مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 56

56
مجلة ينابيع
ربيع الثاني ٩٣٤١ه
-
العدد (٨٧) ربيع الأول
إلى لعنه والبراءة
A
معه، انتقل الإمام
A
ا أصدر الإمام الهادي
ً
منه، وأخير
ا بتصفيته وإراحة الشيعة من ضلالاته،
ً
أمر
بمهمة قتله أحد
A
وقد كلف الإمام
المخلصين الأبطال من شباب الشيعة في
نيد)،
ُ
نيد أو الج
ُ
سامراء، يعرف باسم (ج
ا وكمن لعدو الله بعد
ً
نيد ساطور
ُ
فأخذ ج
الصلاة المغرب وقتله، وكان ذلك بعد سنة
052 هـ، وروى الكشي ما يفيد أن الإمام
.
)26(
نيد الجنة
ُ
ضمن لج
A
العسكري
ومن الوكلاء الذين كان لهم دور
في إخماد حركة فارس القزويني: علي
ماني، إبراهيم بن محمد
ُ
بن جعفر اله
مري.
َ
الهمداني، عثمان بن سعيد الع
ا: التمهيد لزمن الغيبة
ً
رابع
الصغرى
من الأسباب المهمة التي دفعت الإمام
،
A
، ومن بعده الإمام العسكري
A
الهادي
إلى زيادة الاعتماد على الوكلاء، هو
التمهيد لدخول الحالة الشيعية في زمن
ا في
ً
الغيبة؛ لأن الوضع الشيعي كان هش
ّ
كثير من المناطق التي لم تعرف التشيع إ
، فكان
A
ا بعد زمن الإمام الصادق
ً
قريب
لا بد من تهيئة الذهنية الشيعية للتعامل مع
(رواة الحديث) من الوكلاء الذين يروون
ويعلمونهم
B
للناس أحاديث أهل البيت
العقيدة والأحكام
لا يتجاوزون بذلك
B
كلام الأئمة
لكي تكون الحالة
بمأمن
الشيعية
من الفتن والبدع
الفاسدة
والعقائد
والسلوكيات
المنحرفة، وبالفعل فإن هؤلاء الوكلاء
الأجلاء كانوا في غاية الإخلاص والأمانة،
والاحتياط والورع، والتحرز عن الإفتاء بما
لا يعلمونه، أو استعمال الرأي والاجتهاد،
فقاموا بنشر ثقافة الرواية ومنهجية
الحديث في المناطق الشيعية، وكانوا
ا من عند
ً
يقولون للشيعة: ما نقول لكم شيئ
.
B
أنفسنا، وإنما ذلك مسموع من الأئمة
C
وقد نجح الإمامان العسكريان
ا في ترسيخ مفهوم الوكلاء
ً
ا كبير
ً
نجاح
في المجتمعات الشيعية لاستيعاب الصدمة
A
التي سيخلفها غياب الإمام المهدي
عن الأنظار مع بزوغ فجر الغيبة الصغرى؛
فمن الثوابت التاريخية أن الثقة الجليل
مري)، كان أول أمره
َ
(عثمان بن سعيد الع
، وقد خدمه وله
A
للإمام الهادي
ً
وكي
ا، وكان من كبار وكلائه،
ً
من العمر11عام
وموضع اعتماده، بل كانت الوكلاء من
المناطق البعيدة عن حاضرة المعصوم
مري لأخذ التعليمات وإيصال
َ
تقصد الع
َ
ر
ّ
أو تعس
َ
ر
ّ
الحقوق والصلات في حال تعذ
، وظل أبو عمرو
A
بالإمام الهادي
ُ
اللقاء
عثمان بن سعيد، من الوكلاء المبرزين في
، وهكذا لما
A
زمان الإمام العسكري
حانت الغيبة الصغرى سنة 062 ﻫـ، وصار
عثمان بن سعيد أول السفراء، لم يكن
عند أي أحد من الشيعة شك في وثاقته،
وصدقه، وأمانته،
ولذلك لم يجرؤ أحد
من المنحرفين على
ادعاء السفارة عن
A
الإمام المهدي
ما دام أبو عمرو
ا، فلما أن توفي
ً
حي
بحدود 562ﻫـ، بدأ
1...,57,58,59,60,61,62,63,64,65,66 46,47,48,49,50,51,52,53,54,55,...148
Powered by FlippingBook