
بلاغة التعبير بالأمر في مقام الدعاء إظهار
وبيان شدة
ّ
وجل
َّ
كمال الخضوع للمولى عز
رغبة العبد في الغفران والتوبة، كأنهما
.
)7(
وعلا))
ّ
أمران مطلوبان من الله جل
وهو بعكس الدعاء، أي طلب
2- النهي:
عدم إحداث الشيء، وقد ورد مرة واحدة
ني
َّ
د
ُ
ر
َ
لا ت
َ
: ((ف
A
في دعاء الصباح في قوله
))، وهو هنا ليس
ً
با
ِ
خائ
َ
ك
ِ
ب
ِ
اه
َ
و
َ
م
ّ
ني
َ
س
ْ
ن
ِ
م
، بل هو- كما في الأمر- نهي
ً
حقيقيا
ً
نهيا
خرج إلى غرض الدعاء، والسر في هذا
التعبير والخروج المجازي هو بيان رغبة
العبد في الغفران وإظهار كمال الضراعة
والتذلل له سبحانه، وهذا الاستعمال
هو تصوير حي، وتعبير صادق عن رغبة
الداعي في الحصول على المواهب السنية
.
)8(
التي يعطيها الله لعباده
هو طلب العلم بشيء
3- الستفهام:
، هذا إذا كان
)9(
من قبل
ً
لم يكن معلوما
، وقد تكون صيغة
ً
حقيقيا
ً
استفهاما
الاستفهام خارجة إلى معنى مجازي،
وهو ما وجد في الدعاء المبارك، مثل
ِ
ح
ِ
في واض
َ
بي إليك
ُ
السالك
ِ
ن
َ
م
َ
قوله: ((ف
الطريق))، أي يا رب إن لم تبتدئني الرحمة
منك، فلا سالك بي إليك، وحتى إن كان
ِ
ن
َ
م
َ
: ((ف
A
، ومثله قوله
ً
الطريق واضحا
الهوى))، أي
ِ
راتي من كبوات
َ
ث
َ
ع
ُ
المقيل
لا أحد، وهاتان الصيغتان الاستفهاميان
خرجتا إلى معنى مجازي هو النفي، وهذا
التعبير المجازي جاء لتحريك الفكر وحث
النظر لكي يصل الإنسان إلى الله تعالى
َّ
، ولا شك
)10(
عن طريق البحث والتفكير
أن البحث والفكر إذا توصل إلى الله تعالى
من هذه الطريقة، فلا يمكن أن يتركه،
ويحيد عنه، وهذه هي الجنبة التوحيدية
A
مها الداعي
ّ
في الدعاء، التي قد
لنا من خلال صيغة الاستفهام.
وهذا الأمر نفسه- معنى النفي المفهوم
من الاستفهام- وجد في مقاطع أخرى من
ً
مسكينا
ُ
د
ُ
ر
ْ
ط
َ
ت
َ
ف
ْ
ي
َ
: ((ك
A
الدعاء، مثل قوله
ُ
ب
ِّ
ي
َ
خ
ُ
ت
َ
ف
ْ
ي
َ
، أم ك
ً
با
ِ
هار
ِ
نوب
ُّ
من الذ
َ
ك
ْ
ي
َ
إل
َ
أ
َ
ج
َ
ت
ْ
ال
ْ
، أم
ً
ساعيا
َ
ك
ِ
ناب
َ
إلى ج
َ
د
َ
ص
َ
ق
ً
دا
ِ
ش
ْ
ر
َ
ت
ْ
س
ُ
م
،)) ً
با
ِ
ار
َ
ش
َ
ك
ِ
ياض
ِ
إلى ح
َ
د
َ
ر
َ
و
َ
آن
ْ
م
َ
ظ
ُّ
د
ُ
ر
َ
ت
َ
ف
ْ
ي
َ
ك
ك يا
ّ
فالمعنى المتضمن من هذا النص: أن
رب لا تطرد المسكين الملتجئ إليك، ولا
تخيب المسترشد القاصد إليك، ولا ترد
الظمآن الوارد إلى حياضك؛ وبالتالي فأنت
وحدك يا رب المستحق للعبادة، المستحق
للجوء، المستحق للاسترشاد، المستحق
للورود، هذه المعاني تجسدت من خلال
صيغة الاستفهام الواردة في النص.
وقد يخيل للقارئ أول مرة في النص
يريد بهذا الاستفهام
A
الإمام
َّ
الأخير أن
مع علمه اليقيني
A
التعجب، ولكن الإمام
الله لا يمكن أن يرد السائل فهو الكريم
ّ
أن
هذه
ّ
، بل يريد إثبات أن
ً
لا يتعجب أبدا
ب
ّ
ها لله تعالى وحده؛ لذلك عق
َّ
الصفات كل
ِ
ك
ْ
ن
َ
في ض
ٌ
ة
َ
ع
َ
ر
ْ
ت
ُ
م
َ
ك
ُ
ياض
ِ
،وح
ّ
لا
َ
: ((ك
ً
قائلا
،)) ِ
ول
ُ
غ
َ
لب والو
ّ
للط
ٌ
توح
ْ
ف
َ
م
َ
ك
ُ
، وباب
ِ
ول
ُ
ح
ُ
الم
فهو مطمئن لهذه الصفات فلا يتعجب في
المقام الأول، بل هو في مقام النفي.
وهو- بأبسط تعريفاته -
4- النداء:
طلب الإقبال، والقارئ للنص يرى مركزية
النداء في الدعاء، فهو تكرر بشكل صريح
وبأدوات النداء 03 مرة في النص، عدا
، وتكرار النداء بكثرة
ً
ذكره محذوفا
يستدعي عطف المخاطب على القائل،
،
)11(
إذ أن القائل يخصه وحده دون غيره
فيدعوه، ويتذلل إليه.
وكان بعض النداء بـ ((يا)) النداء،
والقسم الآخر بلفظة ((اللهم))، وافتتح
الخبر والإنشاء في دعاء الصباح
1...,62,63,64,65,66,67,68,69,70,71 51,52,53,54,55,56,57,58,59,60,...132
Powered by FlippingBook