54
مجلة ينابيع
ربيع الثاني ٩٣٤١ه
-
العدد (٨٧) ربيع الأول
الانحرافات العقدية التي واجهها الإمام
، فقد انتشرت بعض الفرق
A
الهادي
المنحرفة التي تسربلت باللباس الشيعي
كالغلاة والمفوضة والواقفة، وهي
مجموعات فكرية تتبنى عقائد الغلو والكفر
والإلحاد مستغلة هشاشة الوعي لدى بعض
المناطق الشيعية، ومنطلقة من تأويل
كما
B
الأحاديث المتشابهة لأهل البيت
هو دأب أهل الزيغ والضلال.
– بمعونة
A
لقد واجه الإمام الهادي
وكلائه – فرق الغلاة والواقفة بمنتهى الحزم
ا من جهاز الوكلاء المتطور
ً
والقوة مستفيد
في ضرب رموز الفتنة، وإسقاط هيبتهم،
وتحذير الشيعة من كل عقائدهم المنحرفة،
وقد وصل الأمر وشدة المواجهة في بعض
A
الأحيان أن يطلب الإمام الهادي
من بعض شيعته القيام بقتل بعض أولئك
المنحرفين لما لمسه من خطورة الإبقاء
على تحركاتهم المشبوهة.
ومن أولئك الغلاة الذين حاربهم الإمام
، وخرجت التوقيعات بذمهم
A
الهادي
ولعنهم، وتحذير الشيعة منهم:
المعروف
1ـ علي بن مسعود القمي،
بعلي بن حسكة ويعرف بالحوار، وتلميذه
القاسم بن يقطين الشعراني القمي: كانت
لعلي بن حسكة القمي حركة واسعة في
قم، استطاع من خلالها استغفال العديد
من البسطاء والسذج، وذوي النفوس
المريضة، والعقول السقيمة، منهم:
القاسم اليقطيني، وابن بابا القمي،
ومحمد بن موسى الشريقي، ومن عقائده
،
A
الباطلة ادعاؤه ربوبية الإمام الهادي
وتحريض الناس على ترك الفرائض
والسنن؛ بحجة المعرفة وعدم الحاجة إلى
A
العبادة، وقد صدرت من الإمام الهادي
ثلاث توقيعات بذم علي بن حسكة
وجماعته، وفي أحدها يأمر الإمام بقتله
وقتل كل من يروج لأفكاره الضالة، وكان
بحقهم: (فاهجروهم
A
من كلام الإمام
لعنهم الله، والجؤوهم إلى ضيق الطريق،
لوة فاشدخ
َ
منهم خ
ٍ
من أحد
َ
فإن وجدت
.
)16(
رأسه بالصخر)
2. محمد بن نصير الفهري النميري
والحسن بن محمد بن بابا
البصري،
القمي: وقد زعم كل منهما أنه نبي وأن
هو الذي أرسله، وكانت
A
الإمام الهادي
من عقائدهم الفاسدة القول بالتناسخ،
والدعوة للإباحية والمثلية الجنسية، وقد
توقيع بلعنهما،
A
صدر من الإمام الهادي
وأفتى الإمام فيه بوجوب قتلهما وإراحة
، ويبدو أن الكوادر الشيعية
)17(
الناس منهما
استطاعت أن تظفر بالحسن بن محمد
بن بابا القمي وتنجح في تصفيته، أما
النميري الفهري ففقد أفلت من الاغتيال
، وله
A
وبقي إلى زمان الإمام المهدي
فرقة منقرضة تعرف بالنصيرية، ولعل
من فروعها الطائفة العلوية المنتشرة اليوم
في بلاد الشام لاسيما سوريا ولبنان،
غير أن المصادر السنية تنسب الفرقة
A
النصيرية لنصير مولى أمير المؤمنين
الذي يقولون إنه ادعى الألوهية في أمير
.
)18(
A
المؤمنين
3ـ فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني:
وتعد حركته من أخطر الحركات العقائدية
المنحرفة التي انتشرت في مدينة بغداد
وما حولها من القرى والقصبات، ووصلت
تأثيراتها إلى مناطق مهمة في إيران، ولا
سيما مدينة قزوين، وقد استقر فارس
A
ا فيسامراء مما دفع الإمام الهادي
ً
أخير
إلى إصدار أكثر من عشرة توقيعات في
