مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 16

مجلة ينابيع 16
دفع تهمة
من أنه A يعقوب
بيوسففي نطاق َّ زج
الخطر
قراءة بمنطق
التحليل الدلالي
د. سيروان عبد الزهرة الجنابي / كلية
التربية ـ جامعة الكوفة
إذا كان الله تعالى قد اختار الأنبياء
على أساس حكمته، وأن حكمته
تعالى تقضي أن يكون النبي المختار
على قدر عال من الذكاء والحكمة وحسن
التصرف والقدرة على حسبان الأمور بدقة
كبيرة إلى الحد الذي يجنبه معها جملة من
من المحاذير، فإذا ً هائلا ً المخاطر وكما
كان الأصل في الاختيار بهذا المنطق فإنه
يمكن لقائل أن يقول بأنه كيف ليعقوب أن
يرمي بيوسف في الخطر حينما وافق على
ذهابه مع إخوته؟، في الوقت الذي كان
عقله يملي عليه أن لا يذهب معهم لأنه لا
يأمنهم عليه، أليست موافقته على ذهاب
ً به، ومخاطرة وزجا ً يوسف تعد تغريرا
، وما )1( ليوسف في ميدان السوء والأذى
ا في ً ا عليه شاك ً يسند ذلك أي أنه كان خائف
ي ِّن ِ إ َ (قال مكيدة إخوته به هو قوله للإخوة
ُهَل ُ ك ْ أ َ ي ْ نَ أ ُ خافَ
أ َ و ِ ه ِ وا ب ُ ب َ ه ْ ذَ ت ْ نَ
ي أ ِ ن ُ ن ُ ز ْ حَ ي َ ل
(يوسف: 31) ) َون ُ ل ِ غاف ُ ه ْ ن َ ع ْ م ُ ت ْ نَ
أَ و ُ ب ْ ئ ِّ الذ
فخوفه على يوسف دليل حاسم على أنه كان
يدرك بأن إخوته يكيدون له، فكيف سمح
له بالذهاب معهم؟؛ ذلك أن فعل الشيء
مع إدراك خطره وأذاه يدل على أن الفاعل
غير مكتمل التفكير؛ لأنه أدرك السوء
دخل ُ وفعله؛ وهذا التصور المضموني ي
نطاق الخطيئة لا محالة. Aالنبي يعقوب
ÍÃMI¹Ä
قرآنيات
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ