مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 13

ا للأرض
ً
مهمة الجبال وهي كونها أوتاد
إلى عدة أمور منها: تحفظ القشرة
الأرضية من الانهيار أمام الضغط
الحاصل من المواد المذابة داخلها، ومن
ّ
تأثيرات جاذبية القمر في عملية المد
ا
ًّ
والجزر. وتشكل جدران الجبال سد
ا للتقليل من آثار الرياح الشديدة
ً
منيع
.
)7(
رة
ّ
والعواصف المدم
6ـ ألوان الجبال:
ً
اء
َ
م
ِ
اء
َ
م
َّ
الس
َ
ن
ِ
م
َ
ل
َ
نز
َ
أ
َ
الله
َّ
ن
َ
أ
َ
ر
َ
ت
ْ
م
َ
ل
َ
ا
َ
ه
ُ
ان
َ
و
ْ
ل
َ
أ
ً
فا
ِ
ل
َ
ت
ْ
خ
ُّ
م
ٍ
ات
َ
ر
َ
م
َ
ث
ِ
ه
ِ
ا ب
َ
ن
ْ
ج
َ
ر
ْ
خ
َ
أ
َ
ف
ٌ
ف
ِ
ل
َ
ت
ْ
خ
ُّ
م
ٌ
ر
ْ
م
ُ
ح
َ
و
ٌ
يض
ِ
ب
ٌ
د
َ
د
ُ
ج
ِ
ال
َ
ب
ِ
ج
ْ
ال
َ
ن
ِ
م
َ
و
. نحن
(فاطر:72)
) ٌ
ود
ُ
س
ُ
يب
ِ
اب
َ
ر
َ
غ
َ
ا و
َ
ه
ُ
ان
َ
و
ْ
ل
َ
أ
نواجه هذه الحقيقة في الطبيعة وهي
نة. جاء في لسان العرب:
ّ
أن الجبال ملو
.
)8(
الجدة الخطة السوداء في متن الحمار
الملاحظ هنا في هذه الآية هو
ِ
ال
َ
ب
ِ
ج
ْ
ال
َ
ن
ِ
م
َ
التدبيج: في قوله تعالى:
ا
َ
ه
ُ
ان
َ
و
ْ
ل
َ
أ
ٌ
ف
ِ
ل
َ
ت
ْ
خ
ُّ
م
ٌ
ر
ْ
م
ُ
ح
َ
و
ٌ
يض
ِ
ب
ٌ
د
َ
د
ُ
ج
.) ٌ
ود
ُ
س
ُ
يب
ِ
اب
َ
ر
َ
غ
َ
و
ا،
ً
والتدبيج: هو أن يذكر المتكلم ألوان
بقصد الكناية أو التورية، عن أشياء من
وصف أو مدح أو هجاء أو نسيب أو غير
. ومن تدبيج
)9(
ذلك من الفنون البلاغية
الكناية قول أبي تمام:
ردائه
ُ
سـج
َ
والحمـد ن
ً
غدا غدوة
ُ
الجــر
ُ
ه
ُ
ف إلا وأكفـان
ِ
ـر
َ
فلم ينص
ا فما أتى
ً
مر
ُ
ح
ِ
المـوت
َ
ى ثياب
ّ
ترد
ُ
لها الليل إلا وهي من سندس خضر
ة. قال
ّ
ومن الجبال جدد جمع جد
الأخفش: ولو كان جمع جديد لقيل جدد
مختلف
ٌ
وحمر
ٌ
مثل رغيف ورغف. بيض
ألوانها رفع (مختلف) هاهنا ونصب ثم ما
قبله ها هنا مرفوع فهو نعت له، ويجوز
.
)10(
أن يكون رفعه على الابتداء والخبر
وحول صفة الغرابيب آراء متعددة
لدى المفسرين واللغويين، جاء في
تفسير الجامع لأحكام القرآن عن أبي
عبيدة: (الغربيب الشديد السواد، ففي
الكلام تقديم وتأخير والمعنى: ومن
الجبال سود غرابيب. والعرب تقول
للشديد السواد الذي لونه كلون الغراب:
أسود غربيب. قال الجوهري: وتقول
هذا أسود غربيب، أي شديد السواد.
وإذا قلت غرابيب سود، تجعل السود
من غرابيب لأن توكيد الألوان لا
ً
بدلا
ا
ً
يتقدم. قال امرؤ القيس يصف فرس
لونها أسود:
العين قادحـة واليد سابحـة
والرجل طامحة واللون غربيب
ومن الجبال جدد أي: من الجبال ذو
جدد بيض، وحمر، وسود غرابيب حتى
يؤول إلى قولك: ومن الجبال مختلف
.
)11(
ا ألوانها)
ً
مختلف
ٍ
ألوانه، كما قال: ثمرات
ك الجبال:
ّ
7ـ تحر
ه
ّ
عندما نراجع القرآن الكريم، نجد أن
ضمن استعراضه المتنوع للجبال، يصفها
حاب،
ّ
بأنها تسير وتتحرك كما تسير الس
َ
ال
َ
ب
ِ
ج
ْ
ى ال
َ
ر
َ
ت
َ
وذلك قوله تعالى:
) ِ
اب
َ
ح
َّ
الس
َّ
ر
َ
م
ُّ
ر
ُ
م
َ
ت
َ
ي
ِ
ه
َ
و
ً
ة
َ
د
ِ
ام
َ
ا ج
َ
ه
ُ
ب
َ
س
ْ
ح
َ
ت
، في حين نرى أن الجبال ثابتة
( النمل : 88)
جامدة، ومثبتة لغيرها. فكيف يحصل
التطابق بين هاتين الحقيقتين؟ وهنا
ً
نلاحظ أن القرآن في تشبيهاته دقيق جدا
من الناحية العلمية فحركة الجبال ليست
حركة ذاتية بنفسها بل هي حركة اندفاعية
بسبب تيارات تسببها الطبقة التي تليها
ا هي
ً
من الأرض وكذلك حركة الغيوم أيض
حركة ليست ذاتية إنما حركة اندفاعية
بسبب التيارات الهوائية والرياح.
13
التطور الدلالي لصفات الجبال في القرآن الكريم
1...,14,15,16,17,18,19,20,21,22,23 3,4,5,6,7,8,9,10,11,12,...148
Powered by FlippingBook