مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 93

حكاية مستبصر
93
وبدأت أبحث عن المسائل الدينية التي
جاءت في التلقين، وهي مسألة التوحيد
والنبوة والإمامة، فشرعت بالبحث
والاستقصاء العلمي، وكان لكل مسألة
منها وقفة متأنية، حتى وصلت إلى مسألة
ا لنفسي، فراجعت
ً
القرآن واتخاذه إمام
العديد من التفاسير، وكانت هذه المرحلة
من أصعب المراحل في البحث، وذلك
لأني واجهت فيها استفسارات وأسئلة
كثيرة طفحت في ذهني، وكان من أهمها
مسألة التأويلات والتفاسير المتعددة
للآيات.
ووجدت معظم
مسألة تأويل القرآن:
الفرق تسعى لتطبيق الآيات وفق آرائها
وأفكارها، وكل منها يحاول إخضاع القرآن
لما يتلاءم مع متبنياته ومعتقداته الخاصة،
من ذلك تجلى لي أن القرآن حمال لوجوه
ومعاني متعددة، ولا يسعه أن يكون لوحده
ا يصون الأمة من الانحراف والتفرق
ً
إمام
ر
ّ
والضياع، بل لابد له من مبين ومفس
للكثير من آياته، ويحتاج إلى من يوضح
معانيه ومقاصده.
قد أكد في
F
ولذا نجد النبي
مواقف عديدة على مسألة التمسك بالعترة
في
F
وملازمتها للقرآن، كما قال
حديث الثقلين: تركت فيكم الثقلين ما إن
ا، كتاب
ً
تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبد
الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى
يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني
العترة بالقرآن وجعل
F
فيهما. فقرن
التمسك بهما عصمة من الضلال، ومعنى
ذلك أن التمسك بالقرآن دون العترة لا
يعصم من الضلال، بل يؤدي إلى الوقوع
في الاختلاف والتفرق والانحراف.
وهذا الحديث مشهور وصحيح وثابت
:
F
قد بلغ حد التواتر. وكذلك حديثه
ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح
من قومه، من ركبها نجا ومن تخلف عنها
غرق.
الطريق الصحيح لسد باب الاختلاف:
إذا كان لابد للمسلمين أن يتحرزوا من
الضلال، كان عليهم أن يتمسكوا بأهل
ا، فإن الأمة
ً
والقرآن مع
B
البيت
والسؤدد
ّ
الإسلامية لا يمكنها بلوغ العز
والوصول إلى المنازل الرفيعة التي
بالتمسك بكلا الثقلين.
ّ
توخاها الإسلام إلا
يقول
التحرر من النقياد العمى:
الأخ بشير سليم بعد خوضه هذه الأبحاث:
إن هذه المسألة وفرت لي بداية انطلاقة
في البحث الذي منه غيرت مسير اتجاهي
العقائدي، وبعد مضي سنة واحدة من
البحث والتحري والتتبع تبلورت صورة
الفكر الشيعي في ذهني، بشكل نشأت
منها القناعة في نفسي لدقتها ووضوحها
وصدقها، ولم تمض مدة حتى وجدت
ووجدت
B
قلبي ينبض بمحبة أهل البيت
لساني يلهج بذكرهم وفضائلهم.
بدأت حياتي
ويضيف الخ بشير:
الجديدة بعد ذلك برؤية ومنهجية سلوكية
F
أخرى تلقيتها من أهل بيت رسول الله
الذين هم خزنة علم الله، وتراجمة وحيه،
وحججه على أرضه. وهكذا اجتزت عقبات
هذه الرحلة الشاقة بعون الله، لأصل في
نهاية المطاف إلى العقيدة الراسخة التي
لم إرثها من الآباء.
(نقل بتصرف: موسوعة من
حياة المستبصرين/ مركز البحاث
العقائدية/ ج1ص931)
1...,94,95,96,97,98,99,100,101,102,103 83,84,85,86,87,88,89,90,91,92,...148
Powered by FlippingBook