27
مجلة ينابيع
لدى هذا الطرف او ذاك.
د. تيار الخوارج
لم يبرز الخوارج كتيار جماهيري له
ملامحه وقياداته البارزة إلا بعد معركة
A
صفين، حين أصروا على أمير المؤمنين
أن يحاكم معاوية وأصحابه على كتاب الله
تعالى بعد رفع المصاحف من قبل جماعة
عمرو بن العاص، وبين هذا الموقف مقدار
جهلهم وانحطاط فكرهم، وانعدام معرفتهم
الذي هو من أهل
A
بحق أمير المؤمنين
بيت رسول الله الأطهار، صنو القرآن وعدله
والناطقين عن الله تعالى، وكأن حرب أمير
لهؤلاء القاسطين لم يكن عن
A
المؤمنين
أساس قرآني متين.
يرى بعض المحققين أن الجذور الفكرية
لتيار الخوارج تعود في زمان عمر بن الخطاب
الذي انتهج سياسة تشجيع قراءة القرآن
دون فهمه أو فقهه إلى جانب ضرب طوق
محكم على الحديث الشريف، وهكذا نشأ
في العراق تيار عريض من (القراء الجهلة)
الذين يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم، ولا
، ً
شيئا
F
يفقهون منه أو من سنة رسول الله
وقد امتاز هذا التيار بمجموعة من المميزات
الفكرية والنفسية نذكر منها:
1. ولاؤهم الشديد لأبي بكر وعمر،
والقول بشرعية خلافتهما، فقد ذكر الذهبي:
(أن الخوارج تولت الشيخين، وبرئت من
، وقال بعض الخوارج في
)8(
عثمان وعلي. ..)
:
A
معركة النهروان لأصحاب أمير المؤمنين
(لسنا بمتابعيكم ولا راجعين إليكم، أو تأتوا
.
)9(
بمثل عمر بن الخطاب)
2. الجهل والسطحية في التفكير وانعدام
الوعي بالروايات والنصوص الشريفة، مما
جعلهم لقمة سائغة لتسويلات الشيطان،
لتصويب سهامه، فصاروا يكفرون
ً
وهدفا
الناس بظواهر النصوص القرآنية دون
النظر في شمولية الدليل دون البحث عن
مخصصاته ومقيداته وما ورد فيه من الأثر
عن الذين فرض الله طاعتهم، فانتشرت
عندهم ظاهرة الاستدلال الفقهي الأعور
فأفتوا بتكفير المسلمين وقتلوا الناس على
الشبهة والظنة.
3. تميز تيار الخوارج بالغلظة والجفاء
والقسوة، فقد ارتكبوا جرائم بحق الموالين
، ودبروا مؤامرة اغتيال
B
لأهل البيت
، كما قاموا بمحاولة فاشلة
A
أمير المؤمنين
. وكان للخوارج
A
لاغتيال الإمام الحسن
،
A
نشاط فاعل في جيش الإمام الحسن
جمعتهم بالإمام معاداتهم للأمويين، وما
تخفي قلوبهم تجاه الإمام الحسن أعظم !
وما إن أعلن الإمام خطوة الصلح مع معاوية
A
حتى أصدروا فتوى التكفير بحق الإمام
ونصها (كفر الحسن كما كفر أبوه من قبله)
بتصفية الإمام فكانت
ً
، واتخذوا قرارا
)10(
في (مظلم ساباط) في
A
محاولات اغتياله
>
ا من هذا المخطط
ً
المدائن جزء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) فتح الباري/ابن حجر/ج6ص231.
2) مقاتل الطالبيين/لأبي فرج الأصفهاني/ص44.
3) بحار الأنوار/العلامة المجلسي/ 44\92.
4) الأخبار الطوال/الدنيوري /ص022.
5) راجع: شرح النهج لابن أبي الحديد 61\61،
مقاتل الطالبيين 44، الاختصاص 28.
6) الأخبار الطوال 022.
7) راجع: الهداية الكبرى 291، اليقين لابن طاووس
62، دلائل الإمامة 661.
8) تاريخ الإسلام/ الذهبي 6\333.
9) الأخبار الطوال: 792.
01) 01.م.ن: 612.
A
الفرق والمذاهب السياسية والفكرية في عهد الإمام الحسن
