مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 117

117
ÍÃMI¹Ä
لثقافة
ً
القدامــى تجــاه هــذه القضية تبعــا
كل عالــم ونظرتــه الاجتماعيــة، وكان
الأصمعــي (ت 612 هـ) مــن النقاد الذين
يرون أن الإســ م قد أضعف الشعر، جاء
ذلك فــي قوله: (طريق الشــعر إذا أدخلته
: ً
، وقــال أيضــا
)2(
فــي بــاب الخيــر لان)
(طريق الشــعر طريق الفحــول مثل امرئ
القيس وزهير والنابغــة من صفات الديار
والرحيل والهجاء والتشبيب والنساء وصفة
الخمر والخيــل والحروب والافتخار، فإذا
.
)3(
دخل في باب الخير لان)
ويفهــم من كلام الأصمعــي أن التحرر
وعــدم الالتــزام هــو الطابع العام لشــعر
الفحول مــن الجاهليين، وقــد يكون هذا
من علل عزوف الأصمعي
ً
الموقف واحــدا
.
)4(
وجيله من النقاد عن شعر الإسلاميين
أمــا ابن ســ م الجمحي فقــد رأى أن
العرب قد انشغلوا عن رواية الشعر بمجيء
الإسلام قال: (فجاء الإســ م، فتشاغلت
عنــه العرب، وتشــاغلوا بالجهــاد وغزوا
فارس والروم، ولهت عن الشــعر وروايته.
فلمــا كثــر الإســ م، وجــاءت الفتوح،
واطمأنت العرب بالأمصار، راجعوا رواية
.
)5(
الشعر)
وحجة ابن سلام هذه غير كافية لتسويغ
أن الشــعر قد ضعف في صدر الإســ م،
لأن الإسلام استبدل المعارك القديمة التي
كانت تــدور بين العرب بمعــارك أخرى،
هــذه المعارك تدور بين الإســ م والكفر
كانت بحاجة إلى الشعر.
ً
وهي حتما
كذلك ردد قول ابن سلام السابق العام
والناقد ابن خلدون في مقدمته حيث قال:
(انصرف العرب عن الشــعر أول الإسلام
بما شغلهم من أمر الدين والنبوة والوحي،
من الشعر والشعراء
F
موقف النبي الأكرم
1...,118,119,120,121,122,123,124,125,126,127 107,108,109,110,111,112,113,114,115,116,...132
Powered by FlippingBook