مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 106

106
مجلة ينابيع
ربيع الثاني ٩٣٤١ه
-
العدد (٨٧) ربيع الأول
الشيخ شريف العلماء ـ بالمباحثة والمطالعة
واجتمع في درسه الفضلاء حتى زادوا
على الألف، منهم السيد إبراهيم صاحب
الضوابط، وملا إسماعيل اليزدي، ...
وملا آقا الدربندي، وسعيد العلماء
البارفروشي، والشيخ مرتضى الأنصاري،
والسيد محمد شفيع الجابلقي، وغيرهم.
س درسين أحدهما للمبتدئين
ّ
ِ
وكان يدر
ئي مثله في
ُ
والآخر للمنتهين، وقلما ر
تأسيس قواعد الأصول، وقد صرف
عمره على تربية العلماء، فلهذا كان قليل
التصنيف، ومصنفاته على قلتها لم تخرج
إلى البياض، وكان أعجوبة في الحفظ
والضبط ودقة النظر وسرعة الانتقال في
المناظرات وطلاقة اللسان، له يد طولى
في علم الجدل، وكان له ولد توفي سنة
.
)2(
وفاته وانقطع نسله
وأضاف لنا سيدنا الحسن الصدر: من
أساتذته حجة الإسلام الحاج أسد الله
البروجردي أستاذ الشيوخ الذي تتلمذ عليه
.
)3(
جماعة
كان والده الشيخ حسن علي المازندراني
يتوسم فيه الوعي المبكر والاستعداد التام
لسماع الجديد من الآراء والأفكار في
الدرس والتحصيل، وتهيأت له الظروف
المناسبة وتوفرت له فرص الاطلاع على
كتب الفقه والأصول والفلسفة والمنطق
والكلام فنهل من معين الفكر حتى ارتوى،
وكان على قدر كبير من الجرأة والصبر
اللذين يؤهلانه لتحمل أعباء كبيرة في
حوزة كربلاء.
هذا العالم الذي قضى حياته في خدمة
الدين والعلم وبذل كل ما لديه من أجل
انتشال الناس من كابوس الجهل وإرشادهم
إلى ما فيه خير الأمة وصلاحها. فإنه كان
ا صالحا ذا حظ وافر من المعارف
ً
عبد
في إصلاح
ً
الدينية الأصلية والفرعية، دؤوبا
شؤون هذه الطائفة المظلومة وتربية
B
عوامها، ينشر فضائل أهل البيت
ا
ً
ومناقبهم وفكرهم، ونجح بحمد الله نجاح
ا في إصلاحها. فكان أحد أركان العلم
ً
باهر
وأساطينه، يلقي المحاضرات على الطلبة،
ولم يفقد حافظته وقوة حجته وحسن
برهانه لفرط ذكائه ودعوته الصريحة
للجهاد والتضحية في سبيل الفكر والعمل،
قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم:
ْ
م
ُ
ك
ِ
ال
َ
و
ْ
م
َ
أ
ِ
وا ب
ُ
د
ِ
اه
َ
ج
َ
و
ً
ال
َ
ق
ِ
ث
َ
ا و
ً
اف
َ
ف
ِ
وا خ
ُ
ر
ِ
ف
ْ
(ان
(التوبة:14).
الله)
ِ
يل
ِ
ب
َ
ي س
ِ
ف
ْ
م
ُ
ك
ِ
س
ُ
ف
ْ
ن
َ
أ
َ
و
وكانت تربطه بكثير من طبقات
المجتمع صلات وثيقة ومودة صافية، ومما
يروى عنه أنه كان يتصف بالأخلاق العالية
والنفس المجبولة على حب الخير الخالية
من درن الحياة، فهو صاحب النفس الأبية
التي تحلت بالود والإخلاص وترفعت عن
الخطايا والزيف والجحود، بذلك أحبه
طلاب العلم والتفوا حوله يستفيدون من
بحر علمه الزاخر ويستقون من معين فضله
الطاهر.
ذكره المرحوم الشيخ محمد حرز
ا
ً
ا فيلسوف
ً
الدين في معارفه: (كان متكلم
ا بالأصول، وحدثنا بعض المعاصرين
ً
بارع
الأعلام أنه كان يحضر مجلس درسه ألف
رجل أو يزيد بين عالم فاضل وكلهم من
أهل التحقيق وجلهم صاروا مراجع تقليد،
إلى أن قال: توفي في الحائر الحسيني سنة
.
)4(
5421هـ ودفن بداره)
وترجم له المولى حبيب الكاشاني،
ا لقواعد
ً
ا مؤسس
ً
ا بحت
ً
فقال: (كان أصولي
شريفة لم نسمع بمثلها، ويجلس في محضر
درسه أزيد من ألف فاضل، من جملتهم
1...,107,108,109,110,111,112,113,114,115,116 96,97,98,99,100,101,102,103,104,105,...148
Powered by FlippingBook