مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 36

مجلة ينابيع 36 العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
من عدم التزام الطغمة ً اه سابقا ّ قد بين
الأموية بالعهود والمواثيق فانكشف هذا
الزيف وبدت عوراتهم السيئة وكان يزيد
عنهما ً بالفسق والفجور ومعلناًفتى مولعا
من غير استحياء أو خجل وهذا الشيء
للناس بشكل عام ولأهل ًأصبح واضحا
الكوفة بشكل خاص حتى أنهم كتبوا عدة
بالخروج Aرسائل إلى الإمام الحسين
والجهاد، حتى جاءت ساعة الصفر فأعلن
عن خروجه من المدينة إلى مكة ومنها إلى
العراق، (من لحق بي منكم استشهد معي،
، (لذلك فقد )3( ومن تخلف لم يبلغ الفتح)
انتشر خبر رحيل الإمام من مكة المكرمة
وتوجهه إلى العراق في غضون برهة
وجيزة من الوقت، وأصبح حديث الساعة،
فأينما اجتمع نفر من الناس كان حديثهم
عن هذا التحرك المفاجئ وأسبابه، وقد
Aعرف أهل مكة فيما بعد، أن الحسين
ـ بتركه المدينة حال موت معاوية، ومن ثم
لا يعترف Aترك مكة أثناء الموسم ـ أنه
بحكومة يزيد، وقد خشي على نفسه هنا:
حفاظا على حرمة بيت الله لئلا تنتهك،
وكذلك علمهم بتصميم يزيد على قتل
الحسين في مكة، ولو كان معلقا بأستار
.)4(الكعبة!!)
فخرج الإمام في (8 ذي الحجة) ولم
يتمم حجه، لأنه لم يرغب في أن تستباح
الكعبة بدمه لأن الشهادة قد حان وقتها كما
ن ْ ي َ س ُ ح ُ س ْ ف َ ذي نَّال َ بقوله: (و A صرح به
وني، ُ ل ُ ت ْ قَى ي ّ ت َح ْ م ُ ه ُ ك ْل ُمَ ةَّي َ مُ
ني أ َ هي ب َ ت ْ ن َ لا ي ِ ه ِ د َي ِ ب
، وإن دمه الغالي لابد يجني )5(لي) ِ قات ْ م ُ ه َ و
الثمار ويعيد الأمة إلى مسارها الصحيح
بعد أن تصحو من غفلتها الطويلة التي
.F بدأت بعد وفاة النبي الكريم
وسار بأهله ونسائه القليلي العدد
ًالكثيري الثقة بأن إمامهم لم يخرج أشرا
وإنما خرج ً ولا مفسداً ولا ظالما ًولا بطرا
، الإصلاح وحده أن )6(لطلب الإصلاح
يأمر هؤلاء الناس بأن يعودوا إلى دينهم
وفطرتهم وأن يتركوا هذا التوهان والغفلة
وإن طال وقتها.
ما أراد وهز دمه Aفكان للحسين
ضمير الأمة وكان من بعد ذلك ما كان
من صحوات أطاحت في النهاية بالحكم
الأموي الفاسد وقبر إلى غير رجعة.
ًتخطيطا Aوهكذا كان صلح الحسن
عظيما من أجل فضح الطغاة الأمويين
من الضياع من Bوحفظ دم أهل البيت
غير أن يثمر أي شيء وهو دم عزيز لا
هو A كان صلح الحسن ً يهدر سدا وأيضا
الممهد للنهضة المباركة في كربلاء والتي
جاءت على أسس قوية وعظيمة، استطاع
صلح الإمام الحسن في أن يهيء كما يشد
الأساس القوي المتين الذي قد لا يبدو له
شكل لأنه تحت الأرض ولكن بعد أن يقوم
ٍالبناء فوق تلك الأسس وهو بناء شاهق عال
وضخم ألا وهو النهضة الحسينية ندرك
>مدى قوة ذلك الأساس وعظمة بناءه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) رجال النجاشي/ ص04.
2) نهج البلاغة / تحقيق صبحي الصالح: ص84.
3) كامل الزيارات: 57.
4) رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ/
السيد لطيف القزويني/ ص221.
5) بحار الانوار/ المجلسي: ج 54، ص88.
ي ّ لأخيه محمد بن الحنفية: (إن A6) وذلك قوله
ما ّ لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا.. وإن
ي.. أريد أن ّ ة جد ّ خرجت لطلب الإصلاح في أم
آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة
بن أبي طالب). ّ ي وأبي علي ّ جد