مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 66

مجلة ينابيع
66
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
أمثالهم.
ال) على المبالغة قال ابن
ّ
ع
َ
وفي دلالة (ف
ا قولهم: رجل جميل،
ً
جني: (ومن ذلك أيض
ووضيء؛ فإذا أرادوا المبالغة في ذلك قالوا:
ال، فزاد في اللفظ هذه الزيادة
ّ
م
ُ
اء و ج
ّ
ض
ُ
و
لزيادة معناه... وكأن أصل هذه الزيادة إنما هو
ر
ّ
ع وكس
ّ
لتضعيف العين، في نحو المثال؛ قط
اب
ّ
ار والقص
ّ
از والعط
ّ
وبابهما،...كذلك البز
ونحو ذلك؛ إنما هي لكثرة تعاطي هذه الأشياء،
.
)10(
وإن لم تكن مأخوذة من الفعل)
اب ترغيب للعباد في قبولهم على
ّ
ر التو
ْ
ك
ِ
فذ
وعلا بالتوبة وترك المعصية، وهذا من
ّ
الله جل
رحمته وفضله على عباده، ويتوب واحدهم عن
الآخر فتتحقق الوحدة المنشودة.
َ
اب
َ
ت
ْ
ن
َ
م
ِ
ل
ٌ
ار
َّ
ف
َ
غ
َ
ي ل
ِّ
ن
ِ
إ
َ
وكذلك قوله تعالى:
(طـه: 28 ).
ى)
َ
د
َ
ت
ْ
اه
َّ
م
ُ
ث
ً
حا
ِ
ال
َ
ص
َ
ل
ِ
م
َ
ع
َ
و
َ
ن
َ
آم
َ
و
ار) من (غفر يغفر) للمبالغة والتكثير في
َّ
ف
َ
فـ(غ
غفران الذنوب، ولم يقل (غافر أو سأغفر)
ه وعد بالرحمة المؤكدة وهي كثرة المغفرة
ّ
لأن
، فالطريق
ً
لكل إنسان تاب وآمن وعمل صالحا
مفتوح أمام العاصين والمذنبين لكي ينالوا
.
)11(
المغفرة بالرجوع إلى الله بالتوبة الصادقة
جاء في مجمع البيان: (أي كثير القبول
للتوبة يقبل مرة بعد مرة، وهو في صفة العباد
.
)12(
الكثير التوبة)
هذه هي حرفته
َّ
ا هكذا فكأن
ً
ار هو أبد
َّ
فغف
وصنعته يغفر للمذنبين العاصين بصورة
.
)13(
مستمرة ومتجددة
ا، والعمل الصالح
ً
والمغفرة لمن عمل صالح
يحقق الأخوة بين الناس أجمعين.
يل:
ِ
ع
َ
2- ف
ل
ِ
ال
َ
ة
َ
م
ْ
ع
ِ
وا ن
ُّ
د
ُ
ع
َ
ت
ْ
ن
ِ
إ
َ
كقوله تعالى:
(النحل:81).
) ٌ
يم
ِ
ح
َ
ر
ٌ
ور
ُ
ف
َ
غ
َ
ل
َ
ال
َّ
ن
ِ
ا إ
َ
وه
ُ
ص
ْ
ح
ُ
ت
(رحيم) صيغة مبالغة مشتقة من الفعل
ه
ّ
) فهو راحم، وقد دلت على أن
َ
م
ِ
ح
َ
الثلاثي (ر
ه سبحانه أحسن لهم بعدم
ّ
كثير الرحمة للعباد لأن
مؤاخذتهم بالغفلة عن شكر نعمه والقصور عن
.
)14(
إحصائها
فالرحيم كثرة الرحمة، وإدامتها عليهم
ٍ
س
َ
ف
َ
ن
ِّ
لحظة، وعند كل
ِّ
وإدرارها في كل
يتنفسونه وحركة يتحركونها، فخصهم سبحانه
لهم لكي يتوجهوا
ً
ولا تحصى ترغيبا
ُّ
بنعم لا تعد
إليه بعبادته وطاعته.
عن
ً
فضلا
)15(
ودلت الرحيم على النسب
دلالتها على المبالغة، وهذا ما عناه الطبرسي
بقوله: (الرحيم ذو الرحمة، ولذلك أنعم عليكم
.
)16(
منه)
ً
بخلق هذه الأنعام ابتداء
َ
وا ال
ُ
ض
ِ
ر
ْ
ق
ُ
ت
ْ
ن
ِ
ومثل هذا قوله تعالى:
ُ
ال
َ
و
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
ْ
ر
ِ
ف
ْ
غ
َ
ي
َ
و
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
ُ
ه
ْ
ف
ِ
اع
َ
ض
ُ
ي
ً
نا
َ
س
َ
ح
ً
ضا
ْ
ر
َ
ق
(التغابن: 71).
) ٌ
يم
ِ
ل
َ
ح
ٌ
ور
ُ
ك
َ
ش
(حليم) على وزن فعيل، وقد أفاد المبالغة
والكثرة، وهو منقول من فعيل، الذي هو من
هنا على كثرة
ّ
وقد دل
)17(
أبنية الصفة المشبهة،
صبره سبحانه وتمهله في عقوبة من عصاه،
وتدل على لطفه ومسامحته لعباده على كثرة
.
)18(
ذنوبهم، وهذا في غاية الإكرام
يقول الزمخشري: ( يفعل بكم ما يفعل من
يحلم عن المسيء فلا يعاجلكم بالعقاب مع كثرة
.
)19(
ذنوبكم)
جاء في تفسير البصائر في قوله: (شكور
،
)20(
في النفقة)
ً
للمضاعفة وترغيبا
ً
حليم) (تعلي
والنفقة تقضي على ظاهرة الفقر التي تنخر
بالمجتمع وتفتت اللحمة والوشائج بين مكونات
الدين الواحد، بسبب الفروق التي تظهر
بينهم، فرفاهية مجموعة وفقر أخرى يجعل
المجتمع يتحارب فيما بينه.
ول:
ُ
ع
َ
ف
ِ
ال
َ
اب
َ
ت
ِ
ك
َ
ون
ُ
ل
ْ
ت
َ
ي
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
َّ
ن
ِ
كقوله تعالى:
ً
ا
ّ
ر
ِ
س
ْ
م
ُ
اه
َ
ن
ْ
ق
َ
ز
َ
ا ر
َّ
م
ِ
وا م
ُ
ق
َ
ف
ْ
ن
َ
أ
َ
و
َ
لة
َّ
وا الص
ُ
ام
َ
ق
َ
أ
َ
و
ْ
م
ُ
ه
َ
ي
ِّ
ف
َ
و
ُ
ي
ِ
* ل
َ
ور
ُ
ب
َ
ت
ْ
ن
َ
ل
ً
ة
َ
ار
َ
ج
ِ
ت
َ
ون
ُ
ج
ْ
ر
َ
ي
ً
ة
َ
ي
ِ
لن
َ
ع
َ
و
1...,67,68,69,70,71,72,73,74,75,76 56,57,58,59,60,61,62,63,64,65,...132
Powered by FlippingBook