مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 29

29
مجلة ينابيع
من دون ممارسة سابقة،
A
الإمام الحسين
يملك قابليات
ً
وبالرغم من كونه إماما
وقدرات خاصة مكنته منها الإمامة إلا أن
الأوضاع في يوم عاشوراء جرت على طبيعتها
فلم تتدخل قوى غيبية في نصرة سيد الشهداء
أو مده بالماء لإنقاذ أسرته من شبح الموت
. ً
عطشا
ً
دورا
A
لقد لعبت خبرة الإمام الحسين
ً
في توجيهه للمعركة، فقد كان مشاركا
ً
هاما
في حروب الجمل وصفين والنهروان، فاخذ
من أبيه الشيء الكثير في إدارة الحرب
وحسم النتائج.
ولما لم يبق معه أحد ينصره، نزل إلى
المعركة ليباشر القتال بنفسه، هذا وقد أخذ
التعب والحر والجوع والعطش والمصائب
المتتابعة بفقد الولد والأخوة والأسرة
ولكنه لم يخضع ولم
ً
والأصحاب منه مأخذا
يساوم على موقفه، ومع هذه الأمور التي
إذا صادفها القائد بكل تفاصيلها التي واجهها
فسيضطر للحلول الحرجة
A
سيد الشهداء
التي لا تفلت من مدار الاستسلام والقبول
، ولكن
ً
ا
ّ
بالواقع المفروض مهما كان مر
ظل صاحب المبادرة فقد
A
الإمام الحسين
نظم ثلاث حملات بمفرده، وكانت خيام
عائلته مركزه الذي ينطلق منه إلى الميدان،
وكانت شهادته –وإن كانت بأبشع الصور التي
ً
- دليلا
ً
صورها التاريخ حيث الذبح عطشا
على نجاحه اللا محدود في تحقيق هدفه
الأسمى.
9) استخبار عزائمونوايا الأتباع:
في الميدان
ً
القائد الناجح سواء كان قائدا
العسكري، أو في الميدان الإداري يكون على
في إدراك نوايا أتباعه، ممن
ٍ
مستوى عال
إلى مقدرة القائد
ً
يسير معه وهذا يعود غالبا
في التمييز وقابليته على قراءة الأسرار من
خلال الخبرة المتراكمة لديه، وهذا ما حصل
فقد كان يعلم بوضع
A
مع الإمام الحسين
كل عنصر من عناصر جيشه، حتى من حيث
مكانته الاجتماعية ووضعه الأسري، ونرى
لأخيها
D
في قول السيدة زينب
ً
ذلك جليا
: أخي، هل استعلمت من
A
الإمام الحسين
ي أخشى أن يسلموك
ّ
اتهم؟، فإن
ّ
أصحابك ني
A
ة ! فبكى
ّ
عند الوثبة واصطكاك الأسن
َّ
لا
ِ
إ
ُ
م
ِ
فيه
َ
س
ْ
ي
َ
ل
َ
و
ْ
م
ُ
ه
ُ
ت
ْ
و
َ
ل
َ
ب
ْ
د
َ
ق
َ
! ل
ِ
الله
َ
ما و
َ
وقال: أ
وني
ُ
د
ِ
ة
َّ
ي
ِ
ن
َ
م
ْ
ال
ِ
ب
َ
ون
ُ
س
ِ
ن
ْ
أ
َ
ت
ْ
س
َ
ي
َ
س
َ
ع
ْ
ق
َ
ْ
الأ
َ
س
َ
و
ْ
ش
َ
ْ
الأ
.
)18(
) ِ
ه
ِّ
م
ُ
أ
ِ
ن
َ
ب
َ
ل
ِ
ب
ِ
ل
ْ
ف
ِّ
الط
َ
ناس
ْ
ئ
ِ
ت
ْ
اس
كان الأنصار عبارة عن مزيج من
شخصيات انحدرت من مجتمعات كوفية
ومدنية ومكية وبصرية وبدوية، وفيهم السيد
المطاع في قومه والعبد المملوك ومابين
هاتين الطبقتين تتفاوتطبقات الأنصار، ولم
في تقديم الحر على
ً
تلعب هذه الطبقية دورا
العبد أو المالك على المملوك بل انزاحت مع
المظاهر الدنيوية وأصبحت الشهادة المرتبة
العليا التي ألغت الطبقية وشكلت طبقة جديدة
بمواصفات مذهلة اسمها طبقة شهداء الطف.
01) التحشيد الإعلامي:
لعل السر الأكبر في اصطحاب الإمام
عائلته يكمن في الدور الإعلامي
A
الحسين
،
A
الذي ستقوم به العائلة بعد استشهاده
فالقائد ينتهي دوره الميداني المادي بمجرد
قتله، وهنا يأتي دور الإعلام، فإذا كان
للعواطف والمواقف، كانت
ً
، محركا
ً
فاعلا
حركة القائد خالدة موفقة إلى حد بعيد في
تحقيق أهدافها وديمومتها، وهذا الأمر
، إذا كانت مسألة
A
أبو الشهداء
ً
أدركه تماما
لا يفارق تفكيره، فقد
ً
اصطحاب العيال أمرا
A
، ووجد أن شهادته
ً
فكر في هذا الأمر مليا
لا تكون وحدها الحل الشافي لما تمر به
الأمة آنذاك من إرهاصات تهدد المجتمع
A
الأبعاد الإستراتيجية فيفكر الإمام الحسين
1...,30,31,32,33,34,35,36,37,38,39 19,20,21,22,23,24,25,26,27,28,...132
Powered by FlippingBook