العدد (26) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 6341هـ
116
ÍÃMI¹Ä
طروحات عامة
F
موقف النبي الأكرم
من الشعر والشعراء
ÍÃMI¹Ä
مفهــوم الشــعر ونظــرة
ّ
إن
الإســ م إليــه تبــدأ مــن الآيــات
القرآنيــة الكريمــة وتكملهــا
الأحاديــث النبويــة الشــريفة، تقــرأ في
F
ا عن الرســول
ً
القــرآن الكريــم دفاع
ــا لدعوته ونبوته وتبرئتهما من التهم
ً
وصون
التي تخبط المشركون في تخيلها وصوغها،
فقــد خيل إليهــم عنادهم وكفرهــم أن ما
ا
ً
يســمعونه من أي الذكر الحكيم ليس وحي
يوحــى وإنما هو ضرب ممــا يعرفونه في
F
حياتهم آنذاك فتارة يتهمون الرســول
بأنه كاهن، وأخرى شاعر، وثالثة يصفون
كلام الله جل وتعالى بأنه السحر، فجاءت
الآيــات الكريمــة معلنــة أن مــا ينطــق به
وحي يوحى، وهو كلام الله
F
الرســول
ً
ي
ِ
ل
َ
ق
ٍ
ر
ِ
اع
َ
ش
ِ
ل
ْ
و
َ
ق
ِ
ب
َ
و
ُ
ا ه
َ
م
َ
(و
سبحانه وتعالى:
(الحاقة:14).
) َ
ون
ُ
ن
ِ
م
ْ
ؤ
ُ
ا ت
َ
م
ولا يمكــن أن يفهــم من هذه الآيات
الكريمات حط من شــأن الشعر والشعراء
أو نظرة فيها احتقار أو ســخرية لكونها قد
ا من
ً
نزهت الرسالة السماوية أن تكون نمط
الإبداع البشري .
نظرة النقــاد القدامــى إلى موقف
الإسلام من الشعر:
تعد قضية الإسلام والشعر من القضايا
ً
واسعا
ً
النقدية المهمة التي أحرزت اهتماما
مــن قبــل المهتميــن بالشــعر العربي منذ
ظهور الإســ م في شــبه الجزيرة العربية
إلى يومنا هذا.
والحديــث عــن الإســ م والشــعر
حديــث ذو تاريخ له رجع بعيــد، فهو من
الموضوعــات الأدبيــة القديمــة التي كثر
فيهــا الــكلام وطــال حولها الجــدل حتى
يمكــن القــول إنهــا تحولــت إلــى قضية
فكرية وإشــكالية معقدة شــغلت الباحثين
والمختصيــن في الدراســات الإســ مية
.
)1(
والأدبية على السواء
وتأتي أهمية هــذه القضية من أبعادها
إذا اصطدمــت
ً
المختلفــة، خصوصــا
بالمعجــز الرباني (القــرآن الكريم) كتاب
الإســ م، ومحاولــة نفــي تهمــة كونــه
، وقد اختلفت وجهات نظر العلماء
ً
شــعرا
الدكتور حسين لفته حافظ
مركز دراسات الكوفة/جامعة الكوفة
