مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 46

مجلة ينابيع
46
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
. وقد فعل
)5(
الصغير،ويهلك عليها الكبير)
هذا الإعلام المضاد في أهل الشام ولاسيما
عند وصية معاوية ليزيد:(وانظر أهل الشام
فيكونوا بطانتك وعيبتك، فإن نابك شيء
من عدوك فانتصر بهم، فإن أصبت بهم
فاردد أهل الشام إلى بلادهم فإنهم إن
.
)6(
أقاموا بغير بلادهم أخذوا بغير أخلاقهم)
بمعنى انكشفت لهم الحقيقة.
وكان معاوية يعمل المنكر ويتستر بالدين
ض العامة على الطاعة العمياء فلم
ّ
حتى رو
يحتجوا على فسق يزيد ابنه الذي أظهره هو
وعماله (فكانصاحبطربوجوارح وكلاب
وقرود وفهود ومنادمة على الشراب....
وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان
يفعله من الفسوق، وفي أيامه ظهر الغناء
بمكة والمدينة، واستعمل الملاهي وأظهر
.
)7(
الناس شرب الشراب)
هذا الإعلام أصبح واقعا
ّ
والمهم أن
ه حق لمن قام
ّ
به بأن
ً
ما
ّ
سل
ُ
وأصبح الحكم م
على الكرسي ويمتلك مصادر القوة من
مال وجيش وأرض،وعلى هذا الأساس
اقتنعت الشخصيات الخاصة من الأمراء
وقادة الجيوش ورؤساء القبائل ورجال
ّ
الدين المنضوين تحت هذه السلطة، بأن
من يخرج على السلطان يستحق القتل باسم
الحق والشريعة،لذا نجد ابن زياد يخذل
بقوله:
A
الناس عن نصرة مسلم بن عقيل
.
)8(
(اعتصموا بطاعة الله وطاعة أئمتكم)
وهذا عمرو بن الحجاج الزبيدي يخطب
: (يا أهل الكوفة
ً
قومه في كربلاء قائلا
الزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا في
.
)9(
قتل من مرق عن الدين وخالف الإمام)
فقد وقع القوم إذن تحت تأثير المقولة
التي تقول إكذب إكذب حتى يصدقك
الأمويين
ّ
على أن
ّ
الناس،فهذه النصوص تدل
وأعوانهم كانوا يؤلبون الناس بالواجب
الديني حين طلبوا منهم قتل الإمام الحسين
ويتطلب هذا الأمر تغييب فضائل
A
المذكورة في السنة الصريحة،
A
الحسين
ومكانته القيادية والسياسية القائمة على
العدل الاجتماعي المستند إلى الشريعة
الإسلامية، والممثلة للجوهر الأخلاقي
الديني للحكم ،فضلا عن أحقيته بالخلافة،
ملزما برفض بيعة
A
وهذه العوامل تجعله
يزيد ليصبح معارضة سياسية.
له من رمز
ّ
هذا الوضع لابد
ّ
والمهم أن
ديني واضح المعالم يصدم به كي يبين
المعدن الأصيل من المعدن المزيف،وهذا
إذ كان له في قلوب
A
الرمز هو الحسين
والإجلال
ّ
المسلمين رصيد من الحب
العظيم، لذا سيكون خيار قتله ورهطه
وأصحابه والتمثيل بهم وسبي نسائه اللواتي
ً
ا
ّ
، سيضع حد
F
هن بنات رسول الله
فاصلا بين المضمون الأخلاقي الروحي
والحكم الأموي الذي سيفرغ من هذا
ى ليظل حاكما باسم الدينا
ّ
المضمون، ويتعر
ه حكم مستبد طاغ ليس له قيم
ّ
وحدها، أي أن
أخلاقية ولا مثل دينية أو إنسانية عليا.
أما جوانب تعرية حكم آل أمية فتتمثل
بالجوانب الآتية:
أـ كشف الإمام عن شخصيته بأنها
تمثل الانتماء الديني الأخلاقي الخالص،
F
وليس الانتماء إلى بيت آل الرسول
حسب، وبهذا لا يحق لأي إنسان
ً
نسبا
أن ينتهك دمه من ناحية أخلاقية،أو من
:
A
المنطق العقلي، ويظهر ذلك في قوله
(هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟
ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن
عمه وأول المؤمنين المصدق لرسول الله
بما جاء به من عند ربه، أوليس حمزة سيد
1...,47,48,49,50,51,52,53,54,55,56 36,37,38,39,40,41,42,43,44,45,...132
Powered by FlippingBook