119
ÍÃMI¹Ä
إطــار مفهــوم الآيــات القرآنيــة الكريمة
التي صنفتهــم صنفين، خير ملتزم بالدين
الجديــد ومنحرف لا يقدم فائــدة أدبية أو
أخلاقية.
من الشعر وعلاقته
F
موقف النبي
بالخلاق:
أمــا الحديث النبــوي الذي قــد يفهم
منه موقف نقدي قاس إزاء الشــعراء عامة
ا
ً
واصف
F
والجاهليــة خاصــة فهو قولــه
امرأ القيــس بأنه (صاحب لواء الشــعراء
إلى النار.. أو أنه أشــعر الشعراء وقائدهم
وفي رواية أخرى تفصيل أكثر
)11(
إلى النار)
لحــال امرئ القيــس في الدنيــا والآخرة:
(ذلك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها،
منســي في الآخرة خامل فيهــا يجيء يوم
.
)12(
القيامة معه لواء الشعراء إلى النار)
وعندما نقــف أمام الحديث وقفة تأمل
عربي
F
وتحليــل نلاحــظ أن الرســول
بذوقــه الرفيــع وبلاغته التــي جعلت من
أقوالــه وأحاديثه أعلى نمــط أدبي عرفته
اللغــة العربية بعد القــرآن الكريم، فكيف
يحط من شأن شعر امرئ القيس، إذ نقده
لامرئ القيس نابع من المفهوم الإسلامي
ا على
ً
للشعر والشعراء، ويكون حكمه منصب
الجوانــب التي فيها وصــف فاحش خاصة
في غزل الشاعر امرئ القيس التي تتنافى
مع مبــادئ الدعوة الإســ مية التي تنادي
بالعفة والخلق الكريم.
F
ولا يمكن أن نعقل إنكار الرســول
لوجــود الظاهرة الشــعرية فــي المجتمع
العربي ولا أن يمنع العرب عن قول الشعر
وهو الذي يقـــول: (لا تدع العرب الشــعر
.
)13(
حتى تدع الإبل الحنين)
عــن بعــض الدارســين أن
ً
وفضــ
للشــعر كســ ح
F
اســتعمال الرســول
فــي المعركــة ضــد المشــركين، فضيلة
أخرى مــن فضائل الشــعر جــاء ذلك في
قولــه: (ولو لم يكن من فضائل الشــعر إلا
،
F
أنــه أعظم جنــد يجنده رســول الله
على المشركين يدل على ذلك قوله لحسان:
(شــن الغطاريــف على بني عبــد مناف فو
الله لشــعرك أشــد عليهم من وقع السهام
فــي غلس الظــ م، وتحفظ بيتــي فيهم.
ك
ّ
ــلن
ُ
ا، لأس
ً
قــال: (والذي بعثــك بالحق نبي
ة من العجين)! ثم أخرج
ِ
الشــعر
َّ
ــل
َ
منهم س
لســانه فضرب به أرنبة أنفه، وقال: (والله
يا رســول الله إنه ليخيل لي أني لو وضعته
علــى حجر لفلقــه، أو على شــعر لحلقه!)
في هجوه
ً
د الله حسانا
َّ
: (أي
F
فقال النبي
.
)14(
دس)
ُ
بروح الق
ولما كان لشعر المشركين واليهود أثره
الكبير في نفس الرسول ونفوس المسلمين
وفــي تعويق الدعــوة والتنفيــر منها، كان
من الرســول أن يجند الشــعر في
ً
لزامــا
المعركة ضد المشركين وهذا التجنيد يراه
ابن عبد ربه فضيلة تحتسب للشعر.
F
ومن الأبيات التي أعجبت الرسول
قول عمرو بن الأهتم: [من الرجز]
هيثم
َّ
البخل يــا أم
َّ
ذريني فإن
ُ
ــروق
َ
الرجال س
ِ
لصالح أخلاق
ذرينــي فإني ذو فعــال تهمني
)15(
ُ
قوق
ُ
ها وح
ُ
ؤ
ْ
ز
ُ
ــى ر
َ
ش
ْ
غ
َ
ي
ُ
نوائب
وليس هذا الاستحســان من الرســول
F
الكريم بالأمر العجيب فقد ولد الرسول
فــي الجزيــرة العربيــة، ونشــأ وترعرع
بيــن قوم يعدون الشــعر ديــوان فضائلهم
وسجل مفاخرهم ووسيلة تخليد مآثرهم،
قــوم يتعشــقون الكلمة الحلــوة ويطربون
لســماع اللحن العذب، ويقيمون الأسواق
.
)16(
لمتعة سماع الشعر
ً
والمواسم تحقيقا
من الشعر والشعراء
F
موقف النبي الأكرم
