مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 24

24
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
مجلة ينابيع
أمية وظلم المسلمين واغتصاب أموالهم
وحقوقهم.
وهؤلاء (الشيعة السياسيون) لم يكونوا على
؛
A
مستوى واحد من الولاء لأمير المؤمنين
والسبب في ذلك أنهم لم يكونوا يعتقدون
بإمامته النصية وعصمته القرآنية،
وربما قيل لهم (العلويون) في مقابل
(العثمانيين)، فهذا حبان بن عطية:
في الفضل على
ً
؛ أي يقدم عليا
ً
(كان علويا
عثمان، وهو مذهب مشهور لجماعة من أهل
، ولقد كان لأصحاب التشيع
)1(
السنة بالكوفة)
السياسي دور سلبي كبير في إضعاف درجة
الوعي لدى الجماعات الشيعية، وساهم
اندفاعهم غير المنضبط في الإضرار بحركة
وإضعاف موقف التشيع في
A
الإمام الحسن
الكوفة، في حين ظهرت من بعضهم مواقف
(خيانة) و(خذلان) ساهمت بشكل فاعل في
قلب المعادلة العسكرية لمصلحة بلاد الشام،
وتصديع الموقف الداخلي لدولة الإمام
، وكانت أحد الأسباب الرئيسة
A
الحسن
لقبول الإمام بمعاهدة الصلح مع زعيم حركة
التمرد معاوية بن ابي سفيان (ت95).
ويمكننا أن نرصد المواقف الآتية من قبل
بعض (الشيعة) السياسيين:
1ـ الخيانة
هذا الموقف ناتج عن مزيج من ضعف
العقيدة، وقلة الهمة، وانغماسفي الدنيا، وقلة
ً
أن كثيرا
ً
الورع في الدين، وكان معاوية عالما
من زعامات العراق وشخصياته تنطوي على
هذه النفسية المريضة فعمل بشكل حثيث على
استغلال طمعهم وترغيبهم إما بترك الإمام
واللحاق بالشام أو خذلان الإمام
A
الحسن
في الوقت المناسب بما يمكن جيوش معاوية
من إحكام سيطرتها على الموقف العسكري
المتأرجح، وفي هذه السياق يواجهنا موقف
بعض العشائر التي استجابت لإغراءات
معاوية وعروضه الوضيعة وساهمت بقلب
ً
المعادلة الاستراتيجية، ولا شك أن كثيرا
من تلك العشائر لم تكن ذات ميول شيعية
– لا سياسية ولا عقدية – وإنما هي خليط
من مجمل التيارات السياسية والفكرية التي
حكمت العقلية العراقية آنذاك.
ولعل موقف عبيد الله بن العباس كان من
أهم مواقف الخيانة والخذلان التي سجلها لنا
التاريخ لشخصية عرفت بتشيعها (السياسي)
، فقد
A
وموالاتها لحكومة أمير المؤمنين
في ترك الفرقة العسكرية
ً
كان موقفه واضحا
A
القوية والمهمة التي كلفه الإمام الحسن
بقيادتها والمرابطة على تخوم الأراضي
العراقية، وقد خضع لعنه الله لإغراءات
معاوية وترك موضعه والتحق بجيش معاوية
فخسر الدنيا والآخرة.
2ـ الاعتراض على الإمام
أورد المؤرخون جملة من النصوص
والآثار حول اعتراض أغلب وجوه الشيعة
وأعيانها على خطوة الصلح التي أقدم
، ولا شك أن تلكم
A
عليها الإمام الحسن
الاعتراضات تكشف حقيقة أن هؤلاء لم
يكونوا قد تشبعوا بالعقيدة الشيعية الحقة
التي تقوم على أساس الطاعة والتسليم للإمام
، ولهذا وصفناهم بأنهم (شيعة
A
المعصوم
سياسيون) تنطلق مواقفهم وأقوالهم من
النظرة الشخصية والتقييم الذاتي للأحداث
دون النظر في البعد الغيبي الذي يمثله الإمام
، فمن ذلك ما أورده أبو الفرج
A
المعصوم
الأصفهاني قال (واجتمع إلى الحسن وجوه
الشيعة وأكابر أصحاب أمير المؤمنين علي
،
)2(
ا مما فعله)
ً
يلومونه ويبكون إليه جزع
وروى أبو مخنف، عن أبي الكنود عبد
A
الرحمن بن عبيد، قال: (لما بايع الحسن
1...,25,26,27,28,29,30,31,32,33,34 14,15,16,17,18,19,20,21,22,23,...132
Powered by FlippingBook