مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 55

55
مجلة ينابيع
دت نفسي للبحث حول
ّ
فمن هنا جن
هؤلاء الأئمة الذين هم مرجع أبناء
العامة. فوجدت أولهم أبا حنيفة إمام
الأحناف قد تتلمذ على يد الإمام جعفر
ة عامين، ذكرها كل
ّ
مد
A
الصادق
من ترجم له حتى اشتهرت مقولته :
)1(
النعمان)
السنتان لهلك
(لولا
ها بيت الله الحرام.
ّ
كشهرة الكعبة بأن
وكذلك مالك بن أنس امام المالكية،
من علمه عن الإمام
ً
الذي أخذ قسما
.
A
الصادق
جعفر
وكذلك محمد بن
ادريس الشافعي امام
الشافعية أخذ علمه عن
جماعة أشهرهم مالك
ا احمد
ً
بن أنس. واخير
بن حنبل امام الحنابلة
قد صحب فترة من
الزمن الشافعي وأخذ
عنه. وبهذا تكون
علومهم مصدرها
الاصلي هو أحد أئمة
ً
. فاذا
B
اهل البيت
، فلماذا الأخذ
B
مصدر العلم أهل البيت
من غيرهم؟؟
ومن خلال بحثه ظهر له هشاشة فقههم
مالك في هذا الخصوص
ّ
وآرائهم، فيقر
ما أنا بشر أخطئ وأصيب،
ّ
قائلا: (إن
فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب
.
)2(
والسنة فخذوا به، وما خالف فاتركوه)
ويعترف أبو حنيفة بقوله: (هذا رأيي،
وهذا أحسن ما رأيت، فمن جاء برأي
ً
. ويذعن الشافعي بهذا أيضا
)3(
خلافه قبلناه)
فيقول: (إذا صح الحديث بخلاف قولي،
ح بذلك
ّ
. ويصر
)4(
فاضربوا بقولي الحائط)
أحمد بقوله لرجل: (لا تقلدني ولا
ً
أيضا
تقلدن. . . ، وخذ الأحكام من حيث أخذوا
.
)5(
من الكتاب والسنة )
د
ّ
فآراء الأئمة الأربعة ومقولاتهم هذه تؤك
مذاهبهم لا قابلية لها في ذاتها على
ّ
أن
البقاء، بل كان بواسطة وصول أصحابها
ة السلطة.
ّ
إلى سد
في خضم هذه الأجواء كان مذهب أهل
ينشر ما عنده من علوم ومعارف
B
البيت
بذاته، على الرغم
ً
ن أن يبقى قائما
ّ
حتى تمك
من توجيه الحملات الظالمة له ولأتباعه
للتهم، وكانوا في
ً
الذين أصبحوا غرضا
نظر السلطات خارجين عن
الإسلام.
السبب الوحيد
ّ
والواقع أن
في بقائه وديمومته استقاؤه
F
التعاليم من رسول الله
عن طريق العترة الطاهرة
لوا
ّ
لوا ما تحم
ّ
، الذين تحم
B
في سبيل إبقاء مدرسة آل
شاخصة ومستقلة
F
د
ّ
محم
عن تأثير السلطات. ولكل
ف
ّ
هذه الاسباب وغيرها تشر
الاخ رمضاني عمار باعتناق
عام
B
مذهب أهل البيت
9891م بمدينة (مومباسا) الكينية، بعد
تردده على مؤسسة (بلال مسلم) والحمد
لله رب العالمين..
(نقل بتصرف: موسوعة من حياة
المستبصرين/ مركز الابحاث العقائدية ج1
>
ص142)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) انظر: مختصر التحفة الاثني عشرية للآلوسي: 8.
2) انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث 171): 723.
3) انظر: مناقب أبي حنيفة للذهبي، باب قوله في
الرأي: 12.
4) أنظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 01/53.
5) أنظر: حجة الله البالغة للدهلوي: 1/392.
ار
ّ
حكاية مستبصر: رمضاني عم
1...,56,57,58,59,60,61,62,63,64,65 45,46,47,48,49,50,51,52,53,54,...132
Powered by FlippingBook