ملف العدد
55
ذمه ولعنه، والبراءة من عقائده، وتحذير
الشيعة من الانخداع بتسويقه الدعائي للغلو
ولبس الباطل لبوس الحق، والسبب في
خطورة حركة فارس القزويني يكمن في
أمور عدة منها:
ا أول أمره،
ً
أ- إن فارس كان مستقيم
وله مصنفات في الرد على الواقفة
،
B
والإسماعيلية، وفي تفضيل الأئمة
فالارتكاز الجماهيري عن شخصيته كان
ا قبل انحرافه حتى إن محمد بن
ً
إيجابي
عيسى اليقطيني روى عنه أحاديث في
.
)19(
الفقه
ب- انتماؤه إلى أسرة علمية معروفة،
إذ يظهر من بعض الأدلة التاريخية كونه
ابن اخت المحدث الجليل والوكيل الثقة
(صفوان بن يحيى بياع السابري)، فقد أورد
A
الطوسي في أصحاب الإمام الرضا
سعيد ابن أخت صفوان بن يحيى، ثم
،
)20(
عقب عليه بأنه (أخو فارس الغالي)
فإذا كان أخاه لأمه، فقد ثبت كون فارس
ابن أخت صفوان بن يحيى، ومما لا شك
ا من
ً
فيه أن صفوان بن يحيى كان علم
أعلام الطائفة الشيعية المحقة، وهو من
كبار الفقهاء والمحدثين، ومن الوكلاء
ا قد
ً
ا أن فارس
ً
المخضرمين، ولا شك أيض
استغل صلة القرابة هذه للولوج إلى مجالس
الفقه والرواية، والسعي لاستجلاب الأتباع
والنفوذ، ومن ثم إظهار المعتقدات الباطلة.
ا (طاهر بن حاتم)، كان من
ً
ومن إخوته أيض
ا،
ً
رواة الحديث، وحدثت عنه الشيعة قديم
ثم أظهر هو الاخر القول بالغلو فتركوه،
يقول الشيخ الطوسي في ترجمته: (كان
ا، ثم تغير وأظهر القول بالغلو،
ً
مستقيم
وله روايات. أخبرنا برواياته في حال
، وكان من إخوانه
)21(
الاستقامة جماعة)
(أحمد بن حاتم بن ماهويه)، وهو الذي
، يسأله عمن
A
ا للإمام الهادي
ً
أرسل كتاب
ا
ً
أيض
)22(
يأخذ معالم دينه؟ وكتب أخوه
بذلك، فكتب إليهما: (فهمت ما ذكرتما،
فاعتمدا في دينكما على مسن في حبنا،
وكل كثير القدم في أمرنا، فإنهم كافوكما
.
)23(
إن شاء الله تعالى)
ج- أنه كان يتصرف وكأنه وكيل عن
، وقد تصدى له علي بن
A
الإمام الهادي
جعفر الهماني، الوكيل الشرعي للإمام
، فجرت بينهما مشاحنات كبيرة
A
الهادي
انتهت بكشفه أمام الشيعة.
د- إنه كان يحظى بدعم ورعاية من
قبل جعفر المعروف بالكذاب، وهو ابن
، ويبدو أن تأثير حركته
A
الإمام الهادي
قد تجاوز المدن العراقية ليصل إلى مدن
إيران كمدينة قم وهمذان اللتين وجد فيهما
، وقد استمرت هذه
)24(
بعض الأتباع والنفوذ
العلاقة حتى بعد هلاك فارس، فقد أورد
الخصيبي أن أتباع فارس قالوا بإمامة جعفر
بن علي، المعروف بالكذاب، وأنكروا
، ولا نستبعد
)25(
A
إمامة الحسن العسكري
ا أن يكون لفارس علاقات مع السلطة
ً
أيض
العباسية، ولاسيما في عهد المتوكل.
ا في
ً
هـ - إن فارس بن حاتم كان صلب
ا في موقفه، ليس له حياء
ً
رأيه، عنيد
يردعه، ولا ورع يحجزه، وكان لتشدده هذا
، وفي خداع
A
أثر في إيذاء الإمام الهادي
خلف
ً
الكثير من الناس ممن ينساقون جه
الشخصيات التي تمتاز بالكاريزما والثبات
على الموقف.
ا
ً
أسلوب
A
استعمل الإمام الهادي
ا في التعاطي مع حركة فارس
ً
متدحرج
وكلاءه وشيعته
ً
القزويني، فقد أمر أو
بترك الجدال معه، ومقاطعته، فلما لم ينفع
A
نظام الوكالة في عهد الإمام الهادي