مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 28

28
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
مجلة ينابيع
بالطــــف أولهـا
ٍ
بجـحـــافـل
ُ
ل
ّ
وأخــــيرها بالشــــــام متص
وهذا ما لاحظه عمر ابن سعد لما
قال لجيشه: ويحكم اهجموا عليهم هجمة
، لأنه علم أن هذا الأسلوب
)15(
رجل واحد
سيؤدي
A
العسكري الذي تبناه سيد الشهداء
إلى استنزاف في أصحابه وضعفهم النفسي
والجسدي وقد يتحولون في أي لحظة
للمعسكر المقابل، فهم يرون أمامهم فتية
ولا
ً
يرتطمون بالموت ارتطاما
ً
وكهولا
ً
وشبابا
يخشون حرارة السيوف وألم الحديد، فيكاد
الشك يأتي عليهم، فقد أيقنوا بالخسارة
الجسيمة التي ستلحق بهم جراء خذلانهم ابن
رسول الله ونصرهم يزيد الطاغي المجرم،
مما جعله يسرع من وتيرة القتال لضمان
القضاء على الجيش المقابل بأقل وقت وبأقل
عدد من قتلى جيشه.
5) جغرافية أرض الواقعة:
من خلال الحديث المتقدم في فقرة
الاستطلاع قبل المعركة نلاحظ ورود كلمات
التلاع والعقبات والروابي، فالتلاع جمع
تلعة وهو ما ارتفع من الأرض وما هبط منها
، أما العقبات فهي جمع
)15(
وهي من الأضداد
، أما
)16(
عقبة، المرقى الصعب من الجبال
الروابي، جمع رابية فهي المكان المرتفع من
، وهذا الحديث يلقي نظرة على
)17(
الأرض
تضاريس أرض الواقعة، فبرغم بعد معسكر
ً
عن نهر الفرات نسبيا
A
الإمام الحسين
A
بسبب عدم تمكين الحر الإمام الحسين
من النزول على أرض قريبة من النهر، إلا
وعرة تحيط
ً
نزل أرضا
A
أن الإمام الحسين
بها المرتفعات والمنخفضات، وهذا ما
يلاحظ في موقع قبره الشريف حيث يقع في
منخفض بينما نجد التل الزينبي يرتفع عن
عن الأرض
A
الأرض الطبيعية، فقد ابتعد
المنبسطة التي تصلح لاضطراد الخيل
وحركتها إلى أرض وعرة حتى يعيق تقدمها
نحو الخيام، ويجعل أسلوب القتال الذي
ستفرضه الظروف بيده ولو لفترة وجيزة.
6) التعبئة:
A
ا فقد استثمر الإمام الحسين
ّ
كما بين
كل فرصة مؤاتية للتعريف بمغزى نهضته
المباركة ورسم خطوطها العامة أمام جمهور
على أحقية
ً
المسلمين ليبقى التاريخ شاهدا
وثبته بوجه الطغاة الذين أرادوا وأد الإسلام
وضرب قواعده بكل ما أتيح لهم من قوة.
ما نجاح في
ّ
أي
A
لقد نجح الإمام الحسين
أسلوبه التعبوي الذي اعتمده في حواراته مع
من التقى بهم في المدينة المنورة أو في مكة
أو أثناء الطريق وحتى في كربلاء إبان بدء
المعركة، وكيف لا ينجح وهو الإمام الجامع
للصفات العالية والأخلاق الفاضلة وقد نشأ
في
ّ
وتربى في دار الوحي والرسالة وشب
كنف البلاغة والبطولة، فكان كلامه نور
لمن دخل الإيمان قلبه، وسرعان ما يتحول
، وهذا ما
A
عما هو عليه إلى موكب الإمام
حصل مع زهير بن القين، فبمجرد أن اجتمع
زال ذاك الحاجز الصلد
A
به سيد الشهداء
ً
عن عينيه ورجع عن عثمانيته ليكون قائدا
على ميمنة جيش الأنصار.
7) المباشرة الشخصية بالقتال:
حينما دارت
A
لم يبق الإمام الحسين
رحى الحرب في خيمته يراقب الوضع عن
بجيشه كما هو الحال مع أعدائه،
ً
بعد، لائذا
بل كان ينزل الساحة بين تارة وأخرى فكان
يمشي إلى الشهداء في مواضع استشهادهم
سواء كانوا من أصحابه أو من أهل بيته، وكم
بسيفه على قاتلي أنصاره فقتلهم.
ّ
شد
8) الخبرة والتمرس:
لم يأت الدور القيادي الذي اضطلع به
1...,29,30,31,32,33,34,35,36,37,38 18,19,20,21,22,23,24,25,26,27,...132
Powered by FlippingBook