مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 9

المجتمع رافد من روافد اكتساب القيم 9
مــن التنظيــم. وهــذا يعطــي فكــرة واضحــة
عــى أن الحصيلــة المذكــورة لابــد أن تكــون
مؤثــرة في واقــع الأشــخاص الذيــن يعيشــون
ضمـن هـذه الدائـرة الاجتماعيـة كـ لابـد مـن
انعــكاس تأثيرهــم عليــه.
وهنــاك عــدة أمــور يمكــن أن تدخــل في
النظـام الاجتماعـي ال ـذي ينت ـج عن ـه المجتمـع
وتحـدد مسـاره بشـكل ً كبـ اًوتؤثـر فيـه تأثـ ا
مب ـاشر أو غ ـ مب ـاشر مم ـا يع ـود بتأث ـ ه ع ـى
:ًالفــرد بشــكل مبــاشر أهمهــا أمــران: أولا
البيئــة الأسريــة حيــث إن لهــا التأثــ الكبــ
عــى الفــرد، وهــي في كثــ مــن الأحيــان
العامــل الأول في تحديــد مســاره ويمكــن أن
تدخـل عوامـل أخـرى تحـرف مسـ ته الفرديـة
المكتســبة مــن البيئــة الأسريــة ويشــذ عنهــا.
ولا مجــال للإســهابفي تأثــ البيئــة الأسريــة
عــى الفــرد لأن مــن الواضــح أن التــدرج
العلمـي للطفـل حتـى الكـر ينشـأ مـن الأسرة
سـواء عـى الصعيـد الفكـري أم عـى الصعيـد
الترب ـوي والأخلاق ـي. ف ـإن القي ـم الأخلاقي ـة
وإن كانـت تابعـة للعقـل الفطـري إلا أن للبيئـة
الأسريـة الـدور الكبـ في تنميـة القيـم المذكورة
وترسـيخها. كـ أن دور البيئـة الأسريـة يمكـن
أن يكـون في طمـس تلـك القيـم واضمحلالهـا
في نفـس الفـرد إذا كانـت تلـك البيئـة مشـوهة
خاليـة مـن القيـم الأخلاقيـة فينشـأ الفـرد فيهـا
. ولـذا ً لا يمتلـك مـن القيـم شـيئاً خاويـاً فـردا
ورد في الحديــث الشريــف (كل مولــود يولــد
عــى الفطــرة فأبــواه يهودانــه أو ينصرانــه أو
يمجس ـانه) وه ـو يش ـ إلى نف ـس القي ـم الت ـي
أشرن ـا إليه ـا.
: الرفقـاء الذيـن يرجـع تأثيرهـم عل ًوثانيـا
الفـرد في الأهميـة كتأثـ البيئـة الأسريـة وهـي
أداة لتكويــن مدخــ ت المجتمــع التــي ًأيضــا
نشـ إليه ـا. ويختل ـف الحصـول ع ـى الرفق ـاء
مــن شــخصلآخــر، فقــد يحصــل عليهــم
الفــرد مــن المدرســة أو الكليــة أو الجامعــة،
ك ـ ق ـد يحصـل عليه ـم م ـن السـوق ومواق ـع
العمــل ومحــال الاجتــ ع الــدوري لــدى
الشـخص، كـ قـد يحصـل عليهـم مـن بعـض
الأنديــة والمناســبات الخاصــة والعامــة وهــذه
الأخـرى تدخـل في النظـام الاجتماعـي الخـاص
الـذي يترتـبعليـه تنظيـم المجتمـع. ومـن هنـا
تكم ـنضرورة اختي ـار الف ـرد لرفيق ـه، وت ـرك
رفق ـاء السـوء، وضرورة السـؤال ع ـن الرفي ـق
قبــل الرفقــة، ونحــو ذلــك، وترجــع أهميــة
ذل ـك لتأث ـ ه ع ـى س ـلوكه وتفك ـ ه وميول ـه
الشــخصية، وكل ذلــك يعــود بالتأثــ عــى
عـى القيـم ًالواقـع النفـي الـذي يؤثـر سـلبا
العلميــة والتربويــة للفــرد، ســواء أكان ذلــك
.ً أم ســلباًإيجابــا
وهنــاك أمــور أخــرى تصلــح أن تكــون
مؤثــرة في الواقــع الاجتماعــي والتــي يرجــع
تأثيرهــا عــى الفــرد كونــه ضمــن المنظومــة
الاجتماعي ـة الت ـي نتح ـدث عنه ـا لك ـن أهمه ـا
مــا ذكرنــا. فالــذي يتحمــل مســؤولية الفــرد
هــذان المحــوران ولــذا كان الــ زم تحــري
أسـاليب التربي ـة الصحيحـة والاهت ـ م بذل ـك
للخ ـروج ع ـن المس ـؤولية الشرعي ـة. وم ـن الله
نســتمد العــون والتوفيــق.
أمـا المدرسـة والمؤسسـات التعليميـة التـي
والتــي هــي رافــد مــن رافــدي ًذكرناهــا أولا
اكتســاب القيــم فنرجــئ الحديــث عنهــا إلى
العــدد اللاحــق إن شــاء الله تعــالى.
المشرف العام