.
)3(
مكانها، ولا تزول عن موضعها)
2ـ الجبال الرواسي:
ة في
ّ
وقد جاءت هذه اللفظة مكرر
على
ّ
تسع آيات في القرآن، وهي تدل
مهنة الجبال بما أراد الله، وهي تثبيت
الكرة الأرضية عن الميلان، وإرساء
طبقاتها بالجبال الثوابت، واتضح من
خلال الأبحاث أن القشرة الأرضية التي
تعيش عليها عائمة كالسفينة، فهي تميد
بشيء يثقلها ويثبتها
َ
وتميل إن لم ترس
عن الميلان.
جاء في لسان العرب حول مادة رسا:
(رسا الشيء يرسو وأرسى: بمعنى ثبت.
ورسا الجبل يرسو إذا ثبت أصله في
الأرض، وجبال راسيات، والرواسي
من الجبال: الثوابت الرواسخ، ويقول
ابن كثير في تفسيره: (رواسي: الجبال؛
أرست الأرض، وثقلتها لئلا تضطرب
بأهلها على وجه الماء ولهذا قال أن تميد
ومنه قول زيد
)4(
بكم أي: لئلا تميد بكم).
بن عمرو:
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له
ثقـالا
ً
الرض تحمـل صخـرا
هـــا
ّ
دحاها فلما اسـتوت شــد
بأيـد وأرسـى عليهـا الجبـالا
3ـ شامخات:
جاءت لفظة شامخات صفة الرواسي
ة واحدة في القرآن الكريم في قوله
ّ
مر
ٍ
ات
َ
خ
ِ
ام
َ
ش
َ
ي
ِ
اس
َ
و
َ
ا ر
َ
يه
ِ
ا ف
َ
ن
ْ
ل
َ
ع
َ
ج
َ
(و
تعالى:
،
(المرسلات:72)
) ً
اتا
َ
ر
ُ
اء ف
َّ
م م
ُ
اك
َ
ن
ْ
ي
َ
ق
ْ
س
َ
أ
َ
و
يعبر القرآن عن الجبال بالرواسي
الشامخات، وهذا وصف آخر للجبال
به على مهنة الجبال وهي ثبيت
ّ
ليدل
طبقات الأرض. لقد جاء في تفسير
القرطبي: (رواسي شامخات، يعني
الجبال والرواسي الثوابت. والشامخات:
الطوال، ومنه يقال شمخ بأنفه إذا رفعه
.
)5(
ا)
ً
كبر
4ـ الوتاد:
جاء وصف الجبال في القرآن الكريم
مرة واحدة بلفظ (الأوتاد) فيسورة النبأ،
* ً
ادا
َ
ه
ِ
م
َ
ض
ْ
ر
َ
ْ
ال
ِ
ل
َ
ع
ْ
ج
َ
ن
ْ
م
َ
ل
َ
(أ
حيث يقول:
، وفي نص
( النبأ :6 ـ 7 )
) ً
ادا
َ
ت
ْ
و
َ
أ
َ
ال
َ
ب
ِ
ج
ْ
ال
َ
و
د» جاء
َ
ت
َ
لغوي لابن منظور حول كلمة «و
د، بالكسر،
ِ
في لسان العرب: (وتد: الوت
في الحائط أو
َّ
ز
ُ
: ما ر
ّ
د
ِ
ت
َ
والو
ُ
د
َ
والوت
. قال
ٌ
الأرض من الخشب والجمع أوتاد
). قال الأفوه
ً
ادا
َ
ت
ْ
و
َ
أ
َ
ال
َ
ب
ِ
ج
ْ
ال
َ
الله تعالى: (و
الأزدي:
ٌ
د
َ
م
َ
والبيت لا يبنى إلا له ع
ُ
أوتاد
َ
رس
ُ
إذا لم ت
َ
ولا عماد
وقول زهير بن أبي سلمى:
ُ
م
ُ
ه
ُّ
م
ُ
ع
َ
ي
ٌ
جل
َ
س
ِ
ما زال في سيبه
)6(
ُ
د
ِ
ت
َ
ها و
ِ
في الرض من أوتاد
َ
ما دام
للمعطيات العلمية ونتائج
ً
ووفقا
منا ارتفاع
ّ
دراسات الجيولوجيا، إذا قس
الجبل إلى تسعة أقسام، يبلغ طول الجزء
القابع داخل الأرض 9/01والجزء الظاهر
فوق سطح الأرض 1/01 من الطول
الإجمالي.
وهكذا ترى كيف تصف كلمة
واحدة، وهي كلمة الوتد، جزئي الجبل:
تثبيت
ً
. ووظيفته أيضا
ّ
والسفلي
ّ
العلوي
الأرض. فكلمة (وتد) التي يستخدمها
القرآن لوصف الجبال هي أكثر دقة من
الناحية العلمية واللغوية من كلمة (جذر)
ا من قبل العلماء لوصف
ً
المستخدمة حالي
الجزء السفلي المختبئ داخل الأرض.
فمهمة الجبل كما هو معلوم، تثبيت
الأرض. وينسب صاحب تفسير الأمثل
العدد (٤٧) جمادى الأولى - جمادى الآخرة 8341 ه
12
