مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 12

12
مجلة ينابيع
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
ا للمعاني بنحو حروف
ً
قد تكون حروف
الجر وحروف النهي أو النفي، أو تكون
ا بعينها نحو الضمائر المتصلة، بل
ً
حروف
قد تكون حركة إعرابية في بعض المواضع.
الآية الأول:
َ
وا ل
ُ
ر
َ
ف
َ
ك
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
َ
ال
َ
ق
َ
قوله تعالى:
ْ
م
ُ
ك
َّ
ن
َ
ي
ِ
ت
ْ
أ
َ
ت
َ
ي ل
ِّ
ب
َ
ر
َ
ى و
َ
ل
َ
ب
ْ
ل
ُ
ق
ُ
ة
َ
اع
َّ
ا الس
َ
ين
ِ
ت
ْ
أ
َ
ت
ٍ
ة
َّ
ر
َ
ذ
ُ
ال
َ
ق
ْ
ث
ِ
م
ُ
ه
ْ
ن
َ
ع
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ي
َ
ل
ِ
ب
ْ
ي
َ
غ
ْ
ال
ِ
م
ِ
ال
َ
ع
ُ
ر
َ
غ
ْ
ص
َ
أ
َ
ل
َ
و
ِ
ض
ْ
ر
َ
ْ
ي ا
ِ
ف
َ
ل
َ
و
ِ
ات
َ
او
َ
م
َّ
ي الس
ِ
ف
) ٍ
ين
ِ
ب
ُ
م
ٍ
اب
َ
ت
ِ
ي ك
ِ
ف
َّ
ل
ِ
إ
ُ
ر
َ
ب
ْ
ك
َ
أ
َ
ل
َ
و
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
ْ
ن
ِ
م
(سبأ: ٣ )..
والآية الثانية:
ا
َ
م
َ
و
ٍ
ن
ْ
أ
َ
ي ش
ِ
ف
ُ
ون
ُ
ك
َ
ا ت
َ
م
َ
قوله تعالى:
ٍ
ل
َ
م
َ
ع
ْ
ن
ِ
م
َ
ون
ُ
ل
َ
م
ْ
ع
َ
ت
َ
ل
َ
و
ٍ
ن
َ
آ
ْ
ر
ُ
ق
ْ
ن
ِ
م
ُ
ه
ْ
ن
ِ
و م
ُ
ل
ْ
ت
َ
ت
ا
َ
م
َ
و
ِ
يه
ِ
ف
َ
ون
ُ
يض
ِ
ف
ُ
ت
ْ
ذ
ِ
ا إ
ً
ود
ُ
ه
ُ
ش
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ا ع
َّ
ن
ُ
ك
َّ
ل
ِ
إ
ِ
ض
ْ
ر
َ
ْ
ي ا
ِ
ف
ٍ
ة
َّ
ر
َ
ذ
ِ
ال
َ
ق
ْ
ث
ِ
م
ْ
ن
ِ
م
َ
ك
ِّ
ب
َ
ر
ْ
ن
َ
ع
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ي
َ
ل
َ
و
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
ْ
ن
ِ
م
َ
ر
َ
غ
ْ
ص
َ
أ
َ
ل
َ
و
ِ
اء
َ
م
َّ
ي الس
ِ
ف
َ
ل
َ
و
(يونس: ١٦)
) ٍ
ين
ِ
ب
ُ
م
ٍ
اب
َ
ت
ِ
ي ك
ِ
ف
َّ
ل
ِ
إ
َ
ر
َ
ب
ْ
ك
َ
أ
. ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ا ي
َ
/ م
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ي
َ
1ــ
: ذهب أو غاب
ً
زوبة
ُ
ع
ُ
ب
ُ
يعز
َ
عزب
ب.
َ
: ذه
ً
زوبا
ُ
ع
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
عنه ي
َ
ب
َ
ز
َ
. وع
َ
د
ُ
أو بع
ُ
م
ِ
(عال
ه. وقوله تعالى:
َ
ب
َ
ه
ْ
ذ
َ
: أ
ُ
ه الله
َ
ب
َ
ز
ْ
ع
َ
وأ
في
ٍ
ة
َّ
ر
َ
ذ
ُ
قال
ْ
ث
ِ
ب عنه م
ُ
ز
ْ
ع
َ
ل ي
ِ
ب
ْ
ي
َ
الغ
معناه: لا
رض)
َ
ول في الأ
ِ
السموات
َ
ب
َ
ز
َ
. وفيه لغتان: ع
ٌ
ه شيء
ِ
م
ْ
ل
ِ
عن ع
ُ
ـيب
ِ
غ
َ
ي
. والمتحصل
)1(
َ
ذا غاب
ِ
إ
ُ
ب
ِ
ز
ْ
ع
َ
ب، وي
ُ
ز
ْ
ع
َ
ي
من أصحاب كتب المعجمات والتفسير
أن العزوب عبارة عن مطلق البعد، وأن
الأشياء المخلوقة على قسمين: قسم
من غير وساطة؛
ً
أوجده الله تعالى ابتداء
كالملائكة والسموات والأرض. وقسم آخر
أوجده الله تعالى بوساطة القسم الأول؛
مثل الحوادث الحادثة في عالم الكون. ولا
شك في أن هذا القسم الثاني قد يتباعد في
سلسلة العلية والمعلولية عن مرتبة وجود
واجب الوجود. فالمعنى: ما يبعد عن مرتبة
وجوده من مثقال ذرة في الأرض ولا في
السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، إلا
وهو في كتاب مبين، وهو كتاب كتبه الله
تعالى، وأثبت صور تلك المعلومات فيه.
ا بها،
ً
ومتى كان الأمر كذلك، فقد كان عالم
ا بأحوالها.
ً
محيط
في الآية الأولى جاءت (لا) التي تدل
على تخلص الفعل للاستقبال. فإذا دخلت
ا،
ً
على الفعل فالغالب أن يكون مضارع
.
)2(
ونص معظم المتأخرين ذلك
أما (ما) في سياق الآية الثانية فهي التي
تدخل على الفعل، ويطلق عليها النحاة (غير
العاملة) بلا خلاف بينهم وإذا دخلت على
الفعل الماضي بقي على مضيه وإذا دخلت
على المضارع خلصته للحال عند أكثرهم.
رض بأنهم إنما جعلوها مخلصة للحال
ُ
واعت
إذا لم توجد قرينة غيرها تدل على غير
.
)3(
ذلك
في ضوء ما تقدم فإن ظاهر الآية 3 من
سورة سبأ أنها وردت في سياق التهديد
والوعيد لهؤلاء الكفار الذين ظنوا أنهم
بمنجاة من قيام الساعة في المستقبل،
إذ ارتبط بأذهانهم أن المستقبل لا يحوي
ا لربهم،
ً
وعناد
ً
ا وجه
ً
قيام الساعة كفر
فخاطبهم على قدر عقولهم وبلغتهم التي
فوا استعمالها معنى ومبنى. والله أعلم.
ِ
أل
على حين جاءت (ما) في الآية 16 من
سورة يونس لتقرير واقع حال المسلمين
كافة ولصرف أذهانهم إلى ما يقومون به
في وقتهم كما هو ظاهر الآية. أي: في
. فما يكونون
ً
موضع الحالة القائمة فع
تلى
ُ
وما ي
ً
فيه من أمورهم هو قائم فع
. أما العمل
ً
من القرآن الكريم قد وقع فع
في الحال والاستقبال ولكنه
ٍ
فوقوعه مستو
1...,13,14,15,16,17,18,19,20,21,22 2,3,4,5,6,7,8,9,10,11,...132
Powered by FlippingBook