50
مجلة ينابيع
ربيع الثاني ٩٣٤١ه
-
العدد (٨٧) ربيع الأول
A
نظام الوكالة في عهد الإمام الهادي
قـراءة فـي الظـروف الموضوعيـة ومنهجية الإدارة
د. علي عبد الزهرة الفحام
ÍÃMI¹Ä
مسؤولية
A
تولى الإمام الهادي
الإمامة بعد وفاة أبيه الإمام الجواد
في آخر
A
أبي جعفر الثاني
ذي القعدة من سنة 022هـ، وكانت مدة
إمامته الشريفة 43 سنة؛ قضى منها آخر
سنين عمره الشريف والبالغة (11سنة) في
سامراء، ولبى نداء ربه في يوم الاثنين 3
، ثم استلم الإمامة من
)1(
رجب سنة 452هـ
حتى وفاته
A
بعده ولده الإمام العسكري
)2(
في الثامن من ربيع الأول في سنة 062 هـ
في سامراء.
A
وقد قضى كل مدة إمامته
وقد فرضت الظروف السياسية
والتطورات الفكرية على الساحة الإسلامية
على الوكلاء
A
أن يعتمد الإمام الهادي
بشكل أكبر في إدارة أمور شيعته وتربيتهم
ا من التيارات
ًّ
، وتحصينهم عقدي
ً
أخلاقيا
المنحرفة التي باتت تهدد المنظومة الشيعية
بجملة من العقائد المنحرفة كالوقف والغلو
عن الانحراف العام
ً
والتفويض، فضلا
ا
ً
الذي كانت تعيشه الأمة الإسلامية خصوص
مع وصول المتوكل العباسي وعلاقته
المشبوهة مع التيارات السلفية (الحنبلية)
لتأسيس مذهب جديد يتجاوز المذهب
المعتزلي وحتى الكلاسيكية الأشعرية التي
سيطرت على الساحة الفكرية لمدرسة
ا من الزمان.
ً
الجمهور أحقاب
وبالجملة، يمكن حصر الأسباب التي
لمنظومة
A
أدت إلى توسيع الإمام الهادي
الوكلاء بالأمور الآتية:
: اتساع الوجود الشيعي
ً
أولا
لم تعد الجغرافية الشيعية بعد عصر
منحصرة بمدينة الكوفة
A
الإمام الصادق
B
وما حولها، فقد ساهمت جهود الأئمة
بإيصال المد الشيعي إلى مناطق شاسعة من
البلاد الإسلامية، فاستقر قسم كبير منهم
في خراسان ونيسابور وقم وما يحيط بها
إلى بغداد
ً
من مدن كالري وهمذان وصو
وما حولها من مدن وقصبات، وسامراء
وامتداداتها الجغرافية، إضافة إلى تنامي
الأقليات الشيعية في البصرة والمدينة
ملـف
العدد
