مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 26

26
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
مجلة ينابيع
مقارنة بين الجيشين قبل بيان تلك الفعاليات.
قبل الإجابة على التساؤل علينا أن
نعرف مصطلح الإستراتيجية، وهو مصطلح
عسكري بالأساس، عرف به اليونانيون
، أو هو فن التخطيط
ً
الخطط الحربية قديما
للعمليات العسكرية قبل نشوب الحرب وفي
نفس الوقت هو إدارة تلك العمليات عقب
، تعكس الإستراتيجية
)3(
نشوب الحروب
ن
ّ
لتحقيق هدف معي
ً
الخطط المحددة مسبقا
على المدى البعيد في ضوء الإمكانات المتاحة
أو التي يمكن الحصول عليها.
ً
تقودنا نتيجة التساؤل المطروح أولا
إلى تساؤل آخر وهو: لماذا يخطط الإمام
ويدير الحرب وهو يعلم أنه
A
الحسين
مقتول وأن النتيجة المادية ستكون لصالح
العدو؟
) الجيشان: نظرة مقارنة:
ً
أولا
لا يخفى على أحد الفرق الشاسع في عدد
المقاتلين بين المعسكر الحسيني والمعسكر
A
الأمويفقدبلغعددأصحابالإمامالحسين
ً
، منهم 23 فارسا
ً
في بعض الأرقام 28 رجلا
كما هو المعروف، ومن المؤرخين
ً
و04 راجلا
من قال كان عددهم 011، وقد وصلت بعض
A
الإحصائيات فيما روي عن الإمام الباقر
ومائة
ً
إذ قال: كانوا خمسة وأربعين فارسا
، بينما بلغ عدد الخارجين إلى حربه
)4(
راجل
حسب خبر تكامل الجيوش عند
ٍ
00003 رجل
، ومن الطبيعي أن يكون هذا
)5(
ابن سعد
على جميع الصنوف العسكرية
ً
العدد حاويا
المعروفة والسائدة آنذاك، كالخيالة والرجالة
والرماة وغيرهم.
أما السلاح فقد قاتل أصحاب الإمام
بالسيوف، وغاية ما يصل العدد
A
الحسين
أو أكثر منه بقليل، أما الرمي
ً
إلى 041 سيفا
بالسهام فقد تميز به هلال بن نافع وأبو الشعثاء
الكندي فقط والظاهر أنهما كانا متخصصان
برمي السهام، ماهرين في هذا الفن الذي
لا يجيده إلا القلة، في حين نرى الجيش
الأموي امتلك مختلف الآلات العسكرية من
سيوف ورماح ونبال وأقواس، كما حارب
البعض ممن لم تتوفر له تلك الآلة بالوسائل
البدائية كالحجارة وعظام الدواب، في حين
A
لم نجد من أصحاب الإمام الحسين
من لجأ إلى هذه الطريقة الرخيصة في
الحرب، وإذا أخذنا بأن عدد الأنصار وصل
فإن نسبة الجيش الحسيني تبلغ
ً
إلى 541 رجلا
حوالي384.0% من الجيش الأموي.
:
A
ثانياً) إستراتيجيات الإمام الحسين
الدور
A
لقد مارس الإمام الحسين
القيادي بكل معانيه، فقد قسم نشاطه إلى
دورين، دور التوجيه المعنوي والتعبئة، حيث
كان يركز على تعريف جمهور المسلمين
بأهداف حركته المباركة وإعلام من سيصحبه
من المقاتلين بنيل شرف الشهادة، وكان
يستخدم الطريقة المباشرة عند كلامه عن
المعركة المرتقبة، ويتجلى هذا الموقف
مع عبيد الله بن الحر الجعفي عندما لقيه
في حصن بني مقاتل وطلب منه الانضمام
لجيشه، فقد كانت محاورته مع عبيد الله
الجعفي محاورة كاشفة عن أسلوب الإمام
في تعامله مع المقابل بكل شفافية ووضوح،
ً
ولما يئس من انضمامه قال: (ما كنت متخذا
.
)6(
المضلين عضدا)
الخلق
A
كما تمثل في الإمام الحسين
الإسلامي الرفيع الذي يتوجب على القائد
أن يحمله وهو بذلك يسير بسيرة جده وأبيه،
ولم
ً
فلم يجهز على جريح ولم يتبع شريدا
يستخدم ضرورات الحياة كورقة للضغط
يبكي عليهم لأنهم
A
على الأعداء، بل كان
على أيديهم،
A
سيدخلون النار بسبب قتله
1...,27,28,29,30,31,32,33,34,35,36 16,17,18,19,20,21,22,23,24,25,...132
Powered by FlippingBook