مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 9

9
مجلة ينابيع
رؤية... الفجوة بين الدين والمجتمع
معرفة أن هذه المحاولات جاءت
ً
وليس مهما
عن حسن نية أو سوء نية، بعد أن أخذت
حيزها في الواقع التعليمي، وأقنعت طلبتها
ً
بأن لا يتأثروا بالواقع الديني لئلا يعود سلبا
على موقعهم في الجامعة. فأصبح الدين بالنسبة
للناشئة كأنه حزب يمنع الانتماء له، أو - على
عزل المنتمي له بشكل يعتبر نفسه
ُ
الأقل - ي
بين أقرانه وزملائه.
ً
غريبا
مع أننا في المقابل نرى المؤسسة الدينية
تحاول جاهدة إيصال المفاهيم الدينية بأشكال
مختلفة إلى الأوساط العلمية والأكاديمية،
المسؤولين على
ّ
وتعمل بشكل مكثف في حث
تحمل هذه المسؤولية، وإيجاد الطرق البديلة
للمناهج التعليمية التي أسست على زرع
ه العاملين في
ّ
المفاهيم المنحرفة، بل إنها تنب
المجالات العلمية المختلفة - كلما سنحت لها
الفرصة - لتحمل هذه المسؤولية من دون أن
تتهاون أو تتراجع عن ذلك.
بل نرى المؤسسة تزج برجال الدين
ليعقدوا الندوات والمحاضرات، بل إنها
تستقطب الشباب من خلال استضافتها
فهم بتراثهم، وتوصل
ّ
لأعداد كبية منهم لتعر
لهم معالم دينهم بشكل متوازن من دون أن يؤثر
على واقعهم العلمي والأكاديمي.
ً
ذلك سلبا
لذا فاللازم الانتباه إلى محاولات عزل المؤسسة
ً
التعليمية عن الواقع الديني، والعمل علنا
ضد تلك المحاولات، وتحمل كامل المسؤولية
في ذلك، ليعرف من لهم أجندات خاصة أننا
أصحاب المبادرة، ولا مجال للدخلاء في واقعنا
الديني والأخلاقي.
اعتبار القيم الدينية والأخلاقية
وثانيا
طروحات عصرية، والناظر فيها كالناظر
في الطروحات العصرية الأخرى، وكأن
المفروض به أن لا يتأثر بها ولا ينجذب إليها،
ٍّ
وله أن يستمع إلى طروحات مضادة على حد
سواء، ولذا نرى اليوم فسح المجال لأصحاب
الأفكار المسمومة، أو الصاخبة التي تهزأ
بالدين والقيم الإسلامية الأصيلة ليجوبوا
المؤسسات التعليمية بشكل مقرف، وليلقوا
من الحفاوة والتكريم ما يندى له الجبين، حتى
أصبحوا أمثلة للوعي العلمي والفكري، وما
ذلك إلا للتناقض الذي يعيشه المعنيون بين
النظرية الأولى من عدم فسح المجال للدين
لإبعاد الجامعة من التكتل والتحزب واعتبار
الدين من هذا القبيل، وبين فسح المجال
لهؤلاء الشرذمة من الدخلاء على مجتمعاتنا
الإسلامية التي كانت ولا تزال مجتمعات
محافظة لها امتيازاتها الأخلاقية والدينية،
واستحقاقاتها الخاصة. فالحذر الحذر .. وكل
يعرف مسؤوليته أمام الله تعالى ودينه.
عدم وضوح الرؤية
ً
ومن المؤسفجدا
لدى الكثيين من أصحاب الشأن الذين تدور
حولهم الأمور، والتيار الجارف يجري من دون
توقف، وكلما ازدادت الضحايا يزداد السؤال
عنها غدا
ومن الله نستمد العون في النهوض
بهذه المسؤولية وهو خي معين.
المشرف العام
>
1...,10,11,12,13,14,15,16,17,18,19 2,3,4,5,6,7,8,132
Powered by FlippingBook