مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 99

وقفة مع الذكرى
99
مطيع) ففتح أصحابه الباب وقالوا: يا ابن الأشت
آمنون نحن؟ فقال: أنتم آمنون فخرجوا فبايعوا
المختار . . . ودخل أشراف الكوفة فبايعوه على
والطلب بدماء
F
كتاب الله وسنة رسوله
، وجهاد المحلين والدفع عن
B
أهل البيت
.
)3(
الضعفاء)
ومعنى ذلك أن نجاح الثورة في الكوفة كان
B
ا،لأنموجةأخذالثأرلأهلالبيت
ً
نسبي
ً
سه
كانت قوية عارمة!
ا
ً
على ابن الزبير والأمويين مع
K
ثار المختار
A
ع قتلة الإمام الحسين
َّ
فانتصر عليهم، وتتب
وقتل جميع القادة ومئات ممن اشتكوا في دم
. يقول الطبري: (فقال المختار:
A
الحسين
، وانظروا كل من شهد منهم
ّ
أعرضوهم علي
قتل الحسين فأعلموني به، فأخذوا لا يمر عليه
قيل له هذا ممن
ّ
برجل قد شهد قتل الحسين إ
شهد قتله، فيقدمه فيضرب عنقه، حتى قتل منهم
. . . ً
قبل أن يخرج مائتين وثمانية وأربعين قتي
ونادى منادي المختار: إنه من أغلق بابه فهو آمن،
. . .واكتسح
)4(
F
شرك في دم آل محمد
ً
رج
ّ
إ
ا لعبد الملك في الموصل،
ً
ا كثيف
ً
ابن الأشت جيش
وقتل قائده عبيد الله بن زياد.
وبذلك تحققت أهداف ثورة المختار بأخذ
وقتل قتلته، وحكم
A
ثأر الإمام الحسين
العراق والمناطق التابعة له في إيران وأرمينية نحو
سنتين، فحكم بالعدل وحسن السيرة، إلى سنة
ثمان وستين هجرية، ثم انتصر عليه مصعب ابن
الزبير، فقتله.
ا على
ً
عمد الإعلام الأموي والزبيري مع
الطعن بدين المختار ونزاهته وبشرعية ثورته،
ولكن الثابت عندنا أن خروج المختار وطلبه بثأر
، لا شك في
A
وقتله لقتلة الحسين
A
الحسين
والأئمة
F
ا عند الله وعند رسوله
ً
أنه كان مرضي
، وقد أخبره ميثم التمار وهما في
B
الطاهرين
ا
ً
حبس عبيد الله بن زياد بأنه يفلت ويخرج ثائر
. . . ويظهر من بعض الروايات
A
بدم الحسين
.
A
أن هذا كان بإذن خاصمن الإمام السجاد
فهم من إخبار ميثم
H
ويبدو أن السيد الخوئي
K
عمايكونمنالمختارأنهإجازةلهبذلك،لأنميثم
K
. فالمختار
A
تعلم ذلك من أمير المؤمنين
بحركته
A
من المعصوم
ٌ
ل
َّ
على هذا الرأي مخو
.
A
للأخذ بثأر الحسين
A
وروىالكشي:1/043،عنالإمامالباقر
قال: (... لا تسبوا المختار، فإنه قتل قتلتنا،
فينا المال
َ
م
َّ
وطلب بثأرنا، وزوج أراملنا، وقس
في كلام مع ابن المختار:
A
على العسرة. وقال
.....سبحان الله أخبرني أبي والله أن مهر أمي كان
دورنا، وقتل قاتلنا،
ِ
لم يبن
َ
مما بعث به المختار، أو
ا: رحم
ً
وطلب بدمائنا؟ فرحمه الله... وقال له أيض
ا عند أحد
ً
الله أباك رحم الله أباك، ما ترك لنا حق
طلبه، قتل قتلتنا، وطلب بدمائنا.
ّ
إ
قال: ما
A
عن أبي عبد الله الإمام الصادق
امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث
.
A
إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين
تي
ُ
لما أ
A
وروي أن الإمام علي بن الحسين
َّ
برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد، خر
ا، وقال: الحمد لله الذي أدرك ل ثأري من
ً
ساجد
ا . . ).
ً
أعدائي، وجزى الله المختار خير
(نقل بتصرف من: جواهر التاريخ/الشيخ علي
الكوراني/ج4ص273)
____________
1) اليعقوبي: 2 / 852.
2) ينظر: سير أعلام النبلاء/الذهبي/3/145.
3) ينظر: نهاية الإرب/5754.
4) تاريخ الطبري: 4 / 525.
بدء ثورة المختار بن أبي عبيدة الثقفي
1...,100,101,102,103,104,105,106,107,108,109 89,90,91,92,93,94,95,96,97,98,...148
Powered by FlippingBook