مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 13

13
مجلة ينابيع
الأثر الحرفي في سياق آيتين من القرآن الكريم
في الاستقبال أوكد كي يتقنوا المخالفة
. فلما
) ٍ
ل
َ
م
َ
ع
ْ
ن
ِ
م
َ
ون
ُ
ل
َ
م
ْ
ع
َ
ت
َ
ل
َ
فجاءت
استوفى سبحانه وتعالى هذه الأفعال
جاء النفي بـ (ما)
ً
المرئية والواقعة فع
ٌ
ليؤكد أنه لا يغيب عنه سبحانه وتعالى شيء
مما يقع لهم ومما يقومون به.
ا
َ
م
َ
و
ٍ
ن
ْ
أ
َ
ي ش
ِ
ف
ُ
ون
ُ
ك
َ
ا ت
َ
م
َ
فقوله تعالى:
كلام مستأنف، وهو
) ٍ
آن
ْ
ر
ُ
ن ق
ِ
م
ُ
ه
ْ
ن
ِ
و م
ُ
ل
ْ
ت
َ
ت
: الأول
F
عبارة عن خطابين للرسول
منهما عام بجميع شؤونه عليه الصلاة
والسلام. والثاني منهما خاص؛ لكنه
َّ
ص
ُ
مندرج تحت عموم الأول. وإنما خ
من العموم؛ لأن القرآن الكريم هو أعظم
. والغرض منهما بيان
F
شؤون النبي
الحالة الدائمة المستمرة، التي كان عليها
في الماضي والحاضر، والتي يكون عليها
في المستقبل؛ ولهذا عطف الثاني على
الأول بـ( ما).
َ
ل
َ
ومثلهما في ذلك قوله تعالى:
ْ
ذ
ِ
إ
ً
ودا
ُ
ه
ُ
ش
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ا ع
َّ
ن
ُ
ك
َّ
ل
ِ
إ
ٍ
ل
َ
م
َ
ع
ْ
ن
ِ
م
َ
ون
ُ
ل
َ
م
ْ
ع
َ
ت
إلا أن الخطاب به عام، يشمل
) ِ
يه
ِ
ف
َ
ون
ُ
يض
ِ
ف
ُ
ت
F
أهل الأرضجميعهم، ويدخل فيه النبي
ا. والغرض منه بيان
ًّ
أولي
ً
والمؤمنون دخولا
الحالة الدائمة المستمرة، التي كان أهل
الأرض عليها في الماضي والحاضر، والتي
يكونون عليها في المستقبل. والله أعلم.
. َ
ك
ِّ
ب
َ
ر
ْ
ن
َ
ع
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ا ي
َ
م
َ
ُ
ه
ْ
ن
َ
ع
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ي
َ
2ــ
بعد
F
في (سبأ) الخطاب موجه للنبي
إخباره سبحانه وتعالى له بقول الكافرين.
أن يقول لهم
F
فيقول سبحانه وتعالى لنبيه
بهم. وعندما يصل
ّ
ل
ِ
ح
َ
إنهم سوف يرون ما ي
ً
) مستعم
ُ
ه
ْ
ن
َ
ع
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ي
َ
إلى موضع الشاهد (
الضمير فذلك لوجود ما يدل عليه إذ تقدم
سبحانه وتعالى:
ْ
ي) فلم يقل
ِّ
ب
َ
ر
َ
ى و
َ
ل
َ
ب
ْ
ل
ُ
قد أقسم
F
لأن النبي
عن ربك)
ُ
يعزب
بربه عند قوله لهم فيما بعد فوقع عندهم
يتحدث عن الرب تعالى فلا حاجة
F
أنه
لذكره في السياق. والله أعلم.
F
للنبي
ٌ
أمافي(يونس)فالخطابموجه
مباشرة وللمسلمين ولم يتقدم قوله تعالى
عليه فجاء
ّ
) ما يدل
َ
ك
ِّ
ب
َ
ر
ْ
ن
َ
ع
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ا ي
َ
م
َ
ض عنه لعدم
َّ
التعبير الذي لا يمكن أن يعو
وجود ما يشير إلى الضمير أو ما يدل عليه.
. ٍ
ة
َّ
ر
َ
ذ
ِ
ال
َ
ق
ْ
ث
ِ
م
ْ
ن
ِ
/ م
ٍ
ة
َّ
ر
َ
ذ
ُ
ال
َ
ق
ْ
ث
ِ
3ـ م
النفي في سورة (يونس) أقوى وآكد
ْ
ن
َ
ع
ُ
ب
ُ
ز
ْ
ع
َ
ا ي
َ
م
َ
ويدل على ذلك قوله تعالى:
) بخلاف
ْ
ن
ِ
بزيادة (م
) ٍ
ة
َّ
ر
َ
ذ
ِ
ال
َ
ق
ْ
ث
ِ
م
ْ
ن
ِ
م
َ
ك
ِّ
ب
َ
ر
ب عنه
ُ
ز
ْ
ع
َ
سورة (سبأ) التي قال فيها: (لا ي
). فجاء بـ (لا)
ْ
ن
ِ
) من دون (م
ٍ
ة
َّ
ر
َ
ذ
ُ
قال
ْ
ث
ِ
م
النافية للجنس مجانسة لقوة النفي وتوكيده
في آية سورة (يونس)، بخلافها في سورة
(سبأ)، وهو المتناسب مع السياق، ذلك
أن الكلام في سورة (يونس) على مقدار
علم الله تعالى وإحاطته بالغيب واطلاعه
على أفعال خلقه أينما كانوا. فناسب هذه
التأكيدات والاستغراق الدالة عليه (من)
و(لا) النافية للجنس، بخلاف سورة
.
)4(
(سبأ) التي كان الكلام فيها عن الساعة
قال الرماني: (وأما الزائدة [يقصد (من)]
فلها حالتان: الأولى أن يكون دخولها في
الكلام كخروجها، وتسمى الزائدة لتوكيد
الاستغراق، وهي الداخلة على الأسماء
الموضوعة للعموم، وهي كل نكرة مختصة
بالنفي نحو: (ما قام من أحد) فهي مزيدة
و( ما
ٌ
هنا لمجرد التوكيد، لأن (ما قام أحد
قام من أحد) سيان في إفهام العموم دون
احتمال). والثانية: أن تكون زائدة لتفيد
التنصيص على العموم، وتسمى الزائدة
لاستغراق الجنس، وهي الداخلة على نكرة
لا تختص بالنفي، نحو: (ما في الدار من
1...,14,15,16,17,18,19,20,21,22,23 3,4,5,6,7,8,9,10,11,12,...132
Powered by FlippingBook