مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 53

ملف العدد
53
أن كبت به سوء سيرته فثار عليه أخوه مع
الأتراك فاضطر إلى خلع نفسه في محرم
252 هـ.
وهو الطاغية الذي أقدم
6ـ المعتز:
،
)10(
سنة 452 هـ
A
على قتل الإمام الهادي
واستمرت خلافته حتى عام 552 هـ حين
ً
قام الأتراك بخلعه ونصبوا المهتدي بد
.
)11(
عنه
في ظل هذه الأجواء السياسية، كان
من أن يعمل بحذر
A
لابد للإمام الهادي
ا الشر والسوء عن نفسه
ً
وحكمة، دافع
وعن شيعته من السلطة وعمالها الذين
كانوا يتربصون بهم الدوائر، ويتحينون
كل فرصة لتحجيم الوجود الشيعي وتصفية
رموزه وشخصياته البارزة، وكان من حنكة
أن اعتمد بعض الشخصيات
A
الإمام
الشيعية المقربة من السلطة ممن لا مطعن
في عقيدتهم وحسن نيتهم، ومن المعروفين
،
B
بولائهم الشديد لأهل البيت
فصاروا محط ثقة الإمام، وموضع اعتماده
في جمع الحقوق، وربما لدفع الظلم
والحيف عن بعض الشيعة بحكم قدرتهم
على حرية التحرك التي وفرها لهم قربهم
من السلطة ورجالاتها، ومن هؤلاء محمد
بن الفرج الرخجي الذي كان شديد الولاء
، وقد شهدت كتب السيرة
B
لأهل البيت
بإخلاصه وأمانته، حتى إنه كان من الذين
ا في تعريف الشيعة بإمامة
ً
ا مهم
ً
لعبوا دور
بعد وفاة أبي جعفر
A
الإمام الهادي
.
)12(
A
الثاني
ا: الانحرافات الفكرية
ً
ثالث
شهدت الحقبة التي عاشها الإمام
ظهور موجة من التحولات
A
الهادي
العقدية الخطيرة التي عصفت بالساحة
الإسلامية والشيعية على حد سواء؛ فعلى
المستوى الإسلامي العام، ساهم وصول
ة
ّ
المتوكل العباسي بإنعاش الحركة السلفي
وفرض متبنياتها العقدية على عموم
البلاد الإسلامية بعد إنهاء ما سمي بمحنة
خلق القرآن، وصار الحنابلة المجسمون
يتحكمون بمجالس العلم، وعمد المتوكل
إلى استقدام أحمد بن حنبل (ت 142هـ)
من بغداد إلى سامراء سنة 732 هـ، وأغدق
عليه العطايا والهبات، وجعله المستشار
ّ
ا إ
ً
الديني للدولة فكان لا يولي أحد
، وقد استغل ابن حنبل هذه
)13(
بمشورته
الرعاية السلطوية فراح يروج لكل نظرياته
العقدية والفقهية بأريحية تامة، فعمل
على ترسيخ نظرية عدالة الصحابة(41)،
وإجماع الصحابة على خلافة أبي بكر،
،
A
وتفضيل عثمان على أمير المؤمنين
عن
ً
ا، فض
ً
وطاعة السلطان وإن كان ظالم
أحاديث التجسيم والتشبيه التي غزت كتب
الحديث إبان تلك الحقبة، ومما يسجل من
الانحرافات العقدية في خلافة المتوكل
ظهور كتاب الجامع الصحيح للبخاري
(ت652هـ) المعروفﺑـ (صحيح البخاري)،
وهو أهم كتب الحديث عند المدرسة
السنية، ويبدو أن الأجواء السياسية هي
التي فرضت تصدير مرويات البخاري
وإضفاء هالة من القداسة على أحاديثه
المحشوة بالإسرائيليات حتى صار ثاني
كتاب بعد كتاب الله تعالى على ما فيه من
التدليس والتحريف والرواية عن الضعفاء
والمجروحين الذين بلغوا – بحسب
!
)15(
إحصائية ابن حجر – ستمائة رجل
ولعل الانحرافات الداخلية التي
عصفت بالحالة الشيعية كانت من أخطر
A
نظام الوكالة في عهد الإمام الهادي
1...,54,55,56,57,58,59,60,61,62,63 43,44,45,46,47,48,49,50,51,52,...148
Powered by FlippingBook