مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 25

25
مجلة ينابيع
معاوية أقبلت الشيعة تتلاقى بإظهار
،
)3(
الأسف والحسرة على ترك القتال)
:
A
وقد قال أحدهم للإمام الحسن
(يا بن رسول الله، لوددت أني مت قبل
ما رأيت، أخرجتنا من العدل إلى الجور،
فتركنا الحق الذي كنا عليه، ودخلنا في
الباطل الذي كنا نهرب منه، وأعطينا
الدنية من أنفسنا، وقبلنا الخسيسة التي
، فقال:
N
لم تلق بنا). فاشتد على الحسن
(إني رأيت هوى عظم الناس في الصلح،
وكرهوا الحرب، فلم أحب أن أحملهم على ما
ا على شيعتنا خاصة
ً
يكرهون، فصالحت بقي
من القتل، فرأيت دفع هذه الحروب إلى
.
)4(
يوم ما، فإن الله كل يوم هو في شأن)
3ـ سوء الأدب مع الإمام
يمكن النظر للمواقف السابقة لبعض
رموز الشيعة تجاه خطوة الصلح على أنها
انعكاس لحالة الترهل العقدي الذي كانت
تمر به الشيعة إبان تلك الحقبة الحساسة،
وربما تجاوزت تلك الاعتراضات في بعض
الأحيان حدود اللياقة والأدب في التعامل
مع الإمام المعصوم والتعاطي مع أوامره
وقراراته، وقد وصل الأمر ببعض أولئك
بأنه
A
الشيعة أن يصفوا الإمام الحسن
المؤمنين)، وهي من أشد المواقف
ّ
ذل
ُ
والعبارات التي أثرت في قلب الإمام المثقل
بالهموم والجراح من جراء ما وصلت إليه
حال المسلمين بعد نصف قرن من انطلاق
رسالة الإسلام، واختلفت المصادر حول
شخصية قائلها فأكثر المصادر تشير إلى
(سفيان بن أبي ليلى الهمداني)، ويظهر من
أو إهانة
ً
بعض الروايات أنه ما قالها استهزاء
، في
)5(
وإنما بدافع الحمية غير المنضبطة
حين ذكرت بعض المصادر أن القائل هو
، في حين
)6(
علي بن محمد بن بشير الهمداني
أشارت مصادر أخرى أن قائل هذه العبارة
جر بن عدي الكندي، ولا تعارض بينهما
ُ
هو ح
.
)7(
لاحتمال تعدد القائل
ب. التيار الأموي والعثماني
من أبرز القوى
ً
شكل التيار الأموي واحدا
الفاعلة في الساحة الإسلامية، وقد اتخذ هذا
ً
استراتيجيا
ً
وبعدا
ً
التيار من بلاد الشام معقلا
منذ عهد عمر بن الخطاب الذي أطلق
ً
مهما
السلطة لمعاوية بن أبي سفيان ووفر له
الحصانة السياسية وحجب عنه الرقابة ولقبه ﺑ
(كسرى العرب)، مما ساعده في تقوية نفوذه
البعد النسبي لبلاد الشام عن حاضرة
ً
مستغلا
الخلافة وقلة احتكاك أهلها بالرعيل الأول
من الصحابة، فعمد إلى تأصيل ثقافة (شامية)
قوامها تقديس البيت الأموي وتعرية الناس
عن القيم المجتمعية وبناء العلاقة بين الدولة
والرعية على نظرية الترهيب والترغيب
يبني مواقفه
ً
براغماتيا
ً
مما أنتج مجتمعا
على أساس المصالح، فكان الشاميون من
من بطشه
ً
أطوع الناس إلى معاوية إما خوفا
في ماله ومغرياته.
ً
وسلطانه أو طمعا
أما التيار العثماني فقد برز في عهد
عثمان بن عفان، وهو تيار من خارج بلاد
بعثمان بعد
ً
ومصلحيا
ً
الشام، ارتبط نفسيا
ً
تسلمه زمام الخلافة، وصار يلعب أيضا
على وتر المصالح والنفوذ في دولة عثمان
من التابعين
ً
المترهلة، وقد ضم إليه لفيفا
الذين خدعوا بمظلومية عثمان بعد مقتله
وتأثروا بالدعاية التي أشرف عليها عائشة
وطلحة والزبير بمساندة من بني مروان وبني
أمية، فصار عندنا تيار واسع في الساحة
الإسلامية معروف بالهوى العثماني، ويرى
في عثمان أفضلية على أمير المؤمنين علي
.
A
بن أبي طالب
وفي كثير من المواقف كان التيار
A
الفرق والمذاهب السياسية والفكرية في عهد الإمام الحسن
1...,26,27,28,29,30,31,32,33,34,35 15,16,17,18,19,20,21,22,23,24,...132
Powered by FlippingBook