مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 45

45
مجلة ينابيع
A
معايير النجاح الآنية لنهضة الإمام الحسين
َ
ون
ُ
ل
ُ
ت
ْ
ق
َ
ي
َ
و
ِ
الله
ِ
ات
َ
آي
ِ
ب
َ
ون
ُ
ر
ُ
ف
ْ
ك
َ
وا ي
ُ
ان
َ
ك
( البقرة: 16)،
) ِّ
ق
َ
ح
ْ
ال
ِ
ر
ْ
ي
َ
غ
ِ
ب
َ
ين
ِّ
ي
ِ
ب
َّ
الن
َ
ون
ُ
ر
ُ
م
ْ
أ
َ
ي
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
َ
ون
ُ
ل
ُ
ت
ْ
ق
َ
ي
َ
وقوله تعالى:
) ٍ
يم
ِ
ل
َ
أ
ٍ
اب
َ
ذ
َ
ع
ِ
ب
ْ
م
ُ
ه
ْ
ر
ِّ
ش
َ
ب
َ
ف
ِ
اس
َّ
الن
ْ
ن
ِ
م
ِ
ط
ْ
س
ِ
ق
ْ
ال
ِ
ب
(آل عمران:12)، فكيف إذن يغلب المقتولون
ي
ّ
القاتل؟ الجواب يغلب بانتصار مبادئه وتبن
المجتمع لها وتعاطفه معها ،حتى يصبح لها
جمهور يفوق الجمهور المساند للظالم،
الذي تتعرى دوافعه المادية الذاتية، الطمع
ونشدان اللذات وحب التسلط على الغير من
دون وجه حق... إلى غير ذلك من الدوافع
المريضة. وهنا تكون تضحية الثائر برهانا
على صدق دعواه عند الجمهور، فتكون
ا لكسر الحواجز النفسية للمؤيدين
ً
عاملامهم
المتذبذبين بسبب عوامل الخوف والتردد،
فتتحرر طاقتهم، وعليه يمكن تقسيم
A
ملامح النجاح الآنية لنهضة الحسين
:
)1(
على النحو الآتي
1ـ تحطيم الإطار الأخلاقي
للحكم الأموي المستبد:
في نفوس
F
غرس النبي محمد
المسلمين فكرة الحكم التي تتضمن
مدلولين:
المدلول الأخلاقي الديني،الذي
الول:
يؤهل الحاكم أن يكون خليفة الله تعالى في
الأرض.
المدلول الدنيوي ،المجسد لهذا
الثاني:
المدلول بامتلاك العناصر التي تساعد على
تطبيق العدالة،وذلك بتسنم موقع الحكم
وامتلاك مقوماته.
والمدلول الأول هو الجوهر في الأخلاق
.لذا عمد
ً
الإسلامية وفي أي حضارة عموما
الأمويون على إسباغ هذا المدلول الروحي
على شخصياتهم لإيهام الناس أنهم يحكمون
بتفويض إلهي ،ومن ذلك ما أسبغه معاوية
A
على نفسه في رسالته إلى الإمام علي
يقول فيها: (ونحن بنو مناف، ليس لبعضنا
به
ّ
سترق
ُ
ستذل له عزيز وي
ُ
على بعض فضل ي
َ
س
ْ
ي
َ
بقوله: (ل
A
، فأجابه الإمام علي
)2(
) ّ
حر
و
ُ
ب
َ
ولا أ
ِ
ب
ِ
ل
َّ
ط
ُ
م
ْ
ال
ِ
د
ْ
ب
َ
ع
َ
ك
ٌ
ب
ْ
ر
َ
ولا ح
ٍ
م
ِ
اش
َ
ه
َ
ك
ُ
ة
َّ
ي
َ
م
ُ
أ
ولا
ِ
يق
ِ
ل
َّ
الط
َ
ك
ُ
ر
ِ
اج
َ
ه
ُ
م
ْ
ولا ال
ٍ
ب
ِ
ال
َ
ي ط
ِ
ب
َ
أ
َ
ك
َ
ان
َ
ي
ْ
ف
ُ
س
ولا
ِ
ل
ِ
ط
ْ
ب
ُ
م
ْ
ال
َ
ك
ُّ
ق
ِ
ح
ُ
م
ْ
ولا ال
ِ
يق
ِ
ص
َّ
الل
َ
ك
ُ
يح
ِ
ر
َّ
الص
ُ
ع
َ
ب
ْ
ت
َ
ي
ٌ
ف
ْ
ل
َ
خ
ُ
ف
ْ
ل
َ
خ
ْ
ال
َ
س
ْ
ئ
ِ
ب
َ
ول
ِ
ل
ِ
غ
ْ
د
ُ
م
ْ
ال
َ
ك
ُ
ن
ِ
م
ْ
ؤ
ُ
م
ْ
ال
ُ
د
ْ
ع
َ
ا ب
َ
ين
ِ
د
ْ
ي
َ
ي أ
ِ
وف
َ
م
َّ
ن
َ
ه
َ
ج
ِ
ار
َ
ي ن
ِ
ى ف
َ
و
َ
ه
ً
فا
َ
ل
َ
س
ا
َ
ن
ْ
ش
َ
ع
َ
ون
َ
يز
ِ
ز
َ
ع
ْ
ا ال
َ
ه
ِ
ا ب
َ
ن
ْ
ل
َ
ل
ْ
ذ
َ
ي أ
ِ
ت
َّ
ال
ِ
ة
َّ
و
ُ
ب
ُّ
الن
ُ
ل
ْ
ض
َ
ف
ِ
ه
ِ
ين
ِ
ي د
ِ
ف
َ
ب
َ
ر
َ
ع
ْ
ال
ُ
الله
َ
ل
َ
خ
ْ
د
َ
ا أ
َّ
م
َ
ول
َ
يل
ِ
ل
َّ
ا الذ
َ
ه
ِ
ب
ً
ها
ْ
ر
َ
وك
ً
عا
ْ
و
َ
ط
ُ
ة
َّ
الأم
ِ
ه
ِ
ذ
َ
ه
ُ
ه
َ
ل
ْ
ت
َ
م
َ
ل
ْ
س
َ
وأ
ً
اجا
َ
و
ْ
ف
َ
أ
ً
ة
َ
ب
ْ
ه
َ
ا ر
َّ
م
ِ
وإ
ً
ة
َ
ب
ْ
غ
َ
ا ر
َّ
م
ِ
إ
ِ
ين
ِّ
ي الد
ِ
ف
َ
ل
َ
خ
َ
د
ْ
ن
َّ
م
ِ
م
ْ
م
ُ
ت
ْ
ن
ُ
ك
َ
ب
َ
ه
َ
وذ
ْ
م
ِ
ه
ِ
ق
ْ
ب
َ
س
ِ
ب
ِ
ق
ْ
ب
َّ
الس
ُ
ل
ْ
ه
َ
أ
َ
از
َ
ف
َ
ين
ِ
ى ح
َ
ل
َ
ع
َّ
ن
َ
ل
َ
ع
ْ
ج
َ
لا ت
َ
ف
ْ
م
ِ
ه
ِ
ل
ْ
ض
َ
ف
ِ
ب
َ
ون
ُ
ل
َّ
الأو
َ
ون
ُ
ر
ِ
اج
َ
ه
ُ
م
ْ
ال
.
)3(
) ً
يبا
ِ
ص
َ
ن
َ
يك
ِ
ف
ِ
ان
َ
ط
ْ
ي
َّ
لش
ِ
ل
ر
ّ
لكن هذا الرد لم يأخذ صداه ولم يؤث
في العامة التي عملت الدعاية الأموية
على تضليلهم واستقطابهم لصالحها ،قال
المسعودي: (وكان معاوية في هذه المدة [أي
إلى يوم فتح مكة] بحيث
F
من بعثة النبي
قبل وفاته
F
علم الله، ثم كتب له النبي
بشهور، فأشادوا بذكره ورفعوا منزلته
للوحي، وعظموه بهذه
ً
بأن جعلوه كاتبا
الكلمة، وأضافوه إليها، وسلبوها عن غيره،
.
)4(
واسقطوا ذكر سواه)
حدث هذا بسبب ضعف الإعلام الصالح
وقوة التثقيف الفاسد، الذي ضلل عقول
معاوية عند مسيره إلى
ّ
الناس حتى قيل إن
صفين صلى بهم (الجمعة في يوم الأربعاء،
وأعاروه رؤوسهم عند القتال وحملوه بها،
عليا
ّ
وركنوا إلى قول عمرو بن العاص إن
هو الذي قتل عمار بن ياسر حين أخرجه
لنصرته، ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته
سنة ينشأ عليها
A
إلى أن جعلوا لعن علي
1...,46,47,48,49,50,51,52,53,54,55 35,36,37,38,39,40,41,42,43,44,...132
Powered by FlippingBook