23
مجلة ينابيع
A
الفرق والمذاهب السياسية والفكرية في عهد الإمام الحسن
لم تكن الحالة الإسلامية في عهد
على لون واحد
A
الإمام الحسن
من التوجهات السياسية والفكرية،
غير متجانس من التيارات
ً
وإنما كانت مزيجا
السياسية والاتجاهات العقدية التي انعكست
بشكل كبير على المشهد السياسي، وأسهمت
في تشكيل وتبلور المواقف والاصطفافات
أو مع بني أمية
B
سواء مع أهل البيت
وأذنابهم، مما جعل تلك الحقبة من أصعب
وأعقد المشاهد التي مرت في تاريخ الإسلام
ولا سيما في تاريخ التشيع.
ولا ينفصل هذا التعقيد في الميول
والتوجهات عن مجمل الفتن التي عصفت
،
F
بالساحة الإسلامية بعد وفاة رسول الله
ً
بانقلاب السقيفة الأسود وانتهاء
ً
ابتداء
بمقتل عثمان بن عفان (ت53) وما تلاه من
حروب ضد الجماعات المناهضة لشرعية
(ت04) التي
A
حكومة أمير المؤمنين
أحدثت تصدعات كبيرة في الجبهة الداخلية
الإسلامية وأنتجت عملية فرز واضحة
للجماعات والأفراد كانت مبنية في الغالب
على أساس الاصطفافات السياسية أكثر منها
اصطفافات فكرية أو طائفية.
أ.الشيعة
ينقسم التشيع في صدر الإسلام إلى
قسمين:
: التشيع العقائدي
ً
أولا
وهم الفئة القليلة المؤمنة من الصحابة
والتابعين الذين كانوا يعتقدون بأحقية أمير
،
F
بالخلافة بعد رسول الله
A
المؤمنين
وأنه إمام معصوم مفروض الطاعة بنص
، كطاعة
F
القرآن، وبنص من رسول الله
الله ورسوله، وكانت هذه الفئة قليلة في
، حتى إنك لا تجد
A
زمان الإمام الحسن
يذكر، وقد آثروا الاقتداء بالإمام
ً
لها صوتا
بعد توقيع الصلح وجلسوا
A
الحسن
في بيوتهم، وكانوا من أصحاب الإمام
في كربلاء.
A
الحسين
ثانياً: التشيع السياسي
A
وظهر بعد تسلم أمير المؤمنين
الخلافة إثر مقتل عثمان بن عفان، ويقصد
A
به: المناصرة لدولة أمير المؤمنين
باعتباره سيد أهل البيت في زمانه والخليفة
ل التشيع السياسي
ّ
الرابع (الشرعي)، وشك
أحد رموز المعارضة السياسية للحكم
الأموي اللاحق، واللافت في كثير من هؤلاء
(المتشيعين السياسيين) موالاتهم لأبي بكر
وعمر، وإنما حصل لهم الخلاف الكبير مع
ئ في تقريب بني
ِّ
عثمان بسبب منهجه السي
ÍÃMI¹Ä
