مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 120

العدد (26) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 6341هـ
120
ÍÃMI¹Ä
فالشــعر جــزء مــن حيــاة العــرب
ووجودهــم، ولا يمكــن أن يهجروه في أي
حــال من الأحــوال كما لا يمكــن أن يدعو
إلى مخالفــة الطبيعة العربية
F
الرســول
ا من مظاهر
ً
والإنسانية لكون الشعر مظهر
الإبداع الفكري الإنساني وهو العربي الذي
يعجــب بالــكلام الفصيح، ويهتز للشــعر
الجميــل، فقــد ذكر عنــه في قصــة أحد
الوفود بأنه وصف شــعر شاعر وكلام بليغ
ا،
ً
من وفد تميم بقوله: (إن من البيان لسحر
.
)17(
وإن من الشعر لحكمة)
وهنــاك أقــوال أخرى قد تكــون أكثر
إلى
F
ا لكونها تبين نظرة الرسول
ً
وضوح
الشعر ومنها: (إنما الشعر كلام ومن الكلام
وقوله: (إنما الشــعر كلام
)18(
طيب وخبيث)
مؤلــف فما وافق الحق فهو حســن وما لم
.
)19(
يوافق الحق فلا خير فيه)
فالشــعر المتمم لمــكارم الأخلاق من
هــذه الناحية شــعر حق وخيــر، وما كان
ا للحق بمفهومه العام فلا خير فيه.
ً
منافي
إن الوقوف عند مهمة الشاعر، وجدوى
الشعر في الحياة أمران يشغلان بال الناقد
F
ا، والرســول
ً
والســامع والشــاعر مع
بتعريفه للشــعر قد قــدم لنا بعض جوانب
هذه الصورة لمهمة الشاعر التي لم يحددها
في الدفاع عن الحق أو الدعوة فحســب بل
جعل مهمته إنســانية شــاملة كبيرة مؤثرة،
ومنها كشف جوانب الجمال والوجدان في
الحياة، وأن يحرك المشــاعر في النفوس
فيجعلهــا تعيد النظر فيمــا كانت تتصور،
وأن يلفت انتباه الســامع إلــى أمور ما كان
يلتفت إليها، فلولا الشعر لافتقدت الحياة
إلــى كثير مــن معاني الفضيلــة والجمال،
ونعني جمــال المثل والأخلاق الشــخصية
كالكرم والعفة والصدق.
إن مهمة الشــاعر تفــوق مهمة الفارس
ا إذا أحسن استعمال موهبته الشعرية
ً
أحيان
في مجتمعه ينير ســبل
ً
ا فعا
ً
فكان عنصر
الخير والمحبة والســ م ويحرك مشــاعر
العطــف والحنان والعفو إذا اقتضى موقف
ما وساطة شاعر.
ا في نشر
ً
ا بارز
ً
ى الشعر دور
ّ
ا أد
ً
وأخير
رســالة الإســ م وقدم الشــعراء مواهب
وقــدرات بيانية ولغوية لرفع الكلمة العليا،
ه وإنما اتخذ
ّ
ن الشــعر كل
ّ
الإســ م لم يهج
ا للشــعر والشــعراء الذين
ً
ــا مناهض
ً
موقف
ات شــعرهم المعاني التي
ّ
يحملون في طي
لا تتفق مع جلالة الرســالة ووقار الإسلام
>
وكماله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) ظ: قضية الإسلام والشعر/ 7.
2) الموشح/ 58.
3) م . ن /58 وقد ناقش الدكتور سامي مكي العاني
هذا الرأي، ينظر: الإسلام والشعر/42.
4)ظ: دراساتنقدية في الأدبالعربي/ 443–543.
5) طبقات فحول الشعراء: 1 / 52 .
6) المقدمة/ 724.
7) أخبار أبي تمام/ 271.
8) العقد: 6 / 811.
9) تفسير ابن كثير: 3 / 253.
01) الإسلام والشعر، د . سامي مكي العاني/ 54.
11) ينظر الجامع الصغير للسيوطي: 221.
21) ينظر فيض القدير الرقم 4261.
31) ينظر إحياء علوم الدين: 3/631.
41) العقد: 6 / 721.
51) معجم الشعراء / 12.
61) ظ: الإسلام والشعر، يحيى الجبوري / 64.
71) غــذاء الألباب في شــرح منظومــة الآداب :1/
.234
81) ينظر العمدة في محاسن الشعر وآدابه: 1/87.
91) المصدر نفسه.
1...,121,122,123,124,125,126,127,128,129,130 110,111,112,113,114,115,116,117,118,119,...132
Powered by FlippingBook