مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 57

ملف العدد
57
البعض بالتجاسر، وادعاء السفارة عن
لاستدرار الأموال،
A
الإمام المهدي
واستجلاب الأتباع، فتصدى لهم الوكلاء
مري الابن، وابن روح،
َ
الشرعيون، الع
والسمري، ومن خلفهم الإمام المهدي
، وكثير من المخلصين من الشيعة،
A
واستطاعوا فضحهم وهتكهم أمام
الجماهير الشيعية لما يتمتعون به من سمعة
حسنة، وسيرة طيبة، وتوفيق من الله
سبحانه وتعالى.
ولولا هذا العدد الكبير من الوكلاء
B
والرواة المخلصين الذيننشرهم الأئمة
في كل مدينة أو ناحية شيعية، لشهدنا
انهيار القواعد الشيعية مع بدء غيبة الإمام
، ولتمكنت الشبهات والبدع من
A
المهدي
تهشيم النسيج الشيعي لينتهي بعد مدة من
الزمن، ولكن الله تعالى متم نوره ولو كره
الكافرون.
في
A
منهجية الإمام الهادي
إدارة الوكلاء
يظهر لنا من خلال النصوص الحديثية
اتبع منهجية
A
والتاريخية أن الإمام الهادي
دقيقة في تنظيم عمل الوكلاء، وكان لهذا
الأسلوب المنهجي في إدارة جهاز الوكالة
أثر كبير في إنجاح مهام الوكلاء، وتجنبيهم
الكثير من الأخطار بسبب مضايقات
السلطة ورجالها، كما ساهمت هذه
المنهجية في تقليل نسبة الخطأ المحتملة
في تحركات الوكلاء الميدانية، وتتلخص
في إدارة عمل
A
منهجية الإمام الهادي
الوكلاء بالأمور الآتية:
ا: إتباع النظام الهرمي
ً
أول
ويتمثل بوجود ما يمكن أن نسميه
(الوكلاء الإقليميين)، وهم رجالات الصف
الأول من الوكلاء الذين كانوا يمثلون
مرجعيات إقليمية لوكلاء آخرين يعملون
في مدن صغيرة أو مناطق محدودة.
وتهدف هذه التراتبية الإدارية إلى تقليل
في
A
مراجعات الوكلاء للإمام الهادي
المدينة وسامراء، وبالتالي تقليل الشد
ا بالإمام وشيعته،
ً
الأمني الذي كان محيط
وخاصة وكلاء الإمام الذين كانت عيون
السلطة ترصد تحركاتهم وتتحين الفرص
لاعتقالهم.
كما تساهم هذه المنهجية التنظيمية في
سهولة إيصال الأوامر والفتاوى من الإمام
إلى الوكلاء، وتسهيل نقل الأموال وسائر
الحقوق الشرعية من مناطق الشيعة إلى
.
A
الإمام الهادي
وفي هذا السياق يبرز دور الوكيل الفذ
مري) كأحد أبرز وكلاء
َ
(عثمان بن سعيد الع
الصف الأول، وكان الوكلاء يرجعون إليه
في كثير من الأوقات لاسيما إذا كانت
حركة الإمام مقيدة بالسجن أو الإقامة
الجبرية.
وكيله (علي
A
كما أمر الإمام الهادي
بن بلال الواسطي) بالرجوع إلى الوكيل
الكبير (الحسن بن راشد البغدادي) وأن
يأخذ منه التوجيهات، ويسلمه أموال
الخمس والزكوات وما يتعلق بشؤون
الوقف والقضاء بين الشيعة.
ا: تحديد الصلاحيات
ً
ثاني
ً
لا ينصب وكي
A
كان الإمام الهادي
ا ما
ً
فه مهامه وصلاحياته، وكثير
ّ
حتى يعر
يحدد له المناطق الجغرافية التابعة له،
ا في تنظيم العمل،
ً
وهذه المنهجية مهمة جد
ومنع اختلاط الصلاحيات، وقد نهى الإمام
بعض الوكلاء عن التواصل
A
الهادي
A
نظام الوكالة في عهد الإمام الهادي
1...,58,59,60,61,62,63,64,65,66,67 47,48,49,50,51,52,53,54,55,56,...148
Powered by FlippingBook