مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 41

41
مجلة ينابيع
ّ
سيني
ُ
الح
ِ
في الخطاب
ِ
الإباء
ُ
ب
َ
أد
معروف بخلاعته وخروجه العلني على
قوانين السماء والشريعة من اللهو الماجن
وشرب الخمر واللعب بالقرود وإتيان
المحرمات.
الطبيعة الاجتماعية المعروفة
الثاني:
لهذه الأسرة الهاشمية المحمدية من
الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة
التي عبر عنها الإمام بـ (جدود طابت
وحجور طهرت ..) وأطلق عليها مختلف
الصفات الأبية من الأنوف الحمية
والنفوس الأبية وكلها من كنايات العز
والشرف التي تأبى الذل والانقياد
الأعمى للباطل وتفضل عليه الموت .ومن
هنا أعقب هذا الإباء بما يعزز مكانة هذه
الأسرة فقال معلنا أنه زاحف بها للتغيير،
ولا أدري هل فهم الناس وقتها بعد معنى
كلامه هذا، لأن العربي من طبيعته وقت
الحرب أن يصون عرضه ولا يعرضه
لأخطار الحرب والسبي، بينما الإمام
يعلن أنه سيزحف إشعارا ببدء
A
الحسين
حربه السلمية بدلالة لفظ (الأسرة) وأي
أسرة إنها أسرة آل محمد وحرمه الذين
أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم
A
تطهيرا. وما أشبه هذا الكلام بلغة أبيه
في قوله: (إن امرأ أمكن عدوا من نفسه،
يعرق لحمه، ويفري جلده، ويهشم
عظمه، لعظيم عجزه، ضعيف ما ضمت
عليه جوانح صدره، فكن أنت ذاك إن
شئت، فأما أنا فدون أن أعطي ذلك
ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام،
. ولا غرابة
)12(
وتطيح السواعد والأقدام)
فكلاهما ـ الوالد والولد ـ يستقيان من نبع
الإباء ذاته.
ا: لغة المقارنة
ً
ثاني
لغة المقارنة التي أعني بها هي
ّ
إن
لغة الأقدار المتضادة وليست لغة الأنداد
والأكفاء، فهذا التسلسل التاريخي من
الأجداد إلى الأحفاد في تقابل الأضداد
مثير للسخرية والأسى على حد سواء،
قابله أبو سفيان، ثم
F
فمحمد العظيم
وقف له معاوية بن أبي
A
الإمام علي
سفيان، ثم شاء الله أن يقابل التاريخ
شخصا
A
عظمة الإمام الحسين
مثل يزيد بن معاوية. وإذا كان
ً
ضئي
قد عبر في واحدة من
A
الإمام علي
مناسبات صراعه المرير مع الباطل
بقوله: (أنزلني الدهر حتى قيل معاوية
، بل
ّ
لا يذكره كند
A
فانه
)13(
وعلي)
له في النبل والخلق والإنسانية).
ٍ
كنقيض
وفي هذا الشأن يذكر أن معاوية وضع
في المكانة الاجتماعية
ٍ
ا لعلي
ً
نفسه ند
ٍ
دها الإمام بأروع مقال
ّ
والسلطوية ففن
ا
َّ
ن
ِ
إ
َ
ك
ُ
ل
ْ
و
َ
ا ق
َّ
م
َ
أ
َ
في رسالة جوابية له: (و
َ
س
ْ
ي
َ
ل
ْ
ن
ِ
ك
َ
ل
َ
و
ُ
ن
ْ
ح
َ
ن
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
َ
ك
َ
، ف
ٍ
اف
َ
ن
َ
م
ِ
د
ْ
ب
َ
و ع
ُ
ن
َ
ب
ِ
ب
ِ
ل
َّ
ط
ُ
م
ْ
ال
ِ
د
ْ
ب
َ
ع
َ
ك
ٌ
ب
ْ
ر
َ
ح
َ
َ
، و
ٍ
م
ِ
اش
َ
ه
َ
ك
ُ
ة
َّ
ي
َ
م
ُ
أ
ُ
ر
ِ
اج
َ
ه
ُ
م
ْ
ال
َ
َ
، و
ٍ
ب
ِ
ال
َ
ي ط
ِ
ب
َ
أ
َ
ك
َ
ان
َ
ي
ْ
ف
ُ
و س
ُ
ب
َ
أ
َ
َ
و
َ
َ
، و
ِ
يق
ِ
ص
َّ
الل
َ
ك
ُ
يح
ِ
ر
َّ
الص
َ
َ
و
ِ
يق
ِ
ل
َّ
الط
َ
ك
.
)14(
ل)
ِ
غ
ْ
د
ُ
م
ْ
ال
َ
ك
ُ
ن
ِ
م
ْ
ؤ
ُ
م
ْ
ال
َ
َ
و
ِ
ل
ِ
ط
ْ
ب
ُ
م
ْ
ال
َ
ك
ُّ
ق
ِ
ح
ُ
م
ْ
ال
فألفاظ (المهاجر والصريح والمحق
والمؤمن) كنايات استعملها الإمام عن
اسمه بينما كنى في مقابلها عن معاوية بـ
(الطليق واللصيق والمبطل والمدغل). ولا
شك في أن الإمام قصد من وراء كناياته
التعريض بخصمه أولا ثم بيان مكانته
والتذكير بها ثانيا، لذلك أطال بكناياته في
تقابل دلالي بينما لم يقف على السابقين
طويلا بأكثر من تقابل صريح لأن غرضه
من ذلك الوصول إلى بيان حاله ومقارنتها
بحال خصمه. ومن هنا جعل أمية مقابل
هاشم (وكان الترتيب يقتضي أن يجعل
1...,42,43,44,45,46,47,48,49,50,51 31,32,33,34,35,36,37,38,39,40,...132
Powered by FlippingBook