العدد (26) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 6341هـ
106
ÍÃMI¹Ä
في النفس والمجتمع
العمل...
ترجمان القول السديد
ÍÃMI¹Ä
وا
ُ
ن
َ
آم
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ــا ال
َ
ه
ُّ
ي
َ
ا أ
َ
(ي
قال تعالــى:
* ً
يدا
ِ
ــد
َ
س
ً
لا
ْ
و
َ
وا ق
ُ
ول
ُ
ق
َ
و
َ
ــوا الله
ُ
ق
َّ
ات
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
ْ
ر
ِ
ف
ْ
غ
َ
ي
َ
و
ْ
ــم
ُ
ك
َ
ال
َ
م
ْ
ع
َ
أ
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
ْ
ــح
ِ
ل
ْ
ص
ُ
ي
َ
از
َ
ف
ْ
د
َ
ق
َ
ف
ُ
ه
َ
ــول
ُ
س
َ
ر
َ
و
َ
الله
ْ
ع
ِ
ط
ُ
ن ي
َ
م
َ
و
ْ
م
ُ
ك
َ
وب
ُ
ن
ُ
ذ
(الأحزاب: 07ـ 17).
) ً
يما
ِ
ظ
َ
ع
ً
زا
ْ
و
َ
ف
القول السديد المبني على التقوى، يمر
في حالات استثنائية فيها المعاناة، فعليه أن
يقول الحق في ظروف إرهابية يصعب فيها
قول الحق.كما في الحديث الشريف: (أفضل
.
)1(
الجهــاد كلمــة حق عند ســلطان جائــر)
حكي أن يعقوب بن إسحاق، المعروف
بابن السكيت من أكابر علماء العربية، جلس
مع المتوكل، فجاء المعتز والمؤيد ابنا
ً
يوما
المتوكل العباســي، فقال: أيهما أحب إليك
ابناي أم الحسن والحســين؟ قال: والله إن
خير منك ومن ابنيك!!
A
خادم علي
ً
قنبرا
وا لسانه من قفاه، ففعلوا فمات في
ّ
قال سل
.
)2(
تلك الليلة، رحمه الله تعالى
ومن العجب أنه أنشــد قبل ذلك للمعتز
والمؤيد ابني المتوكل وكان يعلمهما فقال:
يصـــاب الفتى مـن عثـرة بلسـانه
وليس يصــاب المرء من عثــرة الرجل
فعثـرته في القـول تذهـب برأسه
)3(
وعثـرته في الرجـل تبـــرأ على مهـل
ً
لا
ْ
و
َ
وا ق
ُ
ول
ُ
ق
َ
(و
ـ وهنا جــاء قوله تعالــى:
) مباشــرة وبلا فاصل بعد قوله
ً
يدا
ِ
ــد
َ
س
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
ْ
ر
ِ
ف
ْ
غ
َ
ي
َ
و
ْ
م
ُ
ك
َ
ال
َ
م
ْ
ع
َ
أ
ْ
ــم
ُ
ك
َ
ل
ْ
ح
ِ
ل
ْ
ص
ُ
تعالى: (ي
وفي ذلك دلالات:
) ْ
م
ُ
ك
َ
وب
ُ
ن
ُ
ذ
بمعنى: يوفقكم للأعمال الصالحة، دلالة
على قبولهــا منكم، وجاء إصــ ح الأعمال
بإطلاقهــا وعدم تحديدهــا، بمعنى:
ً
عملا
يصلحهــا بشــروعها وإبداعهــا وإنجاحهــا
وحديثها أو بمعنى: يصلحها بالقبول والإثابة
عليها، وتيسير عملها، وتعميم انتفاع الناس
منها، والاستبشار بها، وانتشار فوائدها.
هناك علاقة قوية بين: القول الســديد،
وصلاح الأعمال، وغفــران الذنوب، وبين
طاعة الله ورسوله، والفوز العظيم.
:
F
وفــي الحديث عن النبي المصطفى
(لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا
.
)4(
يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)
: (إن لســان المؤمن
A
وعن الإمام علي
من وراء قلبه، وإن قلب المنافق وراء لسانه،
لأن المؤمــن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره
بقلم: مكي قاسم البغدادي
باحث في الدراسات القرآنية
