مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 60

مجلة ينابيع
60
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
،)) ٌ
ب
ِ
ال
َ
ائي غ
َ
و
َ
ه
َ
، و
ٌ
وب
ُ
ل
ْ
غ
َ
ي م
ِ
ل
ْ
ق
َ
ع
َ
، و
ٌ
وب
ُ
ي
ْ
ع
َ
م
ُ
ج
ِ
ول
ُ
ت
َ
، و
ِ
ار
َ
ه
َّ
ي الن
ِ
ف
َ
يل
َّ
الل
ُ
ج
ِ
ول
ُ
: ((ت
A
وكقوله
، ِ
ت
ِّ
ي
َ
م
ْ
ال
َ
ن
ِ
م
َّ
الحي
ُ
ج
ِ
ر
ْ
خ
ُ
ت
َ
، و
ِ
يل
َّ
في الل
َ
هار
َّ
الن
ُ
اء
َ
ش
َ
ت
ْ
ن
َ
م
ُ
ق
ُ
ز
ْ
ر
َ
ت
َ
، و
ِّ
ي
َ
الح
َ
ن
ِ
م
َ
ت
ِّ
ي
َ
م
ْ
ال
ُ
ج
ِ
ر
ْ
خ
ُ
ت
َ
و
))، والأمثلة كثيرة في الدعاء،
ٍ
اب
َ
س
ِ
ح
ِ
ر
ْ
ي
َ
غ
ِ
ب
وهذه كلها غير مؤكدة بمؤكدات.
وقد وردت الأخبار في مواضع قليلة
مؤكدة بأداة تأكيد واحدة، أي هي أخبار
ٌ
ر
ِ
اد
َ
ق
َ
ك
َّ
ن
ِ
: ((إ
A
طلبية، وذلك في قوله
)) ٌ
ير
ِ
د
َ
ق
ٍ
ء
ْ
ي
َ
ش
ِّ
ل
ُ
ى ك
َ
ل
َ
ك ع
َّ
)) ((إن
ُ
اء
َ
ش
َ
ا ت
َ
لى م
َ
ع
ّ
لاي))، والملاحظ أن
ْ
و
َ
م
َ
دي و
ِّ
ي
َ
س
َ
ك
َّ
ن
ِ
((إ
ها في بيان قدرة الله
ّ
هذه الجمل الثلاثة كل
تعالى؛ ولذلك جاء بها مؤكدة، وهذا التأكيد
ه يقول:
ّ
يفيد المتكلم قبل المخاطب، وكأن
ٌ
ليس هناك قادر غيرك، وليس هناك سيد
ومولى سواك.
الخبر الإنكاري في النص؛
ِ
ولم يأت
الخبر الإنكاري يلقى للمخاطب
ّ
وذلك لأن
المنكر، أو المشكك، أو المعاند، وهذه
الصفات تعالى الله عنها، ولا تتوافر في
بقدرة الله
ٌّ
الذي هو مقر
ً
الداعي أيضا
إلى عفو
ٌ
تعالى على كل شيء، ومحتاج
طلبه
َّ
الله تعالى ومغفرته، وهو عالم أن
عند الله تعالى، وبالتالي فهو
ٌ
محصور
ويعترف بذنوبه، وبضعفه، أمام الله
ُّ
يقر
ِ
تعالى، لكي ينال ما يريد؛ ولذلك لم يأت
بالأخبار الإنكارية.
مجازية،
ٍ
والخبر يخرج إلى عدة معان
من هذه المعاني التي خرج إليها
ّ
ولعل
الدعاء: إظهار الضعف، وهذا ما نراه
، ٌ
وب
ُ
ج
ْ
ح
َ
ي م
ِ
ب
ْ
ل
َ
: ((ق
A
بوضوح في قوله
ي
ِ
وائ
َ
ه
َ
، و
ٌ
وب
ُ
ل
ْ
غ
َ
ي م
ِ
ل
ْ
ق
َ
ع
َ
، و
ٌ
وب
ُ
ي
ْ
ع
َ
ي م
ِ
س
ْ
ف
َ
ن
َ
و
))، فهذه كلها أمور تظهر ضعف
ٌ
ب
ِ
ال
َ
غ
الإنسان وعجزه، فقد خرجت إلى معنى
الضعف الذي يغلب على الداعي أمام الله
تعالى.
ومن المعاني الأخرى التي خرج إليها
الدعاء: الاسترحام والاستعطاف مثل
ِ
قال
ِ
ع
ِ
ها ب
ُ
ت
ْ
ل
َ
ق
َ
سي ع
ْ
ف
َ
ن
ُ
ة
َّ
م
ِ
ز
َ
أ
ِ
ه
ِ
ذ
َ
قوله: ((ه
َ
ك
ِ
و
ْ
ف
َ
ع
ِ
ا ب
َ
ه
ُ
ت
ْ
أ
َ
ر
َ
ي د
ِ
وب
ُ
ن
ُ
ذ
ُ
اء
َ
ب
ْ
ع
َ
أ
ِ
ه
ِ
ذ
َ
ه
َ
، و
َ
ك
ِ
ت
َ
يئ
ِ
ش
َ
م
ك))، فالأخبار في هذه الجمل تخرج
ِ
ت
َ
م
ْ
ح
َ
ر
َ
و
إلى معنى الاسترحام والاستعطاف التي
ه لكي
ّ
يكون الإنسان بحاجة إليها أمام رب
يكمل مسيرة دربه.
ثانياً: الإنشاء:
هو الكلام الذي يحصل
النشاء:
مضمونه بمجرد التلفظ به، وهو لا يحتمل
الصدق والكذب لذاته، ولم يكن لنسبته
خارج قصد حكايته، فالمقصود من إطلاقه
إيجاد طلب السماع، ووعي المنطق بتلك
.
)5(
الألفاظ
وللإنشاء عدة أساليب ظهرت في دعاء
الصباح:
وهو بمعناه الاصطلاحي هو
1- الأمر:
:
A
، مثل قوله
)6(
طلب فعل الشيء وإحداثه
ِ
فاتيح
َ
بم
ِ
باح
َّ
الص
َ
صاريع
َ
لنا م
َّ
اللهم
ِ
ح
َ
ت
ْ
اف
َ
((و
))، ففي قوله طلب بافتتاح
ِ
لاح
َ
والف
ِ
حمة
َّ
الر
صباح اليوم بالبركة والرحمة والفلاح التي
يعطيها الله تعالى للعبد.
في الدعاء:
ً
ووردت صيغة الأمر كثيرا
ناني
َ
ج
ِ
ب
ْ
ر
ِ
في ش
َ
ك
ِ
ت
َ
م
َ
ظ
َ
ع
ِ
ب
ّ
اللهم
ِ
س
ِ
ر
ْ
((واغ
ِ
ق
ْ
ر
ُ
الخ
َ
ق
َ
ز
َ
ن
َّ
اللهم
ِ
ب
ِّ
د
َ
))، ((أ
ِ
الخشوع
َ
ينابيع
ا
ّ
عم
َّ
اللهم
ِ
القنوع))، ((فاصفح
ِ
ة
ّ
ي بأزم
ّ
من
من زللي وخطائي)).
ُ
ه
ُ
ت
ْ
م
َ
ر
ْ
أج
ُ
كنت
ومن المعروف أن الأمر هو طلب من
العالي إلى الداني، ولكن الخطاب هنا ما
لله تعالى من قبل عبده، فهو
ً
جها
ّ
دام مو
موجه من الداني إلى العالي، وبهذا فهو
قد خرج إلى غرض مجازي، وهو الدعاء،
ُّ
فالله تعالى لا يأمره أحد من خلقه، ((وسر
1...,61,62,63,64,65,66,67,68,69,70 50,51,52,53,54,55,56,57,58,59,...132
Powered by FlippingBook