مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 20

20
مجلة ينابيع
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
كدر الشبهة والارتياب حتى يتمكنوا من
فيطمئن أبوهم لهم
)11(
أخذه والذهاب به))
-والحال هذه- ولا يتركوا في داخله أي
مكان للارتياب بهم أو عدم الاطمئنان على
ا.
ً
يوسف منهم مطلق
من هنا نقول بأنه لا مجال لاتهام
يعقوب بأنه زج بيوسف إلى الأذى؛ لأنه:
لم يعلم بأن أبناءه سيفعلون
: ً
أول
بيوسف هذا؛
إن يعقوب أراد توطيد العلاقات
: ً
وثانيا
الأخوية بين يوسف وإخوته حتى يذهب
التحسس من نفوسهم تجاهه؛ ويزاد على
أمر آخر وهو أن كثرة العهود التي قطعها
إخوة يوسف على أنفسهم لأبيهم وصدور
العبارات التطمينية منهم إليه من أن يوسف
لن يصيبه مكروه، وأنهم عصبة ولن يغفلوا
عنه، دعا يعقوب إلى الاطمئنان إلى قولهم
ا منه بهم
ً
والركون لتنفيذ مطلبهم ظن
، وبهذا يثبت
ً
على يوسف فع
َ
المحافظة
بأن يعقوب لا يعلم الغيب واليقين بما
سيحدث وإلا لما سمح بما حدث البتة؛
والحال
A
لهذا لا تهمة على النبي يعقوب
؛ ذلك بأنه أحرص من أن يدع
ً
هذه مطلقا
ولده في غياهب الهلكة من دون أن يمنع
>
ً
ذلك فيما لو كان يعلم به ابتداء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) ينظر: الشريف المرتضى: تنزيه الأنبياء: 96،
والرازي: عصمة الأنبياء: 25.
2) الرازي: عصمة الأنبياء: 25، وينظر: مالك
مصطفى العاملي: عصمة الأنبياء بحوث
وتساؤلات: 363.
3) الشريف المرتضى: تنزيه الأنبياء: 96.
4) الشوكاني: فتح القدير: 3/41.
* إن المبتغى الدلالي من لفظة (ناصحون) هو ((إنا
عاطفون عليه قائمون بمصلحته نحفظه حتى
نرده إليك))، البغوي: معالم التنزيل:1/912.
5) ينظر: أبو السعود: تفسير أبي السعود: 4/42
.57/
6) ينظر: الطوسي: التبيان: 6/801، و الشوكاني:
فتح القدير: 3/51.
7) ينظر: الطبرسي: مجمع البيان: 5/173،
والفيض الكاشاني: الصافي: 3/8.
8) ابن عاشور: التحرير والتنوير: 21/232.
9) الشريف المرتضى: تنزيه الأنبياء: 96، وينظر:
الرازي: عصمة الأنبياء: 25.
01) السعدي: تفسير السعدي: 1/493.
11) الطباطبائي: الميزان: 2/233.
1...,21,22,23,24,25,26,27,28,29,30 10,11,12,13,14,15,16,17,18,19,...132
Powered by FlippingBook