مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 113

113
ÍÃMI¹Ä
F
الدقة في بحث سيرة الرسول الأعظم
َّ
لنتحر
إذا كانوا من أصحاب المذاهب التي أفرزتها
السياســة الأمويــة والعباســية فالأمر يكون
أشــنع حيث تتخذ تلــك الموضوعات ذريعة
لإســناد تلك المذاهب وترويجها بين الناس
زئ به
ُ
باســم الإســ م، وهذا من أعظم ما ر
الإسلام. يقول محمد عبده:
(لم يــرزأ الإســ م بأعظم ممــا ابتدعه
المنتســبون إليــه، ومــا أحدثــه الغــ ة من
المفتريــات عليه، فذلك مما جلب الفســاد
على عقول المسلمين، وأساء ظنون غيرهم
فيمــا بنــي عليه الديــن. وقد فشــت للكذب
فاشية على الدين المحمدي في قرونه الأولى
حتى عرف ذلك في عهد الصحابة رضي الله
في
F
عنهــم، بل عهــد الكذب علــى النبي
حياتــه.. إلا أن عموم البلــوى بالأكاذيب حق
علــى الناس بلاؤه في دولــة الأمويين، فكثر
.
)7(
الصادقون)
َّ
الناقلون، وقل
ه يجب على الباحث
َّ
وبناء على ما تقدم فإن
والكاتــب أن يتحرى الصحيــح، ويدقق في
الفحص من حيث المتون والأسانيد، ويرجع
إلــى القواعــد التــي وضعها أســاطين علوم
الحديث، وإلا ســيقع في الخطــأ والإثم من
حيثيدري أو لا يدري، وما تقدم مجرد إشارة
ســريعة ؛ لتنبيه القــارئ الكريم عن خطورة
،
F
البحــث فــي ســيرة الرســول الأعظم
وما يتعلق بها من عقائد وأحكام ومفاهيم.
ومن هنا يجب على كل باحث في السيرة
النبوية الشــريفة أن يتحــرى الدقة المتناهية
ويتفحص ما رواه المؤرخون ورواة الأحاديث
: (من
F
لئلا يتبوأ مقعده فــي النار فقد قال
؛
)8(
فليتبوأ مقعده من النار)
ً
متعمدا
ّ
كذب علي
F
ليســتطيع أن يلتقط من سيرته وتأريخه
بعــض ما يعيننا لوعي الإســ م من مصادره
الصحيحة، وما يســاعدنا في مواصلة السير
على نهجه، والدعوة إلى رسالته، والتأسي به
في الدعوة إلى الله، وتحمل أعبائها، والتخلق
نا نفوز بشــفاعته
َّ
ل
َ
بخلقــه، والتأدب بآدابه ع
َ
ى الله
َ
ت
َ
أ
ْ
ن
َ
م
َّ ِ
* إ
َ
ون
ُ
ن
َ
ب
َ
َ
و
ٌ
ال
َ
م
ُ
ع
َ
ف
ْ
ن
َ
ي
َ
َ
م
ْ
و
َ
(سورة الشعراء: 88-98).
) ٍ
يم
ِ
ل
َ
س
ٍ
ب
ْ
ل
َ
ق
ِ
ب
:
F
مناهــج البحث في حيــاة الرســول الأعظم
تعــددت مناهج البحــث في تأريخ وســيرة
بتعدد المذاهب والآراء، فمنهم
F
الرسول
من ســلك مســلك جمــع الروايــات الكثيرة
والمتعــددة بل والمختلفة فيمــا بينها، وثبتها
في بحوثه على علتها بدون فحص وتدقيق.
ومنهــم مــن أخــذ المســلك الزمني في
البحث، فــراح يبحث في كل ســنة، ما وقع
فيها من أحداث تخص المســلمين سواء كان
نزول القرآن، أو تحديات الكفر التي واجهها
، أو الحروب التي وقعت.
F
رسول الله
ومنهم من قســم مراحل حياته الشــريفة
على قســمين، مكــي ومدنــي، وراح يبحث
الأحداث في أماكن وقوعها.
، فراح يبتدئ
ً
أدبيا
ً
ومنهم من سلك مسلكا
من
F
بفضائل وكرامات ومعاجز رسول الله
دون ذكر حيثياتها، وما تستبطنه من أسرار.
وفــي العصر الحديث برز أســلوب آخر
ســلكه بعض الباحثين الغربييــن والمتغربين
F
الذين راحوا يدرســون حياة رســول الله
مــن عباقــرة التأريــخ، أو
ً
بصفتــه عبقريــا
ً
في الفلســفة، أو سياسيا
ً
متمرسا
ً
فيلســوفا
أتقن فن السياسة مع تجريده من خصوصياته
الإلهيــة التي هي ســر عظمته ومنهــا انطلق
وإليها يعود، ولهــا دعا، ومن أجلها تحمل ما
تحمل...
هــذه بعض الأســاليب الســائدة وهناك
كل هذه الأســاليب لا
َّ
غيرهــا، والحقيقة أن
تفي بشيء من الأسرار المحمدية، ولا تعطي
الصورة الربانية الحقيقية، وإنما الأســلوب
الأمثل، بــل هو الوحيد الــذي يفي بحقيقة
1...,114,115,116,117,118,119,120,121,122,123 103,104,105,106,107,108,109,110,111,112,...132
Powered by FlippingBook