مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 14

14
مجلة ينابيع
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
رجل) فهذه تفيد التنصيص على العموم،
لأن (ما في الدار رجل) محتمل لنفي
الجنس على سبيل العموم، ولنفي واحد
.
)5(
من هذا الجنس...)
م من نفي الديمومة
َّ
لأجل ما تقد
والاستمرار في الأفعال الثلاثة السابقة،
على سبيل الاستغراق والشمول، صيغت
َّ
تلك الأفعال بصيغ المضارع المنفي، فعم
النفي فيها كل جزء من أجزاء الزمن من
د بزمن معين. ويدلك على ذلك
َّ
قي
ُ
دون أن ت
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ا ع
َّ
ن
ُ
ك
َّ
ل
ِ
الاستثناء في قوله تعالى:
فهو استثناء مفرغ
) ِ
يه
ِ
ف
َ
ون
ُ
يض
ِ
ف
ُ
ت
ْ
ذ
ِ
ا إ
ً
ود
ُ
ه
ُ
ش
من عموم الأحوال التي اقتضاها عموم
الشأن، وعموم التلاوة، وعموم العمل.
والمراد[ والله أعلم ]: أنه تعالى شاهد على
أهل الأرض جميعهم بما كان منهم، وبما
يكون ولم يقع، وما هو كائن لم ينقطع،
يحصي عليهم أعمالهم؛ وكأنه قيل: (وما
كنت وتكون في شأن، وما تلوت، وما تتلو
فيه من قرآن، وما عملتم، وما تعملون من
عمل؛ إذ أفضتم وتفيضون فيه، إلا كنا
ا).
ً
عليكم شهود
ويعلم من دليل العموم في الأفعال
الثلاثة من خلال استعمال النكرات الثلاث
التي تعلقت بتلك الأفعال، والواقعة في
سياق النفي، أن ما حصل في الماضي،
وما يحصل في الحال، والمستقبل من
تلك الأفعال سواء، وهذا من بديع الإيجاز
والإعجاز.
ي
ِ
/ ف
ِ
ض
ْ
ر
َ
ْ
ي ا
ِ
ف
َ
َ
و
ِ
ات
َ
او
َ
م
َّ
ي الس
ِ
4ـ ف
. ِ
اء
َ
م
َّ
ي الس
ِ
ف
َ
َ
و
ِ
ض
ْ
ر
َ
ْ
ا
إن السياق في سورة (سبأ) سياق غيب
مختص بالله تبارك وتعالى الذي يرتبط
به مفهوم السماء أو السماوات، فهو جل
شأنه يتحدث عن الساعة التي لا يعلمها
إلا هو سبحانه، لذلك وضع هذا التعبير
لارتباطه بالسماوات وحدها فقدمها على
الأرض. أما ما جاء في سورة (يونس) فهو
حديث عن أشياء يرتبط الإتيان بها بأهل
الأرض لأنها مما يألفون. وليحيط سبحانه
وتعالى بكل الأشياء الباقية التي مرت في
عن
ً
صدر الآية الكريمة. والله أعلم. فض
(قد يكون في كل واحد من الشيئين صفة
تقتضي التقدم فحينئذ يكون الترجيح
لأهمهما في ذلك المحل وإن كانت الأخرى
أهم في محل آخر... وأما تقديم السماء
ا،
ً
ا ومستقر
ً
شرف
ُ
على الأرض فلأنها أكمل
خرت في قوله تعالى في (يونس) لأنه لما
ُ
وأ
َ
ل
َ
تقدم ذكر الخطابين وهو قوله تعالى:
ا
ً
ود
ُ
ه
ُ
ش
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ا ع
َّ
ن
ُ
ك
َّ
ل
ِ
إ
ٍ
ل
َ
م
َ
ع
ْ
ن
ِ
م
َ
ون
ُ
ل
َ
م
ْ
ع
َ
ت
وهذا بخلاف الآية التي
) ِ
يه
ِ
ف
َ
ون
ُ
يض
ِ
ف
ُ
ت
ْ
ذ
ِ
إ
ا فإنها منتظمة في سياق علم
ً
في (سبأ) أيض
.
)6(
الغيب)
ْ
ن
ِ
م
َ
ر
َ
غ
ْ
ص
َ
أ
َ
َ
/ و
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
ْ
ن
ِ
م
ُ
ر
َ
غ
ْ
ص
َ
أ
َ
َ
5ـ و
. َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
(لا) في سورة
ّ
الذي عليه أكثر النحاة أن
سبأ هي العاملة عمل ليس، وفي يونس هي
لا النافية للجنس. وكلاهما لا تعملان إلا
.
)7(
في النكرة
وفي هاتين الآيتين قال ابن هشام
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ا ي
َ
م
َ
الأنصاري: فأما قوله تعالى:
َ
ل
َ
و
ِ
ض
ْ
ر
َ
ْ
ي ا
ِ
ف
ٍ
ة
َّ
ر
َ
ذ
ِ
ال
َ
ق
ْ
ث
ِ
م
ْ
ن
ِ
م
َ
ك
ِّ
ب
َ
ر
ْ
ن
َ
ع
) َ
ر
َ
ب
ْ
ك
َ
أ
َ
ل
َ
و
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
ْ
ن
ِ
م
َ
ر
َ
غ
ْ
ص
َ
أ
َ
ل
َ
و
ِ
اء
َ
م
َّ
ي الس
ِ
ف
كون (أصغر) و(أكبر)
ُ
فظاهر الأمر جواز
معطوفين على لفظ (مثقال) أو على محله،
ومع
)8(
وجواز كون لا مع الفتح تبرئة،
ي
ّ
الرفع مهملة أو عاملة عمل ليس، ويقو
العطف أنه لم يقرأ في سورة سبأ في قوله
ُ
ال
َ
ق
ْ
ث
ِ
م
ُ
ه
ْ
ن
َ
ع
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ي
َ
ل
ِ
ب
ْ
ي
َ
غ
ْ
ال
ِ
م
ِ
ال
َ
سبحانه:
الآية، إلا بالرفع لما لم يوجد الخفض
) ٍ
ة
َّ
ر
َ
ذ
1...,15,16,17,18,19,20,21,22,23,24 4,5,6,7,8,9,10,11,12,13,...132
Powered by FlippingBook