مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 118

العدد (26) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 6341هـ
118
ÍÃMI¹Ä
وبما أدهشــهم من أسلوب القرآن ونظمه،
فأخرسوا عن ذلك وسكتوا عن الخوضفي
، ثم استقر ذلك وأونس
ً
النظم والنثر زمانا
ــة، ولم ينــزل الوحي في
ّ
الرشــد من المل
F
تحريم الشــعر وحظره، وسمعه النبي
وأثــاب عليــه فرجعوا حينئذ عــن ديدنهم
.
)6(
منه)
ومن النقاد القدامى من رأى أن يفصل
بين الدين والشــعر نجد هذا عند الصولي
ينقص من
ً
فــي قوله: (وما ظننــت أن كفرا
.
)7(
يزيد فيه)
ً
شعر ولا أن إيمانا
وخاض ابن عبد ربه الأندلسي في هذه
القضيــة حينما قال: (ونحــن قائلون بعون
الله وتوفيقه في فضائل الشــعر ومقاطعه
ومخارجه، إذ كان الشــعر ديــوان العرب
خاصــة والمنظــوم مــن كلامهــا والمقيد
.
)8(
لأيامها، والشاهد على حكامها)
القرآن والشعراء:
أشــار القرآن الكريم إلى الشعراء في
َ
ون
ُ
او
َ
غ
ْ
ال
ُ
م
ُ
ه
ُ
ع
ِ
ب
َّ
ت
َ
ي
ُ
اء
َ
ر
َ
ــع
ُّ
الش
َ
قوله تعالى:
)*( َ
ون
ُ
يم
ِ
ه
َ
ي
ٍ
اد
َ
و
ِّ
ل
ُ
ــي ك
ِ
ف
ْ
م
ُ
ه
َّ
ن
َ
أ
َ
ر
َ
ت
ْ
ــم
َ
ل
َ
(*) أ
َّ ِ
(*) إ
َ
ــون
ُ
ل
َ
ع
ْ
ف
َ
ي
َ
ا
َ
م
َ
ــون
ُ
ول
ُ
ق
َ
ي
ْ
ــم
ُ
ه
َّ
ن
َ
أ
َ
و
وا
ُ
ر
َ
ك
َ
ذ
َ
و
ِ
ات
َ
ح
ِ
ال
َّ
وا الص
ُ
ل
ِ
م
َ
ع
َ
ــوا و
ُ
ن
َ
م
َ
آ
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
وا
ُ
م
ِ
ل
ُ
ا ظ
َ
م
ِ
د
ْ
ع
َ
ب
ْ
ــن
ِ
وا م
ُ
ر
َ
ص
َ
ت
ْ
ان
َ
ا و
ً
ير
ِ
ث
َ
ك
َ
الله
ٍ
ــب
َ
ل
َ
ق
ْ
ن
ُ
م
َّ
ي
َ
ــوا أ
ُ
م
َ
ل
َ
ظ
َ
يــن
ِ
ذ
َّ
ال
ُ
م
َ
ل
ْ
ع
َ
ــي
َ
س
َ
و
(الشــعراء: 422 – 722). لقد
)* َ
ــون
ُ
ب
ِ
ل
َ
ق
ْ
ن
َ
ي
جاء في تفســير ابن كثير أنه بعد أن نزلت
توجه حسان
) َ
ون
ُ
او
َ
غ
ْ
ال
ُ
م
ُ
ه
ُ
ع
ِ
ب
َّ
ت
َ
ي
ُ
اء
َ
ر
َ
ع
ُّ
الش
َ
بــن ثابــت وعبــد الله بن رواحــة، وكعب
وهــم يبكون،
F
بن مالك إلى الرســول
قالوا: (قد علم الله حين أنزل هذه الآية إنا
وا
ُ
ن
َ
م
َ
آ
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
َّ ِ
:
F
شــعراء، فتلا النبي
َ
وا الله
ُ
ر
َ
ك
َ
ذ
َ
قال: أنتم
) ِ
ات
َ
ح
ِ
ال
َّ
وا الص
ُ
ل
ِ
م
َ
ع
َ
و
ا
َ
م
ِ
د
ْ
ع
َ
ب
ْ
ن
ِ
وا م
ُ
ــر
َ
ص
َ
ت
ْ
ان
َ
قال: أنتم
ا)
ً
ير
ِ
ث
َ
ك
.
)9(
قال: أنتم)
وا)
ُ
م
ِ
ل
ُ
ظ
ومن ذلك (فالقرآن قد ميز بين فريقين
من الشــعراء فريق اســتغل فنه فيما ينافي
هــدى الديــن وآدابه فهو الفريــق المعيب
الذي حاربه القرآن، وفريق اتجه بشــعره
إلى العمل الخير الجميل، وإلى نصرة الحق
أينمــا وجد فهو الفريق الــذي أخرجه من
.
)10(
ذلك الوصف العام، وأيده بكل قوة)
ــا بمثل هذه
ً
ولم يكــن الشــعراء جميع
F
الصــورة المقيتة لينزه عنها الرســول
فللشــعر مكانتــه الكبيــرة عنــد العرب،
وللشــعراء أهميتهم في القبائــل، وما كان
ائين
َّ
جميع الشعراء مادحين مبالغين أو هج
مفحشــين، ويبدو أن تنزيه الآيات الكريمة
عن الشــعر متأت من ادعاء
F
الرســول
الشــعراء أنفســهم بأمــور غيبيــة تلهمهم
الشــعر، كما ادعى الكهان والسحرة ذلك،
والشــعراء يدعون أن لهم شياطين يوحون
إليهم بالشعر مثلما يدعى السحرة بملازمة
الأرواح والجــن لهــم، وأن القــرآن كلام
وهو لا يشــبه أي
F
الله أنزله على النبي
ٌ
ي
ْ
ح
َ
و
َّ ِ
إ
َ
و
ُ
ه
ْ
ن
ِ
ضرب من ضروب الإبداع
(النجم: 4 ).
ى)
َ
وح
ُ
ي
أمــا الحديث النبــوي الشــريف الذي
يعــد المرجع الثانــي بعد القــرآن الكريم
تســير في
F
للرســول
ً
فنجد فيه أقوا
وأجمــل منك لـــم تلد النســاء
وأحـسن منك لم تر قـط عينـي
كأنــك قــد خلقــت كمــا تشــاء
خلقــت مبـــرأ مــن كــل عيــب
حسان بن ثابت
1...,119,120,121,122,123,124,125,126,127,128 108,109,110,111,112,113,114,115,116,117,...132
Powered by FlippingBook