مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 17

َ ل ْ ب َ ق ِ ه ِ ب َ يك ِ تَ ا آَنَ
(أ، وقوله تعالى: (المعارج:4)
، فنلاحظ (النمل:04)) َك ُ ف ْ ر َ ط َ ك ْ يَ ل ِ إ َّ دَت ْ ر َ ي ْ نَ
أ
أن أقيام الزمن متباينة، وقد يطلق على
الزمن باليوم عند التعبير عن الأحقاب
ِات َاو َ م َّالس َ ق َ ل َ (خالزمنية، مثل قوله تعالى:
ى َل َ ى ع َ و َ ت ْ اس َّ م ُ ث ٍ امَّ يَ أ ِ ة َّ ت ِ ي س ِ ف َ ض ْ ر َ ْ
ال َ و
ا َ م َ (و ، أو قوله تعالى: (الأعراف:45)) ِش ْ ر َ ع ْ ال
، (القمر:05)) ِر َ صَب ْ ال ِ ب ٍ ح ْ م َلَ ك ٌ ة َ د ِ احَ و َّ ِا إَن ُ ر ْ مَ
أ
للتعبير عن الحادثة بلمح بالبصر أو هو
أقرب مثل يوم قيام الساعة، هنا يدخل
مفهوم البصريات باعتبار أن أسرع شيء
هو الموجات الكهرومغناطيسية في الطيف
ا، وقد عرفت ً الكهرومغناطيسي حالي
جسيمات أسرع منها ولازالت التجارب
المختبرية متواصلة في هذا الشأن مقاربة
. فالقرآن (النحل:77) ) ُب َ ر ْ قَ أ َ و ُ ه ْ وَ
(أ لقوله:
ا ولا ً ر َ و ُ الكريم لا يفرد لموضوع الزمن س
آيات خاصة به، فهو يخالف بالتالي منهج
الدراسات المعاصرة، فالزمن يغوص في
كل جزئيات الكون، وأسلوبه هو نفسه
ا ً الأسلوب الذي يغمر الكون والحياة، بعيد
عن الأسلوب المقيد الجاف. فهناك تحديد
دقيق لمكان الألفاظ وسياقها، وهناك
ا واختلاف في المعنى، ً تشابه مطلق لفظ
وفي المعنى الشامل يمكن أن تدخل كل
الوسائل والآلات التي يوزن بها الزمن
والتي تحدد بها مقاديره. يقول الله سبحانه
ِض ْ رَ ْ
ال َ و ِ ات َاو َ م َّ ي الس ِ ف ْ ن َ م ُ ه ُ لَ
أ ْ س َ (يوتعالى:
، أي في (الرحمن:92)) ٍن ْ أ َ ي ش ِ ف َ و ُ ه ٍ م ْ و َ ي َّ ل ُ ك
َّل ُ كل بقعة في الكون لها زمن نسبي فـ (ك
)، وقوله في سورة فصلت: ٍ ن ْ أ َ ي ش ِف َ و ُ ه ٍ م ْ و َ ي
، يعني (فصلت:9)) ِن ْ ي َ م ْ و َ ي ي ِ ف َ ض ْ ر َ ْ
ال َ قَ ل َ ( خ
في ألفي سنة من أيامنا، وإحالتها إلى أرض
ا. ً بعدما كانت شمس
النسبية الزمنية
يعيش الإنسان على سطح الكرة الأرضية
ا بقوانين الكون كالزمان والمكان ً مقيد
والجاذبية والغلاف الجوي وغير ذلك،
ولهذه المحدودية المادية يعيش النسبية في
مختلف مجالات حياته. والزمان وليد حركة
الأفلاك والمنظومة الشمسية، وهو يختلف
باختلاف حركتها، ففي الكرة الأرضية
يقسم الزمان إلى (يوم) و(شهر) و(سنة)،
فـ (كل ما هو حولنا نسبي، فكل معارفنا
ْالتي توهمنا أنها حقائق لا غبار عليها، إن
نتائج نسبية لا حقيقة مطلقة لها، ّ هي إ
...وأن لكل مكان زمان.. الوقت يقصر أو
يطول بتغير الفضاء، ولكن لا نشعر بذلك
لأن كل الحدود والأبعاد تقصر أو تطول
بنفس النسبة،...المكان والزمان يختلفان
بالمقدار باختلاف الفضاء المنسوبين إليه).
(... وأما الزمان فهو كالفضاء لفظة
معبرة بنفسها غنية عن التحديد، وقد
يسوغ أن ندعوه تعاقب الأشياء باللانهاية...
فالزمان يتولد من تولد الأشياء وينقضي
بانقضائها، وهو بقياس الأبدية، فتختلف
الأزمنة على اختلاف العوالم، وخارج هذه
التعاقبات الفانية تسود الأبدية وحدها،
وتملأ بضيائها فلوات الفضاء التي هي غير
.)1(محدودة)
(إن النظريات العلمية هي عموميات
ا آخر، وهي ً ا، ونسبية زمان ً مطلقة زمان
عبارة عن علاقات ورموز تفسر العالم من
حولنا أو هي اللغة اللازمة لشرح الظواهر
إلى الحد الذي يجعلها متوافقة مع المنطق
.)2(العقلي)
(إن في القرآن الكريم مادة زمنية غزيرة
تستلزم دراستها والبحث فيها، لتوضيح
نسبية الزمن في القرآن الكريم 17