116
مجلة ينابيع
ربيع الثاني ٩٣٤١ه
-
العدد (٨٧) ربيع الأول
في مكة آمن
F
عث رسول الله
ُ
لما ب
به قوم وكفر به آخرون، ولم يكتفوا
بعدم الإيمان به، بل نصبوا له العداوة
والبغضاء، ولو تمكنوا منه لقتلوه، وكان
F
من بين أشد الناس عداوة لرسول الله
زعماء بني أمية ومنهم (سعيد بن العاص بن
أمية).
ا السابقون الأولون إلى
ً
وهناك أيض
الاسلام، ومنهم خالد بن سعيد بن العاص،
وبعده أسلمت امرأته أميمة بنت خلف بن
أسعد الخزاعية، وبعدهما بيسير أسلم
أخويه عمرو وأبان. فكان خالد بن سعيد
بن العاص: أبو سعيد نجيب بني أمية، من
السابقين الأولين، ومن المتمسكين بولاء
.
)1(
A
أمير المؤمنين
سبب إسلامه
روي عنه أنه قال: رأيت ـ في المنام
ـ كأني واقف على شفا حفرة من النار،
فجاء أبي يريد أن يلقيني فيها، فإذا أنا
قد أخذ بمجامع
F
برسول الله محمد
لا
ّ
َ
إلي
ّ
َ
ثوبي وجذبني إليه، وهو يقول: إلي
ا من منامي،
ً
تلقى في النار، فانتبهت فزع
وقلت والله إن رؤياي هذه لحق، فخرجت
. فذهب إلى رسول
)2(
F
أريد رسول الله
، فقال: يا محمد إلى من تدعو؟
F
الله
قال: أدعو إلى الله وحده لا شريك له،
ا عبده ورسوله، وتخلع ما أنت
ً
وأن محمد
عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا
يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم
ّ
يعبده، قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إ
رسول
ّ
َ
ر
ُ
س
َ
الله وأشهد أنك رسول الله، ف
ا
ً
ا أو خامس
ً
، فكان رابع
)3(
بإسلامه
F
الله
.
)4(
في الإسلام
وعلم أبوه (سعيد بن العاص) بإسلام
ولده خالد، فأرسل في طلبه من بقي من
ولده، ولم يكونوا أسلموا، فوجدوه،
ه وضربه بعصا في يده
ّ
َ
فأتوا به أباه فسب
حتى كسرها على رأسه، وقال: اتبعت
ا وأنت ترى خلافه قومه، وما جاء
ً
محمد
به من عيب آلهتهم، وعيب من مضى من
آبائهم!!؟ قال: قد والله تبعته على ما جاء
به. فغضب أبوه ونال منه، وقال اذهب يا
ك القوت.
ّ
َ
حيث شئت والله لأمنعن
ْ
ع
َ
ك
ُ
ل
فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما
أعيش به. فأخرجه وقال لبنيه لا يكلمه أحد
صنعت به ما صنعت بخالد.
ّ
منكم إ
F
فانصرف خالد إلى رسول الله
ب عن أبيه
ّ
َ
فكان يلزمه ويعيش معه، وتغي
ÍÃMI¹Ä
نجيب بني أمية
خالد بن سعيد بن العاص (رض)
محمد علي جعفر
كاتب وباحث إسلامي/بغداد
للفضيلة نجومها
